مليون مبرمج عربي في المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالياً تطور عصر ذهبياً جديداً، مصدر إلهامه هم الشباب الذين يصرون على تنمية المهارات المطلوبة للنجاح في عالم التقنيات الرقمية وخدمات المعلومات المرتبطة بالإنترنت. ويعكف الخبراء والباحثون على دراسة برنامج مليون مبرمج عربي لتقييم أثره المستقبلي والتحديات الرئيسية.

قد تحتاج منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من ألف ليلة وليلة للوصول إلى هدفها المتمثل في إثراء وبناء قدرات مليون مبرمج من الدول العربية الاثنين والعشرين، وألف ليلة وليلة هي أكثر قليلاً من عامين ونصف العام فقط. ومع ذلك، استقطب البرنامج إلى الآن ما يزيد عن نصف مليون تقني طموح، يرغب جميعهم في تهيئة أنفسهم وتعلم المهارات الحاسوبية اللازمة للمرحلة التالية من الثورة الصناعية الرقمية.

يأتي إطلاق برنامج «مليون مبرمج عربي»، في إطار مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي مؤسسة خيرية مكرسة لنشر العلم والمعرفة عبر أنحاء الوطن العربي.

ويمثل هدف البرنامج جزءاً من تحول اقتصادي طويل المدى يتم العمل على تنفيذه في كل الدول العربية، حيث بات يستعاض عن الزراعة واقتصادات الكفاف بمناطق تجارية مزدهرة، تسودها الشركات الناشئة والمستثمرون الدوليون. أما بالنسبة إلى مراكز النفط والمواد الخام الأكثر تقدماً وتطوراً، فيتم العمل على تحويلها إلى مناطق للسياحة والنقل والاتصالات.

أدوات جديدة

بينما تجري هذه التطورات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بات استخدام تقنية المعلومات والاعتماد على خدمات المعلومات والبيانات أمراً شائعاً. أما الخطورة التي نواجهها، فهي إطلاق العنان لأنفسنا في هذا المستقبل الرقمي الجديد من دون التمتع بقاعدة المهارات اللازمة لتشغيل الأدوات الجديدة لهذه التجارة الجديدة. نحتاج إلى مبرمجين ومبتكري برامج عرب، يتحدثون العربية، ويفكرون بالعربية، لإنشاء شرق أوسط جديد يضم تقنيات رئيسية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والعلوم المعرفية، وتقنيات تحليل البيانات.

على الرغم من وجود النية لإقامة بعض التجمعات الفعلية كلما أمكن ذلك، يقوم البرنامج على تقديم الدورات والاعتمادات على الإنترنت. وقد جاءت المستويات الأعلى من الاهتمام بالبرنامج من متقدمين من مصر، والمملكة العربية السعودية، والمغرب، والعراق، ومن الأهمية بمكان التنويه بأن البرنامج مخصص للعرب وليس للوافدين الذين يعيشون في المنطقة.

وفي معرض تعليقه على البرنامج، قال عبدالله بن طوق، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمؤسسة دبي المستقبل: «تؤكد الاستجابة الكبيرة في المرحلة الأولى من البرنامج أن هذه المبادرة ضرورية وجاءت في الوقت المناسب، كما توضح رغبة شباب المنطقة في اكتساب المهارات التقنية الجديدة».

أربعة مسارات

يستقطب البرنامج الطلبة والمدربين على حد سواء، وينقسم إلى أربعة مسارات مختلفة ومميزة هي: مسار مطور واجهة الويب الأمامية، ومسار مطور واجهة الويب الخلفية، ومسار مطور نظام أندرويد، ومسار محلل البيانات. وتضم الشركات التي قدمت رعايتها أو التدريب أو غيرها من سبل المشاركة شركة «داماك العقارية»، و«أوراكل»، و«ساب» و«كريم» و«كونسنسيس»، وبنك الإمارات دبي الوطني، و«أوداسيتي»، و«برمج.كوم».

ومن جانبه، علق عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي قائلاً «تدعم المبادرة طموحات الشباب المتمثلة في مواكبة التطورات التقنية العالمية، ويشير الدعم الدولي والشراكات الاستراتيجية التي استقطبتها هذه المبادرة إلى أهميتها وجدواها». وقد أشاد معالي محمد القرقاوي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد العالمية بالدور الذي تلعبه مؤسسة «داماك» لدعمها للمبادرة قائلاً «يؤدي شركاؤنا في القطاع الخاص دوراً أساسياً في رحلة تطورنا، حيث نؤمن بالمسؤولية المشتركة لإنشاء بيئة إيجابية في المنطقة تتماشى مع رؤى قيادة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب إيجاد ثقافة العطاء وبناء مستقبلنا وتحسين قدرتنا على التنافس عالمياً».

مبادرة

تشتمل المبادرة التي تدار من قبل مؤسسة دبي للمستقبل كذلك على ثلاث مراحل من المقرر إكمالها خلال عامين. تضم المرحلة الأولى تسجيل الطلبة العرب والمدربين من حول العالم عبر الموقع الإلكتروني www.arabcoders.ae، حيث يمكن للمشاركين البدء في دورات التدريب المجاني والحصول على شهادة في نهاية كل تدريب.

أما في المرحلة الثانية، فسيتم اختيار أفضل 1000 طالب عبر «تحدي المبرمجين» وستتاح أمامهم فرصة الالتحاق بالدورات التدريبية المتقدمة، والمنح الدراسية، والدورات التدريبية المهنية، ليتم في المرحلة الثالثة اختيار أفضل 10 مبرمجين. سيحصل المبرمج الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية بمقدار مليون دولار أميركي، في حين سيحصل التسعة الآخرون على 50،000 دولار أميركي لكل منهم. وسيحصل أفضل أربعة مدربين على مبلغ مالي بمقدار 200،000 دولار أميركي، بواقع 50،000 دولار أميركي لكل منهم.

تشير الإحصاءات الحالية إلى أنه ستتوفر نحو 80 مليون وظيفة على صعيد العالم عام 2020 في مجال البرمجيات وتطبيقات الهواتف الذكية وتطوير الويب. وفي ضوء ذلك، يقع على عاتق الشرق الأوسط مسؤولية حشد الجهود لتكون جزءاً من هذا المشهد الاقتصادي الجديد والتصدر دولياً بتقنيات عربية تسعى الدول غير العربية إلى الحصول عليها. مبادرة مليون مبرمج عربي هي ليست قصة شعبية أو خرافة، وإنما هي مستقبلنا الذي يحدث الآن.

Ⅶباحث اجتماعي

Email