حركة استيطانية تعرض أراضي للبيع في جنوب لبنان

تصاعد دخان بعد غارات إسرائيلية على قرية طير دبا بجنوبي لبنان
تصاعد دخان بعد غارات إسرائيلية على قرية طير دبا بجنوبي لبنان

منذ وقف إطلاق النار، الذي أنهى في 27 نوفمبر حرباً دامية بين إسرائيل و«حزب الله»، تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط كبيرة، من أجل نزع سلاح الحزب، في حين يطالب لبنان بضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق اللبنانية، في ظل سعي جيشه لبسط سلطته في كل لبنان.

في الأثناء، أعلنت حركة استيطانية إسرائيلية، تُعرف باسم «أوري تسافون»، عن عرض أراضٍ وعقارات في جنوب لبنان للبيع، داعية المستثمرين إلى «التوجه شمالاً».

وفق تقرير أوردته وكالة «معا» الفلسطينية، نشرت الحركة خريطة للبلدات الجنوبية في منطقة جنوب الليطاني، مُعطية لكل منطقة أسماء عبرية، مع تحديد أسعار تبدأ من 300 ألف شيكل (حوالي 80 ألف دولار) لكل قطعة، ووصفت الأراضي بأنها «مستقبل مستوطنات جديدة».

وتمتد الخريطة، بحسب تلفزيون الجديد اللبناني، من مصب نهر الليطاني في البحر المتوسط شمالاً حتى كفركلا، وتشمل بلدات البقاع الغربي وحاصبيا ومزارع شبعا، إضافة إلى أربع مدن رئيسة، هي صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا.

وبدأ لبنانيون نازحون من جنوب لبنان، حراكاً للمطالبة بعودتهم إلى منازلهم، وإعادة بناء ما تهدم منها، وتلقى بعضهم تهديدات مباشرة من إسرائيل، التي تعرقل غاراتها بعد عام من وقف إطلاق النار، جهود إعادة الإعمار.

ويقول لبنانيون إن الإسرائيليين «يقصفون الغرف الجاهزة، ويمنعون الاقتراب من المنازل عند الحدود، كما أن إزالة الركام وتحرك أي آلية ممنوعان».

ولم تستثنِ الغارات الإسرائيلية الدامية الجرافات والآليات المستخدمة في البناء، ما حال دون عودة اللبنانيين إلى قراهم الحدودية، حيث لا يزال 82 ألف شخص نازحين، وفق الأمم المتحدة.

ويطالب «تجمّع أبناء القرى الحدودية الجنوبية»، بالعودة إلى قراهم وإعمارها وتأمين احتياجاتهم. وألحق الجيش الإسرائيلي دماراً واسعاً في العديد من القرى الحدودية، معظمه بعد وقف إطلاق النار.

وخلال الأشهر الأخيرة، كثّفت إسرائيل غاراتها على منشآت وآليات تستخدم في عملية البناء، كان أعنفها في 11 أكتوبر، حين استهدفت عشر غارات إسرائيلية، ستة معارض ضمّت أكثر من 300 جرافة وآلية في بلدة المصيلح، قرب صيدا في جنوبي البلاد.

وأكّد المسؤولون اللبنانيون أنها منشآت مدنية، والهدف من الغارات تدمير الآليات الثقيلة من جرافات وحفارات وشاحنات ومنع أي إمكانية لإعادة الإعمار.

على وقع الغارات الإسرائيلية المتواصلة، تضغط واشنطن وإسرائيل على السلطات اللبنانية، لاستكمال عملية نزع سلاح «حزب الله»، بموجب قرار اتخذته الحكومة في أغسطس، وكلفت الجيش بتطبيقه.

في المقابل، يؤكد حزب الله رفضه تسليم سلاحه، وأبدى رفضه لمحاولة استدراج لبنان لتفاوض سياسي مع إسرائيل، في حين أبدى الرئيس اللبناني جوزاف عون، استعداده للتفاوض من أجل وقف الضربات الإسرائيلية على لبنان.

وقال عون، أمس، إن لبنان ينتظر رد إسرائيل عبر أمريكا، على خيار التفاوض لتحرير الأرض، مؤكداً أن «حزب الله» لا ينشط جنوب الليطاني، وأن الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار في الجنوب، وكل المناطق اللبنانية.

وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطالبة «لجنة الميكانيزم»، القيام بدورها في إلزام إسرائيل بوقف هجماتها على لبنان. وقال «يجب أن تضطلع لجنة الميكانيزم بدورها، وكذلك الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، لجهة إلزام إسرائيل بوقف عدوانها على لبنان».