رحلة الإمارات إلى ريادة الفضاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هزاع علي عبدان خلفان المنصوري وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي هما أول رائدي فضاء إماراتيين تمّ اختيارهما من بين 4000 شاب وشابة إماراتيين ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء».

وفي أبريل المقبل، ينطلق أحدهما، كأول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، في مهمة مدتها عشرة أيام، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة سويوز إم إس- 12 الفضائية فيما الثاني يكون احتياطياً له.

اختيار رائدَي الفضاء الإماراتيين لم يكن مهمة سهلة لا بل تتطلب الخضوع إلى مراحل عدة ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء». برنامج يهدف إلى تأهيل الدفعة الأولى من رواد الفضاء وإعدادهم للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية بالتزامن مع حلول العام ٢٠٢١.

كما يعتبر البرنامج أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء الذي أطلقته دولة الإمارات في أبريل ٢٠١٧ بهدف تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي.

وهنا يخبرنا سالم حميد المري، مساعد المدير العام، الشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، أنه بعد إطلاق «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» فُتح باب التسجيل على الموقع الالكتروني الخاص لمدّة ثلاثة أشهر.

ويتابع «وصل عدد المتقدمين إلى 4022 شخصاً في نهاية شهر مارس من العام الجاري. أجرينا لهم برنامج تقييم كاملاً فيه امتحانات ورقية، واختبارات ذكاء، وفحوصات طبية توزّعت على فترات عدة».

ويضيف «في الفترة الأولى، تم اختيار 400 شخص من بين 4022 متقدماً، وفي الفترة الثانية وصل الاختيار إلى 95 شخصاً، حيث خضع هؤلاء لفحوصات طبية وسيكولوجية مكثفة واختبارات لياقة بدنية، واخترنا من بينهم أفضل 39 شخصاً».

بعدها، تم إجراء مقابلات شخصية مع جميع الأشخاص لاختيار أفضل تسعة منهم. هؤلاء تم إرسالهم إلى روسيا لمدة شهر كامل من أجل فحوصات إضافية. ويقول المري «اخترنا أفضل شخصين مناسبين للبرنامج - هزّاع وسلطان «واللذين يتواجدان الآن في دورة تدريب في روسيا».

مراحل كثيرة وصعبة يخضع لها إذاً المتقدمون إلى البرنامج لتخوّلهم الانضمام إلى فريق الفضاء الإماراتي. ولكن قبل الخضوع إليها، لا بدّ من استيفاء شروط الانضمام. فيجب أن يحمل المتقدم الجنسية الإماراتية ويكون قد تجاوز ١٨ عاماً وحاصلاً على شهادة البكالوريوس بالحد الأدنى ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية.

أضف إلى ذلك، مفتاح النجاح يكمن في أن يتحلّى كل من يطمح بالسفر إلى الفضاء بصفات معيّنة. ويخبرنا المري «بالطبع يجب أن يكون أولاً على مستوى عالٍ من الذكاء، ولديه قدرة على التعلّم. كما يجب أن يكون لديه خبرة بالعمل اليدوي (لا يكون شخصاً مكتبياً) ويمتلك القدرة على التعامل مع التكنولوجيات.

كما يجب أن يكون متخصصاً في تكنولوجيا هندسة العلوم، أو الرياضيات، أو أن يكون لديه تخصص علمي، أن يكون طياراً مثلاً. إضافة إلى ذلك، يجب أن يتمتع بالقدرة على القيادة وعلى المتابعة أيضاً».

وهنا يطلعنا على أن هزّاع مثلاً طيار عسكري يمتلك خبرة كبيرة في الطيران، فيما سلطان لديه دكتوراه في التكنولوجيا والهندسة ويملك خبرة كبيرة في الأعمال اليدوية والتعامل مع التكنولوجيات.

هزّاع وسلطان هما رائدا الفضاء الأوائل إلا أن أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء تحتاج إلى فريق من أربعة أشخاص من أجل بعثة استكشاف الفضاء العالمية لسنة 2021. ويقول المري «لدينا الآن أناس لم نخترهم بعد. سنقوم بإجراء فحوصات إضافية لهم، ومن الممكن أن نفتح أيضاً مجالاً للتسجيل مرة أخرى لنأخذ أشخاصاً إضافيين».

رحلة الفضاء صعبة بالنسبة للمشاركين فيها إنما أيضاً للقيّمين عليها. فيكشف لنا المري «طبعاً هناك تحديات كبيرة. كما تعلمين، برامج الفضاء صعبة. لو كنّا نتكلم عن القمر الصناعي، فهذه تقنيات نقوم بتطويرها وإرسالها إلى الفضاء.

وهناك، لا يمكننا تغيير شئ. أما عندما نتكلم عن الإنسان، فيجب أن يخضع دائماً لتطوير قدراته ولتدريب مكثف، ويجب أن يكون جاهزاً دوماً للطيران» مضيفاً «هناك صعوبات كثيرة يواجهها على الأرض وفي الفضاء ويجب عليه أن يتعلم كيف يتصدّى لها».

رائد الفضاء الإماراتي سيطير هذه المرة لمدة 11 يوماً إلا أن المري يؤكد أن البرنامج يطمح، في المستقبل، إلى فترات أطول تصل إلى ثلاثة أشهر أو أربعة أو ستة، ما ينعكس بتدريب مكثف وأكثر صعوبة.

ففي النهاية، رائد الفضاء الإماراتي «سيكون ثالث رائد فضاء عربي في الفضاء وأول رائد فضاء عربي يدخل محطة الفضاء الدولية التي تعد من أكبر وأكثر المشاريع الهندسية تعقيداً في تاريخ البشرية»، على حد قول المري الذي يتابع «من الجميل أن يصل العرب إلى المحطة ويشاركوا في قصتها. فهذا شيء يدعو للفخر».

 باميلا كسرواني -  باحثة اجتماعية

 

Email