إسرائيل و«حزب الله».. اتفاق وقف النار يترنح

تصاعد أعمدة الدخان من فوق المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر غارة إسرائيلية
تصاعد أعمدة الدخان من فوق المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر غارة إسرائيلية

استهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية:

«أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حي الحدث في الضاحية الجنوبية المكتظ بالسكان والذي أغلقت مدارسه أبوابها عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة بعد إطلاق صاروخين على إسرائيل في عملية لم تتبنها أي جهة ونفى حزب الله مسؤوليته عنها».

ووسط المباني المتضررة من الضربة وفيما كان عناصر الإطفاء يحاولون إخماد النيران، كان مسعفون يبحثون بين الأنقاض وينقلون الجرحى. وشهدت مداخل الضاحية الجنوبية زحمة سير خانقة، فيما سعى عدد كبير من سكانها إلى الفرار.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، عقب الغارة: «ضربت القوات الإسرائيلية موقعاً تستخدمه وحدة حزب الله الجوية 27 لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية».

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن إسرائيل ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد، قائلاً: «أي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقى اليوم مثالاً جديداً على تصميمنا، المعادلة تغيرت لن نسمح بحد أدنى من إطلاق النار على بلداتنا، وسنواصل الضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد لدولة إسرائيل».

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن على الحكومة اللبنانية فرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وإلا ستواصل إسرائيل شن الهجمات. وذكر في بيان: «أوجه رسالة واضحة للحكومة اللبنانية: إذا لم تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، سنفرضه نحن».

بدوره، أكد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، أن التجربة السابقة وتحقيقات الجيش تشير إلى أن حزب الله ليس مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ أخيراً نحو إسرائيل. وقال عون خلال مؤتمر صحافي في الإليزيه مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون:

«سيكون هناك تحقيق في مصدر عمليات إطلاق الصواريخ، استناداً لتجربتنا السابقة والأدلة الموجودة على الأرض، فإنه ليس حزب الله... حزب الله أعلن عدم مسؤوليته».

وفيما أشار إلى أن الجيش أجرى تحقيقاً في شأن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي، أكد أنه سيجري تحقيقاً في عملية الإطلاق الأخيرة.

في السياق، أدان رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، استهداف الضاحية الجنوبية، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية. ووصف سلام الاستهداف بالتصعيد الخطير.

وشجب سلام الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية.

وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي ما زالت تحتلها إسرائيل بأسرع وقت ممكن. من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه لم يكن هناك أي نشاط يبرر الضربات الإسرائيلية على حزب الله.

لافتاً إلى أنه سيجري اتصالين بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بهدف العودة إلى الالتزام الكامل والشامل بوقف إطلاق النار.

وأضاف ماكرون: «إسرائيل لم تحترم اليوم، ومن جانب واحد، الإطار المتفق عليه بين لبنان وإسرائيل، ودون أن يكون لدينا معلومات أو دليل على مبرر لذلك».

قلق أممي

كما أعربت جانين هينيس-بلاسخارت، منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، عن قلق المنظمة الدولية البالغ إزاء تصاعد التوترات على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان. وحذرت هينيس-بلاسخارت، في بيان، من أن تكرار حوادث إطلاق النار يشكل تصعيداً خطيراً.

وقالت إن العودة إلى صراع أوسع في لبنان سيكون له آثار مدمرة على المدنيين على جانبي الخط الأزرق، داعية إلى العمل على تجنب ذلك وضبط النفس من جميع الأطراف.

وشددت المنسقة الأممية، على أهمية الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في تفاهم وقف الأعمال العدائية الصادر في نوفمبر 2024، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 الذي يتضمن صيغة لإنهاء دورات العنف المتكررة.

مؤكدة استمرار التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الجهات المعنية لمنع المزيد من التصعيد، وجعل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والمعني بوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل واقعاً ملموساً.