«نساء إف إم» صوت المساواة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ميسون عودة جانجت، مؤسسة «نساء إف إم» تتحدث عن كيفية تأسيسها أول محطة إذاعية في المنطقة تعنى بقضايا المرأة.

لطالما كانت المجتمعات في أجزاء عديدة من منطقة الشرق الأوسط، تتوقع من المرأة أن تؤدي أدواراً تقليدية، كربة منزل أو مقدمة رعاية. لكن رغم أن الفرص المهنية والمناصب الحكومية كانت نادرة في الماضي بالنسبة للإناث، بدأت المنطقة مؤخراً تظهر دلائل على زيادة الالتزام نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.

وكشفت المملكة العربية السعودية، أكبر دول مجلس التعاون الخليجي سكاناً، النقاب عن سلسلة من الحريات للنساء، مثل حقهن في قيادة السيارة وامتلاك أعمالهن التجارية الخاصة. كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً، بدور ريادي في المنطقة، من خلال تعيين العديد من النساء في مناصب وزارية رفيعة. ولكن رغم هذا، هناك في مواقع أخرى المزيد مما ينبغي عمله، بطبيعة الحال.

ميسون عودة جانجت، هي إحدى النساء اللاتي تزعمن قيادة التغيير الاجتماعي في بلدها فلسطين. وأسست رائدة الأعمال الاجتماعية شركة «نساء» للبث الإذاعي في عام 2009، بهدف تغيير الصورة النمطية للمرأة، وأيضاً لتمكين النساء من تحقيق طموحاتهن.

أنشأت جانجت إحدى أكثر محطات الإذاعة الفلسطينية شعبية «نساء إف إم»، مدعومة بتمويل أولي من رائد الأعمال السويسري يان بورغستيد، الذي تدخل مؤسسته «ومانيتي» Womanity في شراكة مع مشروعها. ومعظم برامج المحطة اليوم، من تقديم نساء ومتعلقة بالنساء.

تفخر «نساء» بكونها أول محطة إذاعية نسائية تجارية، وموقعاً متعدداً الوسائط على الإنترنت باللغة العربية في الشرق الأوسط. تقول جانجت: «إن موجاتنا الإذاعية تتخطى حواجز الجدران الفاصلة والتمييز الثقافي، وتربط النساء بمجتمع داعم، يسلط الضوء على نماذج ملهمة، يُقتدى بها ويعزز تمكينهن».

تشمل المواضيع التقليدية التي تغطيها إذاعة نساء إف إم يومياً، قضايا نسائية بالغة الأهمية، مثل العنف الأسري وجرائم القتل دفاعاً عن الشرف، مع فقرات يجري إعدادها بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (USAID)، ومؤسسات أخرى. تستهدف البرامج المسائية، المراهقين والفتيات المراهقات، من خلال قصص تتضمن أهمية التعليم واحترام الذات.

تقول مؤسِسة «نساء إف إم»، العضو في مبادرة كلينتون العالمية، والزميلة في منظمة أشوكا «إن النساء الفلسطينيات، هن نساء قويات، ولديهن العديد من قصص النجاح، تتنوع بين السياسة إلى الحياة المدنية والاقتصاد. وقد أردنا أن ننشر هذه القصص. حيث تواجه النساء الفلسطينيات، جميع التحديات التي تواجه النساء في العالم، إضافة إلى تحديات أخرى، تتعلق بالوضع السياسي، فضلاً عن التقاليد والأعراف الاجتماعية».

وعلى غرار الدور الذي يلعبه الإعلام في دعم القوالب النمطية، تستخدم «نساء» وسائل الإعلام كأداة لمناقشة المحظورات، وتحدي الأدوار التقليدية المسندة للمرأة، وتقديم النساء كعناصر فاعلة وحازمة في المجتمع.

تم تصميم مجموعة متنوعة من البرامج الموسيقية الغربية والعربية، التي تتخلل البرامج الحوارية الصباحية والمسائية، والبرامج الخاصة بعطلة نهاية الأسبوع، لتكون جذابة لكل المستمعين من النساء والرجال، ذلك لأن فلسفة المحطة، ترمي إلى المشاركة الفعالة للرجال في الحوارات عن الشؤون بين الجنسين. تقول جانجت: «في نهاية المطاف، وكمجتمع أبوي، علينا أن نحظى بإعجاب الرجال، كي نستطيع إحداث تغيير للعقلية الوطنية».

رغم نجاح المحطة، فإن توفير تمويل مستمر في مثل هذه الأجواء السياسية غير المستقرة، يشكل تحدياً على الدوام. وتضيف جانجت «إن الحياة في فلسطين، التي تضم 65 محطة إذاعية تبث في الضفة الغربية، تعتبر بيئة قاسية للعمل. ونأتي اليوم في المرتبة السادسة على المستوى الوطني».

ويتم توفير 35 في المئة من تمويل «نساء» من خلال الإعلانات التجارية والرعاة، بينما تحصل على الجزء المتبقي عن طريق المنح. ويعتمد الاقتصاد الفلسطيني على الجهات المانحة، لذا، من الصعب العمل في ظل مثل هذه الظروف. تركز العديد من الجهات المانحة على القضايا النسائية والمرأة، لكن تظل المنافسة عالية، إذ لدينا أيضاً منظمات غير حكومية نسائية تعمل هنا، إضافة إلى المزيد من وسائل الإعلام المحلية، التي بدأت في إدماج مواضيع المرأة في برامجها.

وتوضح جانجت أن محطتها بدأت محادثات بشأن القضايا النسائية في الدولة، لكن ينبغي إقرار قوانين في المنطقة، تدعم حقوق المرأة بالفعل. وترى أيضاً أن «الربيع العربي» ترك آثاراً سلبية على نوعية حياة النساء، إذ شردت النساء نتيجة للحروب، وواجهن المزيد من المضايقات، وكن عرضة للتحرش والعنف».

تقول رائدة الأعمال، إن التغيير يبدأ بتغيير طريقة التفكير. «لتحقيق التغيير في العالم العربي، علينا أن نبدأ بطريقة تربيتنا لأطفالنا، ينبغي البدء من هذه المرحلة. نحتاج أن نُعلِّم أطفالنا في المنزل والمدرسة، أن الأولاد والبنات متساوون. نحن بحاجة أيضاً إلى قوانين جيدة وراسخة، ومؤسسات لتطبيق هذه القوانين، من أجل تحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين».

Ⅶباحثة اجتماعية

Email