مريم مصلي توثّق عن المرأة السعودية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رائدة الأعمال ومحررة الأزياء السعودية، مريم مصلي، تتحدث عن مشروعها «أسلوب أزياء الشارع السعودي» وكيف أرادت من خلاله أن تبرز تنوع المرأة السعودية وأن تجدد نظرة العالم إليها.

على الرغم من جدول أعمال حافل ينقلها بين مختلف المدن الأوروبية وعروض الأزياء العالمية، وجدت مريم مصلي بعض الوقت للتوقف عند مشروعها الأخير التي تطمح من خلاله إلى تسليط الضوء على المرأة السعودية بعيداً عن الصور النمطية التي تتناقلها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

فتؤمن مصلي أن المرأة السعودية على الطريق الصحيح لتطوير واقعها ولتكشف للعالم أنها امرأة حالمة ورائدة ومنجزة؛ ومريم مصلي خير نموذج عنها. وتخبرنا «لطالما كنت مبدعة في القلب ولكن حالياً أنا مبادرة أستغل جواز سفري وكروموسوماتي لإبراز تقدم المرأة السعودية والتحريض على التغيير الاجتماعي من خلال المساعي الخيرية».

وبالفعل من محررة أزياء تحوّلت إلى رائدة أعمال بعدما انتهزت الفرص المتوفرة ورأت فراغاً في السوق من حيث وجود صوت موثوق يوجّه العلامات التجارية حول كيفية التواصل مع المستهلكة السعودية. وتقول «قررت أن أصبح هذا الصوت. فاستقلت من منصبي وأطلقت «نيش أرابيا-أول شركة سعودية استشارية للمنتجات الفاخرة».

وبعد عملها في قطاع الأزياء لأكثر من عقد، أدركت مصلي أنها تريد القيام بشيء ما لإبراز مشهد الموضة المتنوع في المملكة العربية السعودية. وتضيف «كوني امرأة سعودية، عرفت أيضاً أنني أريد-أكثر من أي شئ -أن أشجع على تمكين المرأة.

وبالتالي، عندما دعاني معهد ميسك أرت للمشاركة في أول معرض كتب فنية في السعودية، شعرت أنه الوقت المناسب لكسر الصور النمطية للمرأة السعودية في وسائل الإعلام الغربية».

كسر الصورة النمطية من خلال كتاب «أسلوب أزياء الشارع السعودي» الذي يجمع صوراً التقطتها النساء والذي يساعدهنّ على أن يروين قصتهنّ الخاصة. وتضيف مصلي «أملي هو خلق دلالات إيجابية حول النساء في المملكة تنقض الصورة النمطية».

وكانت ردود أفعال السعوديات غامرة. فبعد دعوة واحدة «لتقديم الطلبات» على حساب shoesanddrama@، تلقت مصلي أكثر من 1000 صورة بغضون أسبوع واحد!

وهنا تقول «كنت سعيدة وممتنة للغاية إلا أن أكثر ما أثار دهشتي هو عندما قرأنا نماذج شروط نشر الصور». فقبل سنوات، ذكرت فكرة كتاب عن أسلوب الشارع لبعض الصديقات والزميلات الأصدقاء. تحمست الكثيرات شرط إخفاء هوياتهنّ. لكن الوضع اختلف هذه المرة. وتشير «بصراحة، كانت مفاجأة سعيدة لي أن أرى التحوّل في غضون عامَين فقط».

وتعتبر أن هذا التغيير يُعزى إلى تزايد أعداد النساء أمثال الأميرة جوهرة بنت طلال آل سعود والأميرة ريما بنت بندر آل سعود اللواتي يعتبرن قدوة للسعوديات. وتتابع «من المهم أن نلاحظ أن النساء السعوديات لم يتحوّلن إلى منجزات طموحات الآن.

لقد كنا دائمًا هنا! أنا شخصياً، بدأت شركتي عام 2011، حتى قبل الإعلان عن رؤية السعودية 2030. ولكن الآن، بات لا بأس من تحقيق الأشياء والتعرف على هذه الإنجازات!»

وبالعودة إلى كتاب مصلّي، تحملنا في عملية انتقاء الصور التي وصلتها بالآلاف عبر واتساب وإنستغرام والبريد الإلكتروني قائلة «العديد منها التُقط بالهواتف المحمولة، أي أنه يمكن نشرها على الموقع الالكتروني لكنها، لسوء الحظ، ذات دقة منخفضة وغير صالحة للنشر في الكتاب. اخترنا الصور اعتماداً على عوامل عدة إلا أن أهمها هو ما إذا كانت الصورة تعكس فعلاً الجمالية المتنوعة في السعودية».

ولا شك أن مريم مصلي بفضل أعمالها ونشاطاتها على أرض الواقع والعالم الافتراضي وبفضل هذا الكتاب أظهرت للعالم من هي المرأة السعودية: قوية، وحازمة، وواثقة على حد قولها. وتضيف مصلي «لقد ثابرن وأصبحن طبيبات ومحاميات وسيدات أعمال وسياسيات».

وهذه هي الصورة التي أرادت من أجلها أن تنشر هذا الكتاب الذي تستعد لإطلاق النسخة الثانية منه في الأشهر المقبلة مع صور جديدة. لكن مصلي تشدد «هناك هدف أكثر عملياً. فكما تعرفون، هذه مبادرة غير ربحية وكل الأرباح تعود إلى النساء الراغبات بمتابعة برامج التعليم العالي الخاصة بالفنون.

على سبيل المثال، سنعطي العائدات لـ»أكاديمية المستقبل«وهي مدرسة مهنية لجميع النساء تركز على تصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية». فبالنهاية، تحتاج المرأة السعودية إلى كل الدعم لتواصل التألق.

 باميلا كسرواني  -  باحثة اجتماعية

 

Email