وعيد «العقوبات» يدفع إيران إلى طاولة التفاوض النووي

مدير وكالة الطاقة الذرية
مدير وكالة الطاقة الذرية

أكدت إيران أنها تفاوض بكامل قواها لتجنب إعادة فرض العقوبات الدولية عليها في مجلس الأمن، وهو ما تلوّح به القوى الأوروبية، قبيل اجتماع بينها وطهران.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي، إن تركيز بلاده منصبّ على تجنب الخطوات أو الحوادث التي قد تكون مكلفة للبلاد، مشيراً إلى أن طهران تفاوض بكل قواها مع الترويكا الأوروبية.

وتهدد الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بتفعيل آلية الزناد، التي ينص عليها الاتفاق النووي مع إيران، بحلول نهاية أغسطس، ما لم توافق طهران على الحد من تخصيب اليورانيوم، واستئناف التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسيعيد تفعيل تلك الآلية، تطبيق عقوبات الأمم المتحدة الصارمة على إيران، التي رفعت بموجب الاتفاق النووي. وأكد بقائي أن بلاده لن تسمح لتلك المسألة أن تتحول إلى أداة لحرب نفسية على مواطنيها، مشيراً إلى أن لدى طهران برنامجاً واضحاً لإبطال مفعول آلية سناب باك الخاصة بإعادة فرض العقوبات.

قلق

ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، عن بقائي، قوله خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، حول ما أثير بشأن محاولة التقليل من أهمية آلية سناب باك في الأذهان العامة، وسبل مواجهتها:

«على الإطلاق، لسنا بصدد تخفيف أهمية آلية إعادة فرض العقوبات، بل نحن على دراية كاملة بتبعاتها السلبية.. حين نقول إن الأطراف الأوروبية لا تملك الصلاحية القانونية لتفعيل هذه الآلية.

فهذا لا يعني أننا لا نؤكدها فقط، بل إننا أيضاً قلقون من آثارها.. يجب ألا نسمح بأن يتحول ذلك إلى مصدر ضغط نفسي على مواطنينا.. بما أننا نؤمن بعدم وجود مثل هذا الحق، وأن الأوروبيين غير مخولين باستخدامه، فقد بذلنا بالفعل جهوداً واسعة للتصدي لذلك..

المباحثات الجارية في جنيف، وكذلك المحادثات مع الصين وروسيا، تأتي في هذا السياق.. وزارة الخارجية كانت على وعي مسبق بإمكانية حدوث هذا الأمر، ولذلك وضعت المسألة على جدول أعمالها منذ فترة طويلة».

أما في ما يتعلق بمسودة القرار الروسي لتمديد القرار 2231، قال بقائي: «في ما يتعلق بمسودة القرار الروسي، فنحن على اطلاع عليها، ولدينا النص قيد الدراسة».

إضاءة

وأدت الحرب التي شنتها إسرائيل بشكل مفاجئ، إلى تعطيل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، ودفعت إيران إلى تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتنتهي صلاحية تفعيل الآلية في أكتوبر، مع أن الأوروبيين حددوا في ما بينهم نهاية أغسطس لتفعيلها، في حال فشل الجهود الدبلوماسية. كذلك، ناقشوا تمديد صلاحية تنفيذها لإتاحة الوقت للمحادثات. وتعتبر إيران أنه لا يحق للدول الأوروبية تفعيل العقوبات، أو تمديد الموعد النهائي لتفعيلها.

وقالت القوى الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا في الآونة الأخيرة، إنها تعتزم اتخاذ القرار بنهاية أغسطس، ما لم تقدم إيران تنازلات يمكن أن تقنعها بالتأجيل لفترة وجيزة، وهو ما يشار إليه في الغالب بالتمديد.

وقال مسؤول من إحدى هذه الدول: «سنرى ما إذا كان الإيرانيون صادقين بشأن التمديد، أم أنهم يراوغون.. نريد أن نرى ما إذا كانوا قد أحرزوا أي تقدم بشأن الشروط التي وضعناها للتمديد.

وتتمثل هذه الشروط في استئناف عمليات التفتيش، بما يشمل حساب مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب، والانخراط في الدبلوماسية مع دول من بينها الولايات المتحدة». واستبعدت إيران مراراً إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.