غارات إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان

قتل شخص على الأقلّ في سلسلة غارات إسرائيلية واسعة في جنوب لبنان، أمس، هي الأعنف منذ اتفاق وقف إطلاق النار، في حين أعلنت إسرائيل استهداف موقع لـ «حزب الله»، مع مواصلتها الضربات منذ أشهر رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يكون دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.

ولا تزال إسرائيل تشنّ غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن إسرائيل نفّذت «عدواناً جوياً واسعاً على منطقة النبطية» في جنوب لبنان، عبر «سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين» استهدفت «الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفر تبنيت، النبطية الفوقا، وكفر رمان».

وشاهد مصوّر فرانس برس تصاعد الدخان الكثيف من مناطق جبلية وحرجية وأودية بعيدة عن المناطق السكنية.

وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات على النبطية أدت في حصيلة أولية إلى سقوط قتيل وإصابة ثمانية أشخاص بجروح.

حالة ذعر

وأثارت الغارات حالة من الهلع بين السكّان. وقال الطبيب جمال صباغ (29 عاماً) الذي كان يقوم بجولة صحية في مدرسة بقرية شوكين قرب النبطية: «سمعنا دوياً قوياً، حوالي عشر ضربات متتالية. بعض الأولاد خافوا وحالة ذعر سادت والأساتذة خافوا أيضاً». أضاف: «كان هناك حالة إرباك وتوتر»، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت «الجبال في محيط النبطية».

وأفادت الوكالة الوطنية بأن الغارات أسفرت عن «انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب»، بينما سارع سكان لإخراج أولادهم من المدارس وسط زحمة سير خانقة. وأشارت الوكالة إلى نجاة امرأة وابنتها بأعجوبة جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على سيارتهما على طريق بلدة كفر كلا في جنوب لبنان.

وسُجّل تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية مترافقة مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان وعلى علو متوسط.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف «موقع بنية تحتية» في جنوب لبنان «يستخدمه حزب الله... في إدارة منظومته لإطلاق النار والدفاع». وأضاف، إن الغارات طالت «عناصر من حزب الله، بالإضافة إلى أسلحة وفتحات أنفاق»، مشيراً إلى أن هذه «البنية التحتية تعدّ جزءاً من مشروع كبير تحت الأرض أصبح غير صالح للاستخدام نتيجة ضربات الجيش الإسرائيلي».

وأتت غارات أمس، غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس في لبنان خالد أحمد الأحمد بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الأحمد الذي قال إنه «شغل منصب مسؤول عمليات حماس في القطاع الغربي في لبنان»، معتبراً أن «أنشطته شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها».