أسرة مصرية تنتج مواد عناية طبيعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشركة ساهمت في التمكين الاقتصادي للنساء اللاتي يعشن في المناطق الريفية المحافظة.

كلمة «مُحفِّز» تصف بشكل مناسب كيف أصبحت شركة فارما سينتا لمنتجات العناية بالجسم الطبيعية حقيقة، فالمُحفِّز هو المادة التي تُعجِّل من التفاعل الكيميائي دون أن يحدث لها تغيير.

في هذه الحالة، كان المُحفِّز عبارة عن زجاجة من غسول الشعر برائحة الفراولة جلبته الصيدلانية الدكتورة منى عريان من رحلة عمل بالخليج العربي كهدية لابنتها شهيرة.

تقول شهيرة، «كانت رائحته جميلة»، ومع ذلك، أصيبت بحساسية الجلد والحكَّة، وظهور البقع الحمراء الحارقة المؤلمة التي كانت سببًا في ألا تستخدمه مرة ثانية.

صُدمَّت الدكتورة منى، التي كانت تعمل في ذلك الوقت لدى إحدى شركات الأدوية الكبرى، عندما قرأت الملصق على الزجاجة، واكتشفت استخدام قرابة 17 نوعًا من المكونات الضارة بالمنتج. كان ذلك في عام 1998، وكانت تلك الواقعة سببًا في تحفيزها لصناعة صابون من زيت الزيتون بنفسها في مطبخها، باستخدام المكونات الطبيعية فقط.

اكتسب ذلك الصابون شهرة كبيرة بين الأصدقاء والجيران الذين استخدموه بعدما قامت بإضافة الروائح العطرية المختلفة إليه، قبل البدء في صناعة غسول الشعر، وغسول الجسم، والآن، بعد مرور 20 عامًا، تنتج شركتها 560 من مستحضرات العناية بالجسم نفرتاري بمختلف أنواعها تحت مظلة شركة فارما سينتا.

من الواضح أن السبب وراء اكتساب تلك المنتجات هذه الشهرة الكبيرة كان أكثر من كونها ذات مظهر لطيف، ورائحة طيبة. توضح شهيرة حقيقة أن القاهرة بها ثلاثة مستشفيات لعلاج سرطان الأطفال، وهي تعتقد أن نسبة الإصابة بهذا المرض في زيادة، كما تعتقد أن المواد الكيميائية المستخدمة في المستحضرات التي نستخدمها بصورة يومية تساهم في ذلك.

تقول شهيرة، «المنتجات التي نستخدمها بصورة يومية تحتوي على مواد مسببة للسرطان، فتلك المواد ليس من المحتمل أن تصيبك بالسرطان، ولكن من المؤكد أنها سوف تصيبك بالسرطان».

بينما يتأجج الجدال حول العلاقة بين الإصابة بالسرطان واستخدام المواد الكيميائية، يتضح أن هناك تزايداً في الطلب على المنتجات الطبيعية، بينما ينمو حجم الأعمال سريعًا لدرجة أن شهيرة، باحثة الاقتصاد خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، انضمت إلى العمل بجانب والدتها في عام 2002.

ومنذ ذلك الحين، ظلتا تثقفان الجميع حول فوائد استخدام مستحضرات التجميل الطبيعية. المكونات مثل زيت الزيتون، وشمع النحل، والفواكه الحامضية، والفانيليا، وأزهار الياسمين الهندي، والصبّار، ودقيق الشوفان، وجوز الهند جميعها نحصل عليها من مصر، ونقوم بتصنيعها وتغليفها على يد عمال محليين قبل بيعها بالأسواق المحلية، أو تصديرها للخارج.

صناعات يدوية فقط

في الماضي، تسببت القيود على استيراد السلع والبضائع في مصر نقص المنتجات الأجنبية، مما جعل المصريون ينظرون إليها كأنها بضائع تفوق جودتها البضائع المحلية، وهو ما تسعى شهيرة وأمها لتغييره.

«لهذا السبب نفخر بقولنا أن تلك المنتجات صُنعَّت بأيد مصرية».

الفلسفة التي يتبعانها باستخدام فقط المنتجات الطبيعية المصرية تتواءم بشكل كبير مع صناعة فارق تلمسه بعض المناطق المحرومة في وحول القاهرة، ومحافظة الفيوم. توفر الشركة فرص عمل مباشرة إلى 120 شخصًا، سواء في مجالات صناعة وتعبئة الصابون، وغيره من المنتجات، ومعالجة وتعبئة البضائع بأنفسهم، أو توفير المكونات الطبيعية لصناعة المنتجات.

في بعض الحالات، ساهم العاملون والموردون في شركة فارما سيتنا بشكل جذري في تحسين مستويات المعيشة، وتوفير التمكين الاقتصادي للنساء اللاتي يعشن في المناطق الريفية المحافظة.

تقول شهيرة، «هؤلاء الأشخاص يعيشون في ظروف سيئة للغاية، ويمكن أن نساهم في تغيير حياتهم بشكل كبير».

على سبيل المثال، في المناطق التي من غير المسموح فيها للسيدات بالعمل خارج المنزل، توفر لهم شركة فارما سينتا فرص العمل من المنزل، على سبيل المثال، صناعة المواد المستخدمة في التغليف.

من المتوقع أن تواصل الشركة زيادة حجم إنتاج مستحضرات نفرتاري، من خلال مصنع جديد مُنشأ على مساحة 1,000 متر مربع، سوف يساهم في زيادة الصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سوف يرسِّخ من وجود الشركة بمصر. تحرص شهيرة على تجنب سلوك الطريق نفسه الذي سلكته العلامات التجارية لمنتجات العناية بالبشرة، السلوك الذي تعتقد شهيرة أنه يسعى لتحقيق الربح بشكل أكبر من توفير منتجات عالية الجودة.

كلتاهما تركتا الأمان الوظيفي للقيام بما يحبونه، ولكن شهيرة تؤمن بأن امتلاك شركتك الخاصة هو أمر فريد ومربح بشكل كبير.

تختتم شهيرة حديثها، «في نهاية اليوم، تحصل على منتج جميل، ويمكنك حينها أن تقول إنك حققت نجاحًا، وهذا شعور رائع للغاية».

كاتبة بريطانية مقيمة في دبي

 

 

Email