مثّل إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة لدعم النازحين من مدينة الفاشر والمناطق المجاورة ة، التي أعلنتها دولة الإمارات، امتداداً لجهودها المتواصلة في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق، وتخفيف معاناته جراء النزاع المسلح وفي إطار النهج الإنساني الراسخ الذي تتبناه دولة الإمارات العربية المتحدة في مساندة الأشقاء وقت الأزمات.
ويأتي هذا الدعم بـ100 مليون دولار ضمن جهود إماراتية متواصلة لإغاثة المتضررين، وتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والمأوى، انطلاقاً من سياسة ثابتة تقوم على تعزيز التضامن العربي والوقوف إلى جانب الشعوب الشقيقة في مختلف الظروف.
وتؤكد الإمارات دوماً، من خلال مؤسساتها الإغاثية والإنسانية، التزامها بمواصلة دعم الشعب السوداني عبر إرسال الجسور الجوية وتسيير قوافل المساعدات، إلى جانب مشاركتها في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، ويعكس هذا الدور الفاعل رؤيتها الإنسانية القائمة على نشر قيم العطاء والتآخي، وترسيخ مكانتها ركيزة أساسية في العمل الإنساني الإقليمي والعالمي.
وفي هذا الصدد، تؤكد الدكتورة أسماء الحسيني، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية والمتخصصة في الشؤون العربية والأفريقية، لـ«البيان»، أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان علاقات تاريخية راسخة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، مشيرة إلى أن ما تتميز به من عمق شعبي وإنساني ممتد عبر عقود طويلة.
وتوضح المتخصصة في الشؤون العربية والأفريقية، أن الجالية السودانية في دولة الإمارات تحظى بتقدير كبير، وأن العديد من الكفاءات السودانية شغلت مواقع مهمة في مختلف مؤسسات الدولة، بما يعكس متانة الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتشير الحسيني إلى أن الإمارات لطالما كانت في طليعة الدول الداعمة للشعب السوداني، وقدمت على الدوام مساعدات إنسانية وتنموية أسهمت في تخفيف معاناة السودانيين خلال مختلف المراحل، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تستدعي دوراً عربياً فاعلاً بقيادة الإمارات ومصر والسعودية للحفاظ على وحدة السودان واستقراره وسيادته، ومساندة شعبه في مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية التي تمر بها البلاد.
وتشدد الحسيني على أهمية تحقيق توافق عربي ـ عربي، وعربي ـ أفريقي، وتعزيز التنسيق المشترك مع المجتمع الدولي لدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة، مشيرة إلى أن المبادرة التي تعد الإمارات شريكاً رئيسياً فيها تحظى بتأييد واسع من الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، ومنظمة «الإيقاد»، والجامعة العربية، إلى جانب عدد من الدول الفاعلة.
كما تؤكد أن «الرباعية الدولية» المعنية بملف السودان، والتي تضم الإمارات ومصر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، تطرح حالياً مبادرة شاملة تهدف إلى تحقيق السلام في السودان، تتضمن إعلان هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر يعقبها وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة ملايين المتضررين من الحرب المستمرة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، وصولاً إلى إطلاق عملية سياسية متكاملة تمهد لانتقال آمن ومستقر في البلاد.
وتضيف الحسيني أن دولة الإمارات، بدورها، تواصل أداء دورها المحوري والفاعل في دعم كل جهد إقليمي ودولي يرمي إلى إنهاء الصراع، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوداني، في إطار نهجها الثابت القائم على دعم السلام والتنمية في المنطقة.
شريك استراتيجي
وفي السياق ذاته، يرى خبراء ومحللون أن الإمارات أثبتت على مدى السنوات الماضية أنها شريك استراتيجي للسودان، ليس فقط في المجالات الإنسانية والإغاثية، بل أيضاً في التنمية والبنية التحتية، حيث أسهمت في تمويل مشاريع تعليمية وزراعية وصحية تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل، ما يعكس التزام الدولة الثابت بتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في السودان.
إن الدور الإماراتي الراسخ في تقديم المساعدات الإنسانية أثناء الأزمات، بحسب المحللين والخبراء، يعكس رؤية واضحة تقوم على سرعة الاستجابة وفاعلية العمل الميداني، حيث يتم إيصال الدعم عبر جسور جوية وقوافل إغاثية مباشرة، لضمان وصول الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والمأوى إلى ملايين السودانيين المتضررين، مع الحفاظ على كرامتهم وأمنهم.
ويشير الخبراء إلى أن التنسيق الإماراتي مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي، أسهم في تحقيق أكبر قدر من الفاعلية في جهود الإغاثة، مشيرين إلى أن المبادرات التي تشارك فيها الإمارات تضع السودان في صدارة الأولويات الإنسانية، وتعزز من فرص التوصل إلى حلول سلمية، فضلاً عن إرساء دعائم شراكة عربية ـ أفريقية تحقق الاستقرار والسلام في البلاد.