أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الإمارات تدعم انتقالاً شاملاً يقوده السودانيون أنفسهم نحو حكم مدني مستقل عن الأطراف المتحاربة، مشدداً على أن الدولة حريصة على وحدة السودان وترفض أي محاولة لإعادة النظام العسكري «الإخواني» الذي عرفته البلاد في العقود الماضية، مشيراً إلى أن التزام الإمارات بالسلام وبالشعب السوداني ثابت لا يتزعزع رغم حملات التضليل ومحاولات تشويه مواقفها السياسية والإنسانية.
جاء ذلك في كلمة معاليه، أمس، خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته الثانية عشرة، حيث أوضح أن مبادرة الرباعية التي تضمّ الإمارات والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تعمل على خطة مرحلية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، تمهيداً للتوصل إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار وانتقالٍ شفاف نحو حكومة مدنية.
وأشار معاليه إلى أن التزام الإمارات بالسلام وبالشعب السوداني ثابت لا يتزعزع رغم حملات التضليل ومحاولات تشويه مواقفها السياسية والإنسانية، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية يجب أن تتدفق من دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان بعيداً عن أي تدخلٍ عسكري، وأن الإدانة لما يجري في السودان يجب أن تُترجم إلى فعلٍ ملموس.
وأضاف قرقاش أن أولويات الإمارات واضحة، وتشمل وقف إطلاق النار في بؤر التوتر، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وفتح أفقٍ سياسي قابل للتطبيق لأزمات المنطقة، مشيراً إلى أن الإمارات تضع الدبلوماسية والوساطة والحوار في صدارة نهجها وترفض الحلول العسكرية للأزمات السياسية.
3 ركائز
وأوضح معاليه أن مقاربة الإمارات تقوم على ثلاث ركائز استراتيجية: أولاها، تقدّم الأولويات الإنسانية جنباً إلى جنب مع الاستقرار السياسي، سواء في غزة من خلال بناء سلامٍ عادلٍ ودائمٍ على أساس حلّ الدولتين، أو في السودان عبر الجمع بين الانتقال السياسي الشامل والدعم الإنساني المكثف.
وثانيها، أن يكون الأمن الإقليمي شاملاً وتعاونياً، مؤكداً أن الإمارات تدعم جهود خفض التصعيد وتعزيز الاستقرار طويل الأمد القائم على الحوار ومؤسسات الدولة القوية ورفض الميليشيات والجهات غير الحكومية.
شراكات متنوعة
وثالث الركائز، أن دور الولايات المتحدة يبقى أساسياً لا غنى عنه في غزة والسودان وسائر أزمات المنطقة، مع التأكيد أن شراكات الإمارات المتنوعة تعكس التزامها بالتوازن والانفتاح على الجميع.
في الغضون، شدّد معاليه على أن أمن الخليج كل لا يتجزأ، وهو مسؤولية مشتركة وركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، داعياً إلى تعزيز البنية الأمنية الخليجية الجماعية في ظل التحولات المتسارعة في المشهدين الدولي والإقليمي.
واختتم معالي أنور قرقاش كلمته قائلاً إن الخيارات التي تُتخذ اليوم ستحدد ما إذا كان الشرق الأوسط سيبقى مصدر أزماتٍ أم يصبح ركيزةً للاستقرار العالمي والنمو الاقتصادي والتقدم الإنساني، داعياً إلى طيّ صفحة التشاؤم واختيار العزم والشراكة طريقاً نحو مستقبلٍ يصنعه أصحاب الإرادة لا أسرى الماضي.
