اختتم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أول من أمس، مشاركته السادسة في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية في إيطاليا بمعرض «على نارٍ هادئة».
وقد استقبل المعرض الذي أشرفت عليه عزة أبو علم المهندسة المعمارية الإماراتية، المؤسس المشارك لاستوديو «هولسوم» الأستاذ المساعد في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد تحت شعار «ذكي. طبيعي. اصطناعي. جماعي»، 74 ألف زائر في الجناح منذ افتتاحه في 8 مايو الماضي.
وسلط المعرض الضوء على دور العمارة كوسيط تقني واجتماعي على مدى سبعة أشهر في البندقية، حيث لاحظ الفريق كيف يؤثر المناخ الداخلي للبيوت المحمية بشكل مباشر في نمو الغذاء والرعاية اللازمة لاستدامته، وذلك داخل الهياكل الزراعية في أرسينالي البندقية، وأثبتت الأنظمة مرونتها من حيث آليات وتقنيات البناء، ما يُثبت متانتها وقدرتها على التكيف.
وأظهر المعرض أن التجميع يعمل بطريقة تفاعلية بدلاً من كونه شكلاً ثابتاً، حيث يتكيف مع الظروف المادية والاجتماعية والبيئية، وعزز التصميم المفتوح للهيكل التعاون بين الزوار والباحثين، بينما أصبحت طاولة التجمع المركزية موقعاً نشطاً لتبادل الأفكار، ما يُظهر كيف يمكن للتفاعل البشري وإنتاج الغذاء أن يتداخلا في الفضاء المعماري.
عزة أبو علم
وقالت عزة أبو علم، القيّمة الفنية للمعرض: «عبر فعاليات المعرض، لم نرَ هذه التجميعات كهياكل جامدة، بل كأنظمة حية فاعلة، تتيح لنا التفاعل مع محيطها ومع الناس المتفاعلين معها.
ستُرشدنا الدروس المستفادة من البندقية، بدءاً من مرونة المواد ووصولاً إلى دورة نمو المحاصيل، في كيفية تكيفنا مع هذه النماذج الأولية وإعادة تطبيقها في سياقاتنا المناخية في دولة الإمارات العربية المتحدة».
ليلى بن بريك
وقالت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات: أثار معرض «على نارٍ هادئة» حواراً هادفاً حول كيفية استجابة العمارة لإحدى أكثر قضايا عصرنا إلحاحاً وهي الأمن الغذائي.
إذ حفز بحث عزة أبو علم ومعرضها الزوار لرؤية العمارة تتجاوز مجرد توفير هيكل زراعي، بل كمشاركة فاعلة في صياغة مستقبل مستدام. نفخر بمشاركة هذا المشروع التجريبي مع جمهور عالمي، ونتطلع إلى متابعة تطور أفكاره وأبحاثه خارج البندقية».
ويواصل الجناح الوطني تعزيز الحوار والتعاون بين الإمارات وإيطاليا من خلال برنامج التدريب الداخلي في البندقية هذا العام، وشارك المتدربون في ورش عمل عملية بالشراكة مع «ذا تايدال غاردن»، وهي منصة بحثية مقرها البندقية، تستكشف كيفية تكيف النظم الغذائية مع التغير البيئي.
وأقيمت ورش العمل في جزيرة سانت إيراسمو، وجمعت بين الاستكشاف الميداني لزراعة النباتات الملحية، وتناول وجبات طعام مشتركة، وجلسات تأمل، وبحثت في حلول للتحديات المترابطة، مثل الجفاف في دولة الإمارات.
ومنذ انطلاقه، استقبل البرنامج أكثر من 300 مشارك، مقدماً لهم تجربة عامرة في إدارة المعارض والتبادل الثقافي، ويرافق المعرض كتاب يحمل عنوان «كل ما لذ وطاب:
وصفات معمارية على نار هادئة» من تحرير عزة أبو علم، وينشر عبر دار كاف، ويجمع بين الأبحاث والمقالات والمساهمات الإبداعية، ويتناول التداخل بين العمارة وإنتاج الغذاء على مر الزمن، مستلهماً من كتب الطبخ ومقسماً إلى خمسة فصول رئيسة، تُسلط النصوص والرسوم التوضيحية الضوء على الممارسات الزراعية في المناخات القاحلة وغيرها.
ستبقى الجولة الافتراضية لمعرض «على نارٍ هادئة» متاحة على الموقع الإلكتروني للجناح الوطني لدولة الإمارات.