تطبيق المليار دولار الذي ألهم الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تم الإشادة بممارسات شركة كريم التجارية في المنطقة، خاصة في الإمارات ومصر، تلك الممارسات التي تسامى هدفها عن مجرد الوصول والشهرة.

إنه الخبر الذي تحدث عنه الجميع، استحوذت شركة أوبر (Uber)، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، على شركة كريم (Careem) في الإمارات العربية المتحدة مقابل 3.1 مليارات دولار، مسجلةً أول استحواذ على شركة وحيدة القرن (يونيكورن: وهو الاسم الذي يطلق على الشركات الناشئة التي تتضخم قيمتها بسرعة، لتفوق المليار دولار) في المنطقة العربية.

لا شك أن قصة نجاح شركة كريم، قد ألهمت الكثيرين، ودفعتهم لطرح وتطبيق أفكارهم في أسواق الشرق الأوسط. في ما يلي بعض المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها.

لا يُعتبر خبر استحواذ أوبر على كريم مفاجأة كبيرة للمهتمين بمجال ريادة الأعمال في المنطقة العربية. لقد كان السؤال الحقيقي دوماً، هو متى وكم ستدفع أوبر لكي تستحوذ على سوق المنطقة. ولا بد في نهاية الأمر أن نشيد بأداء كريم، فقد كان أكثر من الرائع.

لقد تم الإشادة بممارسات كريم التجارية في المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ومصر، تلك الممارسات التي تسامى هدفها عن مجرد الوصول والشهرة. نجحت الشركة التي شارك في تأسيسها موداسير شيخة وماجنوس أولسون، في زيادة شهرة علامتها التجارية، وسمعتها الطيبة، بإجراءات اعتُبرت واعية ثقافياً، وتطرقت إلى القيم الأساسية لمجتمعات المنطقة.

وقد ضربت شركة التوصيل «كريم»، مثالاً يُحتذى به في مدى اهتمامها بعملائها، فقد استطاعت منذ البداية في تغيير واقع عملائها، وكسب ثقتهم عندما منحتهم توصيلات مجانية أثناء فترات الفيضانات في المملكة العربية السعودية، كما قدمت المساعدات في جمع وتوزيع فائض الطعام للتبرع به خلال شهر رمضان المبارك.

كما بدأت كريم لاحقاً في طرح مزيد من العروض، بما في ذلك توصيلات الاسكوتر وخدمات الميني باص. وعلى الرغم من ريادة كريم وإبداعها في توفير خدمات في شوارع المنطقة المزدحمة، إلا أن هناك شركات أخرى تتوصل إلى حلول مُبتكرة أيضاً، لتحسين وسائل النقل لملايين السكان.

وفي ما يلي بعض التطبيقات التي نعتقد أن أوبر تلاحظها وتسعى لشرائها في المستقبل... بل وتسعى بالفعل في الوقت الحالي لشراء إحداها، والاستحواذ على أعمالها.

نتوقع مزيداً من النجاح لهذا المشروع المصري الطموح، الذي أسسه منير نخلة، والذي يعمل حالياً في دولتي مصر والسودان، حيث يقدم تطبيق شركة «حالاً»، دراجة نارية تحت الطلب، و«توك توك» في الأحياء التي تعاني من نقص وسائل المواصلات.

تحاول الشركة تنظيم خدمات النقل في قطاع غير منظم تماماً، ويحظى بشعبية كبيرة بالفعل في كثير من المناطق المكتظة بالسكان. وقد تلقت شركة "حالاً" حصة دعم استثماري بملايين الدولارات في ديسمبر 2018، ويعود الفضل في ذلك إلى (أوسكار سالازار) أحد مؤسسي أوبر، ورئيس القسم التقني بها، والذي انجذب لفكرة حالاً، وانضم إلى مجلس إدارتها.

وصرح سالازار، في معرض حديثه عن قراره بالاستثمار في "حالاً" قائلاً: «في الوقت الذي يقاتل فيه الجميع لتوفير خدمات التوصيل إلى مليار شخص في العالم، فإن "حالاً" تركز على باقي سكان الكوكب».

يلبي تطبيق شركة «فيونكة»، واحدة من أهم متطلبات إناث الركاب بالمنطقة العربية، والتي تكمن في تفضيل كثير من النساء أن تكون مع سائقة من النساء مثلها. كما أن بعض النساء لا يشعرن بالراحة في التنقل وحدهن في سيارة أجرة (تاكسي) عادية.

قد أُطلق التطبيق المصري في ديسمبر 2018، ليمثل همزة وصلٍ بين إناث الركاب والسيارات التي تقودها نساء، وذلك بهدف توفير رحلة آمنة وموثوقة، تشعر فيها النساء براحة وطمأنينة أكبر.

كما يهدف تطبيق (فيونكة)، الذي أسسه مصطفى الخولي وعبد الله حسين، إلى دعم السائقات، وتزويدهن بمصدر ثابت للدخل المالي، لتوفير احتياجات أسرهن. وعلى صعيد آخر، تدير الشركة مشروعات تنمية مجتمعية، تستخدم جزءاً من أرباح الشركة للاستثمار في مشاريع تساعد ذوات الحاجة من نساء مصر.

في ظل ندرة الشركات العالمية التي تستثمر في السودان حالياً، يُلقب البعض شركة (ترحال) بـ «أوبر السودان».

وقد تم إطلاق الشركة في سبتمبر 2016، وتعمل الآن في أربع مدن سودانية، هي الخرطوم وود مدني والعبيد وبورسودان، ولديها أكثر من 45000 سائق مسجل في أسطولها، و4.5 ملايين مستخدم.

الشركة التي أسسها محمد الزاكي وعمر الزاكي وياسر أبا وصديق التاج، قدّمت أيضاً خدمة «ترحال نواعم»، لطلب سيارات الأجرة التي تقودها نساء للركاب من الإناث، وتتطلع الشركة حالياً لمزيد من التوسع في أفريقيا، وتحديداً في نيجيريا وإثيوبيا وتنزانيا. وكما أفصح الزاكي لومضة عن نيته قائلاً: «رؤيتي هي أن نصبح أول شركة سودانية وحيدة القرن».

يطلق عليه اسم «أسرع خدمة توصيل» في المملكة العربية السعودية، شركة (جيني)، متوفر حالياً في الرياض وجدة والدمام والخُبر والمدينة المنورة والجبيل والهفوف، كما توسع في عمّان بدولة الأردن.

كان يُطلق عليه سابقاً اسم إيزي تاكسي «Easy Taxi»، وقد تمت إعادة تسمية التطبيق، بعد دخوله إلى قطاعات أخرى في أمس الحاجة لخدماته، لتخفيف أعباء الأعمال اليومية على الجمهور، وتم تطوير تطبيق جيني تليكوم «Jeeny Telecom»، لشحن خطوط الجوال وخطوط البيانات، تليها «جيني دليفري»، لتوصيل المواد الغذائية والبضائع.

وأشار المدير الإداري يوجين بريكسيوس، عند إعادة صياغة العلامة التجارية، قائلاً «لقد قررنا خوض غمار مزيد من القطاعات، بعد نجاحنا في السنوات الخمس الماضية في مجال خدمات التوصيل عبر التطبيقات الذكية».

 

 

Email