القوات الأمريكية في العراق: الحرب على داعش انتهت

مع نهاية العام الحالي، سيقتصر الوجود الأمريكي في العراق داخل إقليم كردستان فقط مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التزامها بتقليص مهمتها العسكرية في مناطق الحكومة المركزية العراقية بحلول نهاية 2025 ونقل قواتها إلى الإقليم الكردي.

وأوضح مسؤول عسكري أمريكي أنه بموجب الخطة، ستركز الولايات المتحدة وأعضاء التحالف بدلاً من ذلك على محاربة فلول داعش في سوريا وستنقل معظم أفرادها إلى إقليم كردستان العراق لتنفيذ تلك المهمة. وبذلك سيقتصر الوجود الأمريكي في سوريا والعراق بالمناطق التي يديرها الأكراد في العراق وسوريا حيث تنتشر قواعد عسكرية امريكية تعمل بالتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية في إقليم كردستان، ومع قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.

وقال المتحدّث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان "يعكس هذا الخفض نجاحنا المشترك في محاربة تنظيم داعش" ويندرج في سياق "عملية انتقالية نحو شراكة أمنية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق".

وتابع بارنيل "ستواصل الحكومة الأميركية التنسيق الوثيق مع الحكومة العراقية وأعضاء التحالف لضمان عملية انتقالية تتّسم بالمسؤولية".

سيواصل التحالف عملياته العسكرية في سوريا، مع السماح للقوات الدولية بدعم عمليات مكافحة تنظيم داعش هناك انطلاقا من منطقة كردستان العراق المتمتعة بحكم ذاتي، وذلك حتى سبتمبر 2026.

وكان للولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق في بداية عام 2025 وأكثر من 900 جندي في سوريا ضمن التحالف الذي تشكل في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش أثناء اجتياحه للبلدين.

وقال المسؤول إنه بمجرد اكتمال عمليات الانتقال، سيصبح العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في العراق أقل من 2000 جندي، وسيكون معظمهم في أربيل. وأضاف أن العدد النهائي لم يتم تحديده بعد، دون تقديم جدول زمني.

وستركز القوات الأمريكية المتبقية في بغداد على قضايا التعاون الأمني الثنائي، وليس على مكافحة تنظيم داعش.

وقال مسؤول عسكري كبير "لم يعد تنظيم داعش يشكل تهديدا مستمرا للحكومة العراقية أو لأمريكا انطلاقا من الأراضي العراقية. وهذا إنجاز كبير يمكّننا من نقل المزيد من المسؤولية إلى العراق ليقود جهود الأمن في البلاد".

ويدعم الاتفاق حكومة بغداد التي لطالما شعرت بقلق من أن تصبح القوات الأمريكية سببا لزعزعة الاستقرار والتي كثيرا ما استهدفتها جماعات متحالفة مع إيران.

وكانت الولايات المتحدة قد اتفقت العام الماضي مع العراق على مغادرة قاعدة عين الأسد الجوية في غرب محافظة الأنبار وتسليمها لبغداد. وقال المسؤول الأمريكي إن الانتقال لا يزال "قيد التنفيذ".

ورغم إعداد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططا للانسحاب من سوريا أيضا، إلا أن المسؤول قال إن الانسحاب سيعتمد على الظروف و"لا نزال في حالة الوضع الراهن حاليا".

وتشعر واشنطن بالقلق إزاء استمرار وجود مقاتلين من تنظيم داعش في سوريا، وخطر إطلاق سراح الآلاف المحتجزين من السجون.

ويحذر قادة الشرق الأوسط وحلفاؤهم الغربيون من أن تنظيم داعش قد يستغل عدم الاستقرار السياسي في سوريا للنهوض.