شركة مصرية تحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشركات قد تقع بسهولة ضحيةً للدعاية القوية التي تحيط بالتكنولوجيا بدلاً من القيام باستثمارات محفّزة على أساس النتائج.

تسعى شركة مصرية ناشئة إلى تغيير المشهد التجاري في المنطقة من خلال إدخال قوة الذكاء الاصطناعي في عمل الشركات المحلية لمواجهة العقبات، التي تعوق الصناعة على نطاق واسع وتتسبب في قصور في أداء الشركات.

يجري حالياً دمج الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة في أساسيات العمل والحياة اليومية، مما يدل على إمكاناته الاستثنائية في تعزيز الاقتصاد العالمي.ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وسوف تزيد هذه المكاسب سنوياً بنسبة تتراوح ما بين 20% و 34%.

ومن المتوقع أن تكون المملكة العربية السعودية المستفيد الرئيسي من هذا الاتجاه، فهي تضيف ما يقدر بنحو 135.2 مليار دولار إلى ناتجها المحلي الإجمالي، حيث يشكل مشروع مدينة نيوم الذكية إشارة واضحة إلى التزام المملكة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

من ناحية أخرى، لم يكن هناك وقت أكثر إثارة للجدل حول الذكاء الاصطناعي مما نحن فيه الآن، ليس فقط في المنطقة فحسب ولكن في جميع أنحاء العالم. إذ إن الشركات متحمسة لاستكشاف استخدامه لتتوافر لديها رؤى يمكن أن تساعدها في نقل منتجاتها وخدماتها، وتحسين تواصلها مع العملاء.

ومع ذلك، يخشى الموظفون من فقدان وظائفهم نتيجة للروبوتات، التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي. ويقول أحمد أباظة: «على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي أمر عصري حقاً في هذه الأيام، وهناك الكثير من المناقشات والفعاليات حول هذا الموضوع، فقد يتفق العديد من المديرين التنفيذيين على أنه على الرغم من كل هذا الاهتمام، إلا أن نتائج الأعمال الملموسة نادرة للغاية».

والسيد أحمد أباظة هو شريك مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سينابس اناليتكس، وهي شركة مصرية تعمل في مجال التحول الرقمي، حيث تساعد الشركات على تبني حلول الذكاء الاصطناعي.

تأسست الشركة، التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، في يناير 2018 على يد كل من: أحمد أباظة البالغ من العمر 29 عاماً، وجلال البشبيشي البالغ من العمر 24 عاماً.

وتعمل الشركة على تجربة مجموعة متنوعة من قطاعات السوق -من الروبوتات ووصولاً إلى الخدمات المصرفية -والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في كل شئ، بدايةً من تتبع الصور وتحليلها وصولاً إلى تحليلات الأعمال. وكان هدف الشركة النهائي هو إعادة النظر في كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.

وعلى الرغم من تدفقات الأموال في عمليات تبني الذكاء الاصطناعي، يعتقد أحمد أباظة أن الشركات قد تقع بسهولة كضحية للدعاية القوية التي تحيط بالتكنولوجيا بدلاً من القيام باستثمارات محفزة على أساس النتائج.

ويتفق مع الرأي ذاته الدكتور مارك إسبوزيتو، وهو مدرب برنامج هارفارد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال وهو برنامج مكثف مدته يومين.

فقد نقلت إحدى الصحف عن دكتور مارك قوله «إن الثمار الدانية يمكن إدراكها، حينما تستطيع الشركات أن تحسن من عملياتها. إن الذكاء الاصطناعي لا يبدأ فقط باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، بل يبدأ جنباً إلى جنب بالاعتماد على مختلف أنظمة الشركات نفسها).

ولكن هذا ليس هو التحدي الوحيد، الذي يواجه قطاع الذكاء الاصطناعي في المنطقة. لم يتمكن العديد من المديرين التنفيذيين، الذين عملوا مع»سينابس اناليتكس«من فهم إمكانات هذه التقنية.

ويفسر أحمد أباظة هذا الأمر بقوله:»لقد بدا من الجيد للغاية الترويج لفكرة أننا قادرون على توفير 15% من رأس المال العامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.«ولم يتعرض موظفو تقنية المعلومات أيضاً إلى الكثير من الذكاء الاصطناعي، مما جعلهم يطالبون بإجراء اختبارات واسعة النطاق وأدى ذلك إلى تأخير المشروعات.

يشكل العثور على المواهب والحفاظ عليها تحدياً آخر للصناعة، حيث يرى أحمد أباظة أن مهندس الذكاء الاصطناعي الجيد يجب أن يتوافر لديه معرفة شاملة عن مجالات متعددة مثل: تطوير البرمجيات، وتكنولوجيا المعلومات والإحصاءات والرياضيات، بالإضافة إلى قدر كبير من الحنكة التجارية.

تضم»سينابس اناليتكس«حالياً فريقاً مكوناً من أكثر من 30 موظفاً ذي خلفيات متنوعة للغاية.ويشير أباظة إلى هذه النقطة قائلا:»إن الاحتفاظ بهذه المواهب في السوق المصرية قد يشكل تحدياً إلى حد ما، وذلك لأن مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات الأكفاء عليهم طلب كبير على المستوى العالمي«.

ولتسهيل استفادة الشركات من الذكاء الاصطناعي، تحوّل الشركة الخدمات التي تقدمها إلى منتجات. المنتج الأول هو»أزكا فيجين«، وهو عبارة عن مجموعة ذكاء اصطناعي مصممة لجمع البيانات من كاميرات المراقبة ووحدات المراقبة التلفزيونية لتوفير المواد اللازمة لوضع رؤى قابلة للتنفيذ.

ومن المتوقع إطلاق الشركة لمنتجين آخرين في وقت قريب، من بينهما برنامج»أزكا اناليتكس«، وهو نظام أساسي لتحسين سلسلة الإمداد من نهاية إلى أخرى باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على خفض تكاليفها التشغيل.

ووفقاً لما ذكره أحمد أباظة، فإن شركة(سينابس اناليتكس) تمثل حالياً مشروعاً مربحاً في ظل امتلاكها لمجموعة من العملاء المحليين والدوليين عبر قطاعات البيع بالتجزئة والأزياء والتمويل. ويرى أن شركته ستصبح من أكبر شركات البيانات ومختبرات الذكاء الاصطناعي ليس فقط في على مستوى قطاع الشركات بل في القطاع الاقتصادي بأكمله.

 

 

Email