شهد البيت الأبيض، أمس، واحداً من الاجتماعات نصف الدورية لمجلس وزراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحوّل فيه الاجتماع سريعاً إلى منبر للتعبير عن سلسلة من الامتعاضات والإحباطات التي تؤرقه، في عرض امتد 104 دقائق وتراوح خلاله مزاجه بين التوتر الحاد والمرح المفاجئ. لكن ما لفت الأنظار أكثر حديث ترامب عن موضوعات فنية وتاريخية، لعل أغربها انتزاعه ساعة تذكارية تعود لجد وزير الخارجية ماركو روبيو رغم تردد الأخير في منحها له.
قال ترامب للصحفيين خلال اجتماع في غرفة مجلس الوزراء التي خضعت مؤخراً لتجديد شامل: «إذا رأيت شيئاً يعجبني، يحق لي أن آخذه». الاجتماع، الذي جمع فيه كبار مستشاريه، خرج عن المألوف؛ ففي معظم الإدارات الأميركية تجري هذه الاجتماعات خلف أبواب مغلقة، ولا يُسمح للصحفيين إلا بلحظات سريعة من المتابعة. أما في إدارة ترامب، فقد تحوّلت إلى جلسات طويلة تُبث على الهواء مباشرة.
خلال جلسة الثلاثاء، تحدث ترامب عن قيامه بنفسه بانتقاء لوحات فنية من أرشيف البيت الأبيض لتعليقها في غرفة الاجتماعات، واختار لها الإطارات التي تليق بها. كما أخرج إحدى اللوحات من غرفة خاصة لتعرض بشكل أكثر بروزاً، وأخذ ساعة حائط تاريخية تعود لجد ماركو روبيو من وزارة الخارجية بعد أن لفتت انتباهه أثناء زيارة إلى مقرها. وقال مستذكراً حديثه مع وزير الخارجية ماركو روبيو: «قلت له: ماركو، أحب هذه الساعة»، وحين لم يفلح بإقناعه، تابع: «قلت له: ماركو، لدي الحق في أخذها».
بينما كان روبيو ينظر إليه مبتسما وهو يجلس بجانب الرئيس: "قال: أي ساعة؟.
حاول ترامب إقناع روبيو بالتخلي عن هذا التذكار طواعية بقوله: "الساعة الموجودة في الغرفة الأخرى مذهلة، ولا أحد يراها هناك". وحين لم يبد روبيو تساهلاً قال ترامب إنه اضطر إلى الضغط عليه أكثر. بدا ترامب في هذه اللحظة يؤكد على صلاحية اكتشفها للرؤساء الأمريكيين بخصوص ممتلكات فنية في المؤسسات الحكومية، وهو أنه من حقه أخذ أي شيء إذا أعجبه.
بعد الحديث عن روسيا وإيران والرسوم الجمركية وفيضانات تكساس، بدأ يتحدث بحماسة عن ديكور البيت الأبيض، متناولاً الستائر، وأدوات المائدة، والمصابيح. وأخذ يتنقل ببصره في أرجاء الغرفة، مشيراً إلى لوحات الرؤساء السابقين، وقدم لأعضاء حكومته درساً مرتجلاً في تاريخ البيت الأبيض، فقال عن الرئيس جيمس بولك: «كان أشبه برجل عقارات، لا يدرك الناس ذلك»، وأضاف عن أيزنهاور: «كان الأشد صرامة… حتى جئنا نحن»، ثم أشار إلى صورة أبراهام لينكولن قائلاً: «هذه الصورة كانت في غرفة نومه».
ثم لفتت انتباهه صورة لجون كوينسي آدامز بإطار مذهّب قائلاً: «أنظروا إلى هذه الإطارات… أنا من محبي الإطارات، أحياناً أحب الإطار أكثر من الصورة نفسها»، مما أثار ضحك الحضور.
وأخذ يتأمل سقف الغرفة قائلاً: «هل ترون تلك الزخارف في الأعلى؟ السؤال الوحيد: هل نطليها بورق الذهب؟». ثم التفت إلى وزيرة التعليم، ليندا ماكماهون، سائلاً إياها: «ما رأيك يا ليندا؟»، فردت بأنها تحب فكرة طلاء السقف بورق الذهب.
ترامب وجه سؤاله إلى الحاضرين: «من مع طلاء السقف بورق الذهب؟ من يرفع يده؟». لينتهي الاجتماع بالضحك.
