طفرة في عالم المأكولات السعودية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاثة سعوديين يحدثون تغييراً في عالم المأكولات والمشروبات في جدة، من خلال عقد تجمعات متجددة المواقع، تقدم كل جديد، بدءاً بالموسيقى والفنون وانتهاءً بالمأكولات المحلية.

إنّ امتلاك اهتمامات مشتركة قد يُفضي إلى عقد شراكات مذهلة، وقد كان الحب المشترك لأكلة المعصوب – النسخة اليمنية المحدّثة من التوست الفرنسي – هو ما جمع بين مؤسّسي قيلة.

«في الوقت الذي عاش فيه (المؤسس والمؤسس المشارك) محمد (بامحرز) والشريف (الشريف) في مدريد في عام 2016، كان جلّ ما يستطيعان طهوه هو البيض المسلوق والمعصوب»، ويُكمل الشريك الثالث لهما سليمان سبيعي قائلاً «كان كلاهما شغوفاً بتحويل المعصوب إلى طبق عالمي تماماً كما التوست الفرنسي».

وبهذه الفكرة البسيطة، قام بامحرز والشريف بتحويل ما يفضلانه من مأكولات إلى عمل مربح، وذلك ببيع هذا الطبق المُعَد منزلياً في مهرجان شهري يُقام في مدريد تحت اسم «Mercado De Motores»، وسرعان ما أحب الناس ما يقدمانه من طعام، ووصل بالسكان المحليين أن أطلقوا على المعصوب اسم «El nuevo French toast» – أو التوست الفرنسي الجديد.

وعندما حان الوقت لعودة الإثنين إلى السعودية بعد إنهاء دراستهما، لم تغادر فكرة تحويل المعصوب إلى طبق عالمي ذهنيهما، في الوقت الذي كان فيه سبيعي يدير «كراب لوود»، والذي يقدم مفهوماً عصرياً لطعام الشوارع في جدة، حيث يقوم الخبازون والشيفات الموهوبون وغير المعروفين بالتجمع ليوم واحد وطهي المأكولات الشهية وتقديمها للحاضرين.

وبحكم خبرته في إدارة «كراب لوود»، اقترح سبيعي بأن يُصبح «قيلة» مطعماً متجدد المواقع يقدم المعصوب والشاي العدني.

ويقول سبيعي مفسّراً «لقد عاش الشريف وبامحرز في إسبانيا لثلاث سنوات، وعن نفسي فقد اكتسبت خبرة كبيرة من عيشي في المملكة المتحدة لثماني سنوات، وأعتقد أنّ خبراتنا أضافت الكثير لـ قيلة؛ فقد تعرفنا على ثقافات جديدة وتشربنا أفكارها، حتى تولدت لدينا رغبة مشتعلة لتجربة كل جديد وترك بصمتنا في كل مكان نذهب إليه».

في البداية قام الشركاء الثلاثة بإطلاق قيلة كجزء من كراب لوود، وتمكّن أكثر من 2000 شخص من تجربة ما يقدمه قيلة من مأكولات. وسُرعان ما قام الثلاثي باستضافة أول قيلة مستقلة في جدة دار – أكثر المنازل العصرية في المدينة، والذي تم عرضه للبيع، ومن ثمّ بيعه مقابل ما يزيد على 20 مليون ريال سعودي في يوم الحدث الذي استضاف فيه قيلة المشترين المهتمين بشراء جدة دار، وفيه تمّ تحويل طابق التسوية إلى معرض فني برعاية أثر في جدة.

ويُصرّح سبيعي بأنه وعلى الرغم من صعوبة تقديم مفهوم جديد لمجموعات معينة من الناس وحتى لبعض الجهات الحكومية، فقد دفعهم حبّهم للمعصوب والشاي العدني إلى السعي إلى تحقيق أهدافهم ومتابعة حلمهم بالتوسع.

يقول سبيعي «لقد ساعدتنا رؤية 2030 لولي العهد بطرق متعددة وغير متوقعة» ويضيف «إنّ رغبة الناس في تجربة أمور جديدة، وتعلم أشياء جديدة، ومقابلة أشخاص يشابهونهم في التفكير، دفعت الكثيرين إلى تقبل فكرة قيلة».

«لقد كان الإنستغرام وسيلتنا الوحيدة والمفضلة للتواصل مع الناس، حيثُ كنا نستخدم هذه المنصة للإعلان عن الموضوع والموقع التالي لـ قيلة».

لقد رسّخ مطعم قيلة نفسه بكونه مركزاً لكل ما هو عصري وجذاب في المشهد الاجتماعي في السعودية، بعدد متابعين يصل إلى 12.1 ألفاً على الإنستغرام، ولا يزال العدد في ازدياد. ولكونه لا يقدم سوى المعصوب والشاي العدني، فقد يدفع قيلة مرتاديه الـ «Gailers» إلى جلب الوجبات الخفيفة والقهوة العربية معهم.

يَعِدُ العام 2019 روّاد الأعمال في السعودية بالكثير. وفي الوقت الذي تُختتم فيه سلسلة فعاليات قيلة متجددة المواقع، يأمل الثلاثي بتعريف الجماهير بهذا التقليد الرائع من خلال افتتاح متجر ذي موقع محدد يمكن للجميع زيارته والاستمتاع بما يقدمه.

يقول سبيعي «قبل أن نتوسع عالمياً، يجب أن نتأكد من تركنا أرضاً خصبة وراءنا تشجع المشاريع المشابهة على البدء». «أنا قادر على رؤية إمكانات لا حصر لها للمنافسة والتطوير في السعودية، وأحثّ روّاد الأعمال الشباب ممن يرغبون في مواصلة مشروعات مماثلة على البدء الآن».

 

 

Email