عقبات تسويق الحرف اليدوية.. الأردن نموذجاً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الترويج للأعمال الفنية اليدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذه الألفية يطرح سؤالاً: كيف يبيع صناع الحرف اليدوية بالأردن أعمالهم الحرفية من مناطقهم إلى مختلف مناطق العالم؟

أصبح الآن بمقدور الحرفيين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كسب المال من حرفهم اليدوية وذلك بفضل استخدام تطبيق مبتكر للتجارة الإلكترونية يعتني بالمهام الصعبة مثل التسويق والخدمات اللوجستية في مقابل اقتطاع جزء صغير من إيرادات المبيعات.

يقع مقر شركة سوق فن والتي تم إطلاقها في أواخر عام 2018 في عمان، ويتميز موقع شركة سوق فن بعرض ما يزيد عن 800 من المنتجات عالية الجودة لأكثر من 60 فنانًا على موقعها الإلكتروني وتطبيق الجوال.

يقول المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة سامي حوراني «من أكبر التحديات التي تعوق صُناع الحرف الموهوبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من تحقيق عائد من أعمالهم هي عمليات التسويق والتعبئة والتغليف والشحن».

«وتسعى العديد من المنظمات الدولية لتوفير الدعم الشعبي والتدريب لتنمية وتطوير تلك الأعمال التجارية، ولكن صانعة الأعمال اليدوية في الغالب لا تعرف سوى حرفتها، فهذا ما تجيده - فلا يمكنها أن تصبح أخصائية تسويق أو مطورة أعمال أو خبيرة علاقات عملاء».

ويتابع قائلاً: «إن وظيفة هؤلاء المبدعين تتمثل في صُنع الحرف اليدوية الجميلة، لذلك جاءت فكرتنا بتمكينهم من التركيز على مواهبهم والحرف اليدوية الخاصة بهم، فيما نتعامل نحن مع العوامل الأخرى».

تهتم شركة سوق فن بعمليات التسويق والمبيعات والدفع والتعبئة والشحن، وتبيع البضائع حاليًا للحرفيين من الأردن ومصر والأراضي الفلسطينية وتخطط لتوسيع نطاقها الجغرافي. وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا والولايات المتحدة من أكبر الأسواق للشركات الناشئة في الوقت الراهن. واعتبارًا من أبريل، سيتمكن المشترون من الدفع عبر الإنترنت باستخدام بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم. ففي السابق كان الدفع إما عبر باي بال أو نقدًا عند التسليم، كما تتم عمليات التوصيل من خلال شركة دي إتش إل.

في المقابل، تحصل سوق فن على عمولة تتراوح بين 20-30 في المائة حسب المنتج والبائع. وحققت الشركة إيرادات بقيمة 10000 دولار في الأسابيع العشرة الأولى من عام 2019، ومن المفترض أن تحقق مبيعات إجمالية سنوية بقيمة تقارب 250.000 دولار. كما تتوقع الشركة زيادة هذا المبلغ إلى 1.25 مليون دولار في عام 2020.

وأضاف حوراني البالغ من العمر 32 عامًا «نهدف إلى الوصول إلى 20 عملية شراء عبر الإنترنت يوميًا بمعدل 35 دولارًا لكل سلعة في عام 2019، وسيوفر ذلك حوالي 190000 دولار للحرفيين و 60000 دولار للشركة. نحن نساهم في مساعدة الأشخاص المحتاجين فعلاً – فيما ينتشر الفقر والبطالة خارج عمان. يحقق البائعون الآن مبلغًا شهريًا بقيمة 300 دولار من خلال سوق فن والتي قد غيرت حياتهم».

بعد فوزها بجائزة حلول الشباب المبتكرة في القمة العالمية للحكومات في دبي والتي عقدت في شهر فبرابر، تقوم منصة سوق فن حاليًا بالتصديق على 300 حرفي آخر لضمان جودة جميع السلع، كما تضيف المنصة بائعين جديدين و 25-30 منتجًا جديدًا أسبوعيا.

وواصل حوراني، رائد أعمال متمرس في مجال التكنولوجيا ومؤسس منصة فرصة في عام 2013، وهي بوابة تعليمية تجتذب اليوم ما بين 30.000 إلى 40.000 مستخدم يوميًا ولديها أكثر من500.000 مستخدم مسجَّل، «أن سوق فن تنمو ببطء لضمان تخزين سلع ذات جودة عالية».

تتلقى حاليًا سوق فن المنتجات من الحرفيين ويجري عليها فحوصات مراقبة الجودة قبل تعبئتها وشحنها إلى المشتري.

«في هذه الصناعة، الجودة هي كل شيء. وستعمل المنصة لاحقًا على تقليل مفهوم المركزية مع البائعين الذين أظهروا سجلاً حافلاً طويلاً في القدرة على إجراء عمليات الشحن مباشرة»

تضم الشركة حاليًا ثمانية موظفين يعملون في مجال الخدمات اللوجستية، وتصميم الجرافيك، والتصوير الفوتوغرافي، والبرمجة والتسويق.

وإسهامًا في توفير التطوير التقني اللازم لسوق فن قدمت منظمة أوكسفام العالمية غير الهادفة للربح وكذلك اليونيسكو تمويلًا أوليًا للشركة. كما ستقدم أوكسفام منحة أخرى للمساعدة في تمويل عمليات الشركة في عام 2019، يقول حوراني. تقدم وزارة السياحة الأردنية المساعدة التسويقية، في حين تهدف سوق فن إلى تأمين سلسلة من عمليات التمويل في أواخر عام 2019.

واختتم قائلا: «نرغب أولاً في تحقيق المزيد من الانتشار وزيادة حجم المبيعات والإيرادات وزيادة عدد المنتجات والبائعين قبل البحث عن المستثمرين». «ليس لدينا مشاكل تمويلية ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأموال لتوسيع نطاق التسويق لدينا».

Ⅶ باحث اجتماعي

Email