الواقع الافتراضي وتطور صناعة الأفلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقنية الواقع الافتراضي تقدم تجارب محاكية للواقع تساعد العملاء على الارتباط بالعلامة التجارية والمنتج بأساليب جديدة ومثيرة.

تساهم حركة التطور الكبيرة في تقنيات الواقع الافتراضي- التي بدأت تكتسب شعبية هائلة يوماً بعد يوم باستخدام تطبيقاتها على نطاق واسع- في تقديم مجموعة كبيرة من الحلول ذات الإمكانيات الإبداعية التي لا حصر لها.

 

لقد أدى هذا التطور الهائل إلى دمج العالمين الرقمي والمادي لإبداع تجارب ثلاثية الأبعاد محاكية للواقع تُطبَّق في صناعة الأفلام وألعاب الفيديو والطب والفلك وغيرها من المجالات.

كانت تقنية الواقع الافتراضي بالنسبة لكريم سعد بمثابة هوس بدأ معه في سن صغيرة. بعد حصول كريم على شهادة جامعية في صناعة الأفلام من جامعة القديس يوسف في بيروت في التسعينات من القرن العشرين، اكتشف مواهبه المخفية من خلال أساليب إبداعية عديدة.

واسترجع كريم ذكرياته عن عشقه للتكنولوجيا قائلًا: «عندما كنت في الكلية، كانت صناعة الأفلام بدائية، ولم تكن التكنولوجيا قد طُبِقت بعد في هذه الصناعة. وفي وقت تخرجي من الجامعة، بدأت صناعة الأفلام تشهد تحولاً ملحوظاً».

لم يخض كريم أي تجربة مع تقنية الواقع الافتراضي سوى في عام 2012 للمرة الأولى في معرض تجاري بألمانيا. وقال كريم رائد الأعمال المولع بالتكنولوجيا:

«أتذكر جيداً اليوم الذي ارتديت فيه خوذة الواقع الافتراضي لأول مرة، وكانت إصداراً تجريبياً من خوذة أوكيولوس التي نعرفها اليوم.

وعلى الرغم من أنها كانت مجرد نموذج أولي، كنت مندهشاً وعقدت العزم على نقل هذه التقنية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ونجحت في ذلك بعد مرور سنة واحدة».

وفي عام 2013، تم تأسيس أول شركة ناشئة في الشرق الأوسط لتصوير الأفلام بتقنية الواقع الافتراضي. في الوقت نفسه تقريباً، طُرِحَت خوذة الواقع الافتراضي أوكيولوس ريفت.

وكان كريم متحمساً لبدء تجربة استخدامها. ويشير كريم قائلاً: «لقد كنت مهووساً بمقاطع الفيديو المصورة بتقنية الواقع الافتراضي وتقنية 360 درجة.

كنت اشتري معدات التصوير اللازمة طوال الوقت وأحرص على توثيق كل شيء- بدءاً من رحلات عطلات نهاية الأسبوع وصولاً إلى أحداث الحياة اليومية - و أعرضها لأصدقائي وعائلتي ومعارفي وحتى عملائي المحتملين.

وفي الوقت الذي أسست فيه شركة جيجا ووركس، كان لديّ بالفعل أكثر مما أحتاج إليه من حيث الأدوات».

وبعد عامين من تأسيس كريم لشركة جيجا ووركس، حصل على أول عمل حقيقي له الذي كان عبارة عن حملة تسويقية لمنتجات رينبو ميلك، التي تُعد من أوائل المنتجات المستوردة في الإمارات.

كانت الحملة تدور حول فكرة المقارنة بين دبي القديمة والجديدة.

وباستخدام خوذة أوكيولوس ريفت لأول مرة في المنطقة، تأخذ تجربة الفيديو المشاهد في رحلة إلى الصحراء داخل سيارة لاند روفر قديمة (التي تُعد أيضاً من أوائل السيارات المستخدمة في الإمارات)، ثم تعود به فجأة إلى دبي الجديدة، ليستمتع بمشاهدة سماء مرسى دبي وتجربة القفز المظلي في سكاي دايف دبي والمزيد.

وكانت تلك الحملة الناجحة مجرد بداية لكريم وشركته الناشئة.

واصل كريم حديثه قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، يتجنب الناس تجربة الأشياء الجديدة.

وكان أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو تقديم تقنية الواقع الافتراضي إلى ساحة التسويق التقليدي في الإمارات. تسويق الواقع الافتراضي ليس رخيصاً، ولكنه أمر يستحق ذلك العناء.

إذ إنه يقدم تجارب محاكية للواقع تساعد العملاء على الارتباط بالعلامة التجارية والمنتج بأساليب جديدة ومثيرة.

إنني أحاول العمل على تخطي هذه العقبة من خلال تثقيف الناس عن تقنية الواقع الافتراضي واستخداماتها وإمكاناتها العديدة».

وفقاً لكريم، فإنه لم يُستغل حتى الآن سوى 5-7% من إمكانات تقنية الواقع الافتراضي.

وسيتم استخدام هذه التقنية في المستقبل في مجالات الرياضة والتوظيف والطب والتعليم وغيرها من المجالات.

وأضاف كريم: «باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، يمكنك الوصول إلى قاعدة أكبر من الجمهور. فعلى سبيل المثال، سيتيح استخدام الواقع الافتراضي في التعليم لذوي الموارد أو الأموال المحدودة إمكانية الذهاب إلى المدارس وتلقي التعليم بصورة افتراضية».

وفي إحدى محاضرات تيد العام الماضي، تحدث كريم عن «التعليم الذكي»، وشرح كيف ستحل تقنية الواقع الافتراضي محل المدارس قريباً.

وقال كريم: «استخدامات الواقع الافتراضي عديدة، ويمكن أن تشمل أي شيء في خيالنا.

لا توجد حدود لما يمكننا فعله باستخدام هذه التقنية، خاصةً عند الدمج بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإبداع واقع مختلط».

تقدم شركة جيجا ووركس باستخدام تقنية الواقع الافتراضي أكثر من مجرد حملات التسويق لأفضل العلامات التجارية مثل: ريد بول وإتش. إس. بي. سي. وطيران الإمارات.

حيث تقدم تجارب سفر وأفلاماً وثائقية ومقاطع فيديو تعليمية وتجارب ترفيهية محاكية للواقع.

في الوقت الحالي، يعمل مخرج الأفلام الحالم على إبداع رحلة محاكية للواقع حول القارة القطبية الجنوبية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

وتهدف التجربة المحاكية إلى زيادة الوعي بظاهرة الاحتباس الحراري، التي ستحول واقع الظروف المناخية في الأرض-من وجهة نظر كريم ونتفق معه في الرأي-إلى أسوأ مما هو عليه.

ويختتم كريم الحديث بقوله: «بالنسبة لي، سأركز في المرحلة التالية على سرد القصص وتقديم إبداعات فنية وتصوير المزيد من الأفلام. صحيح أن تقنية الواقع الافتراضي قد قطعت شوطاً طويلاً، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً».

Ⅶ صحفية مصرية

 

 

Email