منصة مصرية لتوفير فرص عمل لذوي الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يكون البحث عن وظيفة من الأمور البسيطة بالنسبة لشخص عادي، فكل ما عليه فعله هو أن يبحث في إعلانات التوظيف ثم يتقدم للحصول على الوظيفة. لكن الأمر ليس بهذه السهولة بالنسبة لذوي الهمم.

من الصعب على حوالي 12 مليوناً من ذوي الهمم يعيشون في مصر أن يجدوا فرص عمل مناسبة. وانطلاقاً من الشعور بالتحديات، التي يكابدها هؤلاء في صمت، فقد أطلقت منظمة ابتسامة، وهي منظمة غير هادفة للربح، هذا العام منصة ماجدة لتحسين فرص هذه الملايين في التوظيف.

ويقول أشرف عثمان، رئيس مجلس إدارة ابتسامة: «استلهمنا فكرة ماجدة من مجهوداتنا المبذولة على الأرض وخبرتنا الممتدة لأكثر من 12 عاماً سعينا خلالها لتوفير التدريب والتأهيل والتوظيف لذوي الإعاقة».

لقد تغيرت الأوضاع في مصر خلال العامين الماضيين، عندما اتجهت الهيئات الحكومية وغير الحكومية لمحاولة تحسين ظروف العمل للمعاقين وسط تحديات كثيرة.

وأوضح أشرف عثمان (39 عاماً) قائلاً: «كانت هناك كيانات ترغب في تدريب وتوظيف ذوي الإعاقة، ولكنها لم تحظ بالتواصل المناسب بين بعضها البعض، وكانت سبل التواصل عشوائية للغاية. وبالرغم من التزايد المستمر، فإن أعداد من تمكنا من مساعدتهم كانت لا تزال أقل مما نطمح إليه».

تم تدشين منصة ماجدة - ومقرها بالقاهرة - لإصلاح هذه المعضلة الواضحة في التواصل. وأضاف عثمان هذه النقطة بقوله: «إنها منصة تدريب وتوظيف تجمع تحت سقف واحد مختلف الكيانات، التي تسعى إلى تأهيل وتوظيف ذوي الإعاقة».

استطاعت منصة ماجدة أن تقدم لذوي الهمم خدمة كانوا في أمس الحاجة إليها، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة. ويشير عثمان قائلاً: «بعض من ذوي الإعاقة كانوا في حاجة إلى نوع خاص من التدريب أو التأهيل للعمل، ثم يحتاجون إلى إيجاد جهة عمل توظفهم. وعلى الجانب الآخر، يجب أن تتمكن جهات العمل من الوصول إلى الأشخاص المناسبين لشغل الوظائف الشاغرة لديها، وكذلك التواصل مع كيان تدريبي إذا لزم الأمر».

تساهم هذه المنصة الإلكترونية في إرساء قنوات للتواصل بين كل هذه الأطراف المختلفة، حيث يقوم ذو الإعاقة بالتسجيل على المنصة كباحث عن وظيفة محدداً طبيعة إعاقته، ومهاراته، وخبراته السابقة، وغيرها من المعلومات ذات الصلة.

ويصف عثمان المنصة: «بأنها منصة ذكية، قادرة على التوفيق بين الأطراف المختلفة وفقاً للبيانات المجمعة. فتقوم الشركة الباحثة عن أيدٍ عاملة بنشر الوظائف الشاغرة لديها، ومجموعة المهارات المطلوب توافرها في الموظف. وكذلك ينشر الكيان التدريبي معلومات عما يقدمه من تدريب ومهارات تُعلمها للمتدرب».

لم يكن من السهل إنشاء منصة كهذه، وكان تمويلها هو أكبر تحدٍ. ويستطرد عثمان قائلاً: «فكرة منصة ماجدة فكرة جديدة، فغالباً ما كانت تهتم التجارب المشابهة الماضية بالعمل المباشر على الأرض، ولكن تركز هذه المنصة على بُعد مرتبط بالمستقبل، وهو ما زاد من صعوبة العثور على تمويل لها، لأن معظم مصادر التمويل لم تشعر بالارتياح لفكرة دعمها لشيء غير ملموس. ولكن الحمد لله، تدخلت مؤسسة فودافون مصر ووفرت الموارد اللازمة لإطلاق المنصة».

يلفت أشرف الانتباه قائلاً: «كان التحدي الثاني الذي واجهنا هو إقناع الناس بما تقوم به المنصة، لأنه لم يكن أمراً متصوراً لدى الكثيرين. ولحسن الحظ، ولأن العديد كانوا في حاجة لمنصة كهذه، فقد عمل فريقنا بجد واجتهاد، وبدأنا نلاحظ تفاعل المستخدمين مع المنصة. ولدينا الآن ما يقرب من 16 ألف شخص من ذوي الإعاقة مسجلين على المنصة».

وستعمل منصة ماجدة الإلكترونية، التي تم إطلاقها منذ بضعة شهور، بكامل طاقتها ابتداءً من شهر نوفمبر، ولكن يبدو أن المستقبل يحمل لها فرصاً واعدة، حيث ستعمل على تحسين سبل التواصل بين جميع الأطراف لتبادل المعرفة والخبرات. ويواصل عثمان الحديث قائلاً: «إننا نرغب في توفير الكثير من الخدمات لذوي الإعاقة دون أن يضطروا للذهاب إلى أي مكان، في الوقت الذي كانت تتطلب منهم مسألة الحصول على تلك الخدمات عادة التنقل للحصول عليها.

فعندما يتعلق الأمر بتدريب وتوظيف ذوي الإعاقة، فكلنا نتعلم ونجرب. ولذلك، فإننا بحاجة لتبادل قصص النجاح علاوة على الإخفاقات التي نمر بها، لأننا سوف نتعلم منها الكثير».

تحتاج منصة ماجدة إلى كل الدعم الممكن كي تستمر في تقديم خدماتها المتميزة. وهنا يختتم عثمان حديثه قائلاً: «أرجو كل من يمكنه أن يساعدنا فيما نقوم به بأي وسيلة ممكنة أن يأخذ خطوة عملية. فإذا أصبحنا يداً واحدة، فسوف نتمكن من إحداث الفارق. وهذا الأمر يمس حياة الملايين، وإذا لم يقم كل منا بدوره، فلن يتمكن هؤلاء من الحصول على حقهم الإنساني الأساسي في الحصول على عمل».

Email