قمة برلين.. هل تفتح أوكرانيا باب «التنازلات»؟


تترقب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون نتائج الاجتماعات المرتقبة في برلين، اليوم الأحد، وغداً الاثنين، بمشاركة مسؤولين أمريكيين، وسط تشكك أوروبي حيال خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشروط تضعها واشنطن قبل تقديم أي ضمانات أمنية لكييف. لكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أكد أن لدى بلاده «فرصة كبيرة» للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الشركاء الغربيين لإنهاء النزاع. فهل تفتح أوكرانيا باب «التنازلات».

زيلينسكي سيلتقي مبعوثين أمريكيين وأوروبيين في برلين لبحث السلام، وسط ضغوط أمريكية على كييف، ويبدوا أنه في طريق فتح الباب أمام تنازلات، حيث قال في منشور له في قناته على «تلغرام»: «الأهم – ستكون هناك لقاءات لي مع ممثلي الرئيس ترامب، وكذلك لقاءات مع شركائنا الأوروبيين، مع العديد من القادة حول أساس السلام – الاتفاق السياسي لإنهاء الحرب. الفرصة الآن كبيرة».

وأضاف زيلينسكي أنه يجري التحضير للقاء في ألمانيا مع الجانب الأمريكي و«الأصدقاء الأوروبيين»، خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً: «سيكون هناك العديد من الأحداث في برلين».

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن خبراء بلاده يعملون حالياً على وضع تفاصيل الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف لتحقيق سلام دائم، مؤكداً أن الهدف هو التوصل إلى تسوية عادلة، تضمن عدم تكرار أي عدوان روسي مستقبلاً.

وشدد على أهمية اجتماعاته مع ممثلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى شركاء أوروبيين وقادة سياسيين، لوضع الأسس السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع.

وكان زيلينسكي قد انتقد في وقت سابق، خطة أولية من 28 نقطة قدمها ترامب، معتبراً أنها تتضمن مطالب تصب في مصلحة روسيا.
يلتقي المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في برلين، الاثنين، في إطار مساعٍ أمريكية أوروبية مكثفة، لبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا، حيث تتركز المحادثات على وقف إطلاق النار، وصياغة إطار لاتفاق سياسي، بالتوازي مع مشاورات تضم قادة أوروبيين، تمهيداً لقمة تستضيفها العاصمة الألمانية، لتعزيز التنسيق، والدفع نحو تسوية دبلوماسية شاملة.

وتستضيف ألمانيا محادثات تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وأوكرانيا، تمهيداً لقمة تجمع قادة أوروبيين وزيلينسكي في برلين، يوم الاثنين. وفي هذا السياق، يصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى برلين، نهاية الأسبوع، للقاء زيلينسكي ومسؤولين أوروبيين، بعد زيارة سابقة إلى موسكو مطلع ديسمبر الجاري.

وتضغط واشنطن على كييف لتقديم تنازلات كبيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالملف الإقليمي، إذ أفاد مسؤولون بأن المفاوضات عالقة عند قضايا الأراضي. وأوضح زيلينسكي أن الخطة الأمريكية تتضمن انسحاباً أوكرانياً من مناطق تسيطر عليها في إقليم دونيتسك، دون مطالب مماثلة بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وفي المقابل، تنص الخطة الأمريكية على انسحاب روسي محدود من مناطق في سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك، مع احتفاظ موسكو بالسيطرة على مساحات أوسع في خيرسون وزابوريجيا جنوباً. كما أشارت مصادر إلى أن الخطة تلحظ انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من يناير 2027، وهو أمر وصفته مصادر أوروبية بأنه غير مرجح في المدى القريب.

وأحرزت المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية التي ستحصل عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا تقدماً ملموساً.

وقال مسؤول أمركي رفيع لـ «أكسيوس»، إن إدارة ترمب مستعدة لتقديم ضمانة لأوكرانيا، تستند إلى المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أن يوافق عليها الكونغرس، وتكون ملزمة قانونياً.

وأضاف: «نريد أن نقدم للأوكرانيين ضمانة أمنية، لا تكون شيكاً على بياض من جهة، وفي الوقت نفسه قوية بما يكفي، من جهة أخرى. ونحن مستعدون لإحالتها إلى الكونغرس للتصويت عليها».

أوضح المسؤول الأمريكي أن هناك ثلاثة اتفاقات منفصلة، ستُبرم بشأن السلام، والضمانات الأمنية، وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن المحادثات الأخيرة منحت الأوكرانيين للمرة الأولى «رؤية متكاملة لمرحلة ما بعد الحرب».

وبحسب المسؤول، تسير المفاوضات المتعلقة بالحزمة الاقتصادية وإعادة الإعمار بعد الحرب بشكل جيد. وأوضح: «عندما يرى الناس ما سيحصلون عليه، وليس فقط ما سيقدمونه، يصبحون أكثر استعداداً للمضي قدماً».