تمكين النساء والأطفال في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المناخ الحالي في ليبيا يمكن للنساء مواجهة ظروف صعبة بشكل خاص في محاولة لتأمين مستقبل مشرق لأنفسهن ولأطفالهن. وعلى الرغم من أن العديد من المهنيين الليبيين المتعلمين والطموحين قد يسعون إلى مغادرة البلاد للحصول على فرص وظيفية أفضل، تتطلع مؤسستان ليبيتان إلى تمكين النساء الليبيات وأطفالهن من العمل من المنزل عن طريق تعليمهم كيفية التكويد.

أسست أميمة الكيلاني، التي تبلغ27 عاماً فقط، وشريكتها نجلاء المسالاتي، شركتهن في يناير 2018 بهدف تعليم النساء والأطفال الليبيين كيفية تكويد وكتابة برامج الكمبيوتر. والنتيجة المرغوبة هي تمكينهم من العمل من المنزل، بساعات عمل مرنة، وبالتالي مساعدتهم في إعالة أسرهم.

تقول الكيلاني: «أؤمن بشدة أنه إذا لم نقم بهذا التغيير، فعندئذ من سيفعل؟ إذا غادر جميع الأشخاص الطيبين ليبيا وهربوا بحياتهم، فإننا نبيع بلداً جميلاً ونخذل أحفادنا».

نما شغف الكيلاني للتكويد في وقت مبكر كجزء من خبرتها المهنية مع شركة «تطوير للأبحاث» رئيساً لقسم الاتصالات داخل الشركة، وشاركت في مبادرة «مليون مبرمج عربي» الإماراتية..

الكيلانى مؤيدة لتمكين المرأة وتعليم الإناث، وحصلت على الخبرة من خلال برنامج دراسات عليا موجه للأعمال في جامعة كامبريدج. وهي الآن حاصلة على منحة تشيفننج وتعمل على الحصول على درجة الماجستير في الإدارة الدولية والعلاقات الدولية في كلية أكسفورد بروكس للأعمال.

«نسبة النساء الليبيات العاملات أقل من المتوسط. إن العديد من العائلات المحافظة ضد ذهاب المرأة إلى العمل، بغض النظر عن مدى محافظة أسرهم، أو مدى فظاعة الظروف في مدينتهم، سيكونون قادرين على العمل من المنزل باستخدام أجهزة اللاب توب الخاصة بهم فقط».

حتى الآن، نجح المشروع في تدريب 17 امرأة ليبية، ويقومن حالياً بتدريب 16 امرأة أخرى. وتعمل حالياً في بنغازي، لكن الشركة الناشئة ستتوسع إلى طرابلس العام المقبل. التوسع إلى جنوب ليبيا جزء من خططهم للمستقبل القريب، إلى جانب التوسع في المدن الصغيرة في ليبيا التي يتم إهمالها عادةً.

تقول الكيلاني: «تستغرق هذه العملية الوقت والاتساق والصبر».

بحلول عام 2022، يأمل الفريق أن تكون هناك أكثر من 600 امرأة ليبية متمكنة متخصصة في البرمجة، ومستقلة مالياً مع وظيفتها المستدامة.

منذ إنشائها، كانت الشركة تمول ذاتياً، مع ذلك تؤكد الكيلاني أنهم يسعون باستمرار للرعاية والتمويل.

«الصراعات الاقتصادية سائدة، حيث تواجه جميع الشركات الناشئة الليبية تقريباً صعوبات في الحصول على الأموال».

لكن المال ليس مشكلتهم الوحيدة، فقد واجهت الشركة الناشئة مناخاً من عدم الاستقرار السياسي الذي يؤثر على جميع جوانب الحياة تقريباً.

وتشرح الكيلاني: «لقد واجهنا العديد من التحديات وتعلمنا توقع الأشياء التي يمكن أن تسير بشكل خاطئ والعثور على حل مسبق».

على سبيل المثال، واجه الفريق خطر تقديم دورات التكويد في مكان غير آمن، حيث قد تتعرض الفتيات للمضايقات، ولذلك كانوا حذرين للغاية في اختيار موقع الدورات، كما يعد انقطاع التيار الكهربائي والإنترنت الدائم مشكلة شائعة يتم التغلب عليها بتنزيل مواد التعليم من قبل واستخدام شواحن البطارية المحمولة.

«بدء عمل تجاري ليس أمراً سهلاً أبداً، لكن إنشاء واحد في خضم الحرب وعدم الاستقرار أكثر صعوبة».

يواصل الفريق تحقيق هدفه النهائي المتمثل في دعم أكثر من 10.000 أنثى في جميع أنحاء ليبيا.

«أعتقد أن الوقت الحالي هو أفضل وقت لإحداث التغيير، وخلق تأثير في بلدي، وأن أكون قدوة للشابات والنساء الليبيات، هذا هو حافزي، وهذا ما جعلني أبدأ عملاً تجارياً».

 

Email