تهدد الدول الأوروبية بتفعيل «آلية الزناد»، التي نص عليها الاتفاق النووي لعام 2015، وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على إيران في حال تراجعت عن الوفاء بالتزاماتها بموجبه، في حين تتمسك طهران باستمرار تخصيب اليورانيوم كشرط للعودة للمفاوضات.
وأُبرم الاتفاق عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا.
لكن في 2018، سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بلاده بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات أمريكية على إيران التي ردت بعد عام من ذلك، ببدء التراجع تدريجياً عن معظم التزاماتها الأساسية بموجبه.
ويتضمن قرار مجلس الأمن الرقم 2231 الذي يدعم الاتفاق، بنداً يسمح بإعادة فرض العقوبات في حال انتهاك النص، فيما تنتهي صلاحية هذا البند في 18 أكتوبر.
وبموجب هذا القرار، يمكن لأية «دولة مشاركة» في الاتفاق تفعيل هذه الآلية من خلال تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بشأن «عدم امتثال كبير للالتزامات من جانب مشارك آخر». وفي غضون 30 يوماً من هذا «الإخطار»، يتعين على المجلس التصويت على مشروع قرار لتأكيد رفع العقوبات.
تهديد بالرد
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن «اللجوء إلى مثل هذه الآلية يفتقر إلى البعد الأخلاقي والقانوني والسياسي بالنظر إلى تطورات الأسابيع الأخيرة»، موضحاً أن التهديد باستخدام آلية الزناد ليس سوى عمل سياسي، ويأتي في إطار المواجهة مع إيراني، و«سيقابل برد متناسب ومناسب من إيران».
وأشار إلى أن إيران «ما زالت على تواصل» مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق 2015. لكنه أضاف: إنه «لا يستطيع تحديد موعد محدد» للاجتماع المقبل معها.
وقال بقائي «لا موعد محدداً» حتى الآن لاجتماع بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. وقال بقائي رداً على أسئلة صحافيين بهذا الصدد «حتى الآن، لم يُحدد موعد أو وقت أو مكان معيّن لهذه المسألة».
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بقائي قوله: «لن ندخل في مباحثات ما لم نكن متأكدين من أن المفاوضات ستكون فعالة»، مضيفاً أن إيران «مازالت تقوم بتقييم» حجم الضرر في منشأة فوردو النووية بعد الهجوم الأمريكي الشهر الماضي. وأوضح أن روسيا والصين مازالتا شريكتين استراتيجيتين، وهما مستعدتان للقيام بدور في القضية النووية الإيرانية.
وعقد عراقجي وويتكوف خمس جولات من المحادثات منذ أبريل بوساطة عمانية، قبل أن تشن إسرائيل ضربات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في 13 يونيو، أدت إلى اندلاع حرب استمرت 12 يوماً. وكان من المفترض أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في 15 يونيو، لكنها ألغيت بسبب الحرب.
تمسك بالتخصيب
وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية: إن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني «لن تتم» إذا أصرت الولايات المتحدة على مطالبتها بوقف تخصيب اليورانيوم، وفق وسائل إعلام رسمية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مستشار علي خامنئي قوله «إذا كانت المفاوضات مشروطة بوقف التخصيب، فلن تحصل بالتأكيد». بدوره أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنّ بلاده «تؤيّد الدبلوماسية والمشاركة البنّاءة».
وفي رسالة نُشرت على موقع الرئاسة، قال «نواصل الاعتقاد بأنّ نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، وسنستمرّ في هذا المسار الدبلوماسي بجدية».
