تطبيق للبحث عن الطبيب المناسب في المغرب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إن العثور على الطبيب المناسب يمكن أن يكون بمثابة مهمة صعبة ومزعجة في المغرب، وهناك إحدى الشركات الناشئة التي ساعدت على التقريب ما بين الأطباء والمرضى.

عندما انتقلت زينب إدريسي من الولايات المتحدة إلى المغرب، استغرق الأمر بعض الوقت حتى تتأقلم هذه السيدة، التي كانت تعمل في القطاع المصرفي في وول ستريت، مع الحياة في الدار البيضاء. لقد كانت وتيرة الحياة مختلفة اختلافًا ملحوظًا، وعندما مرِض ابنها، كانت مهمة العثور على طبيب أطفال مناسب صعبة إلى حد كبير.

تقول زينب: «لقد عانيت حقًا للعثور على الطبيب المناسب لابني. لقد شعرت بالإحباط لأنني لم أستطع الحصول على المعلومات التي كنت بحاجة إليها» .

في ذلك الوقت، لم يكن يتوفر لدى المغاربة سوى مواقع الصفحات الصفراء الإلكترونية والتوصيات الشخصية للاعتماد عليها في العثور على الطبيب المناسب.

تقول زينب: «كنت أتساءل لماذا لم تكن هناك منصة على الإنترنت تتيح إمكانية حجز المواعيد والحصول على جميع المعلومات التي نحتاج إليها» لذلك، قررت زينب إنشاء مثل هذه المنصة نظرًا لأهميتها وضرورتها.

وبالتعاون مع شقيقها، إدريس، أطلق الشقيقان منصة دابادوك في عام 2014، وهي منصة تُمكِّن المستخدمين من العثور على الأطباء على أساس الموقع والتخصص والتقييم وتسمح لهم بحجز المواعيد على الفور.

ومنذ إطلاقها وحتى الآن، أصبحت منصة دابادوك تضم أكثر من 6000 طبيب و15 موظفًا ونحو ثلاثة ملايين مستخدم.

تقول زينب: «لم أكن رائدة أعمال. لقد تطوّرت قدراتي في وول ستريت، في عالم الشركات، ولكن إذا كنت ترغب في القيام بشيء وشعرت بأهميته وكنت شغوفًا به، فستبذل قصارى جهدك لفعله».

وضع الشقيقان مدخراتهما الخاصة في هذه الشركة الناشئة وبدأ كل منهما في إقناع الأطباء بالاشتراك في منصة دابادوك.

تقول زينب: «لقد كانت مغامرة مجهولة المعالم؛ فقد اخترقنا سوقًا فارغة»

كانت منصة دابادوك، المتاحة على شكل موقع إلكتروني وتطبيق على الجوّال، الأولى من نوعها في المغرب، في حين كانت هناك خدمات أخرى مماثلة في مصر ودبي، وإلى الآن لا تزال دابادوك المنصة الوحيدة في المغرب التي تربط ما بين المرضى والأطباء بهذه الطريقة.

تقول زينب: «في البداية، لم يكن الأطباء مهتمين باستخدام الخدمة لأنهم كانوا متخوّفين من هذه التقنية. لقد جئنا إليهم بهذه الفكرة والمفهوم المبتكر الذي شكّل مصدر تشويش للطريقة التي كانوا يعملون بها».

لقد استبدلت تقنية دابادوك الطريقة التقليدية التي كان يتعامل بها المرضى مع الأطباء. والآن، أصبح من الممكن تسويق الخدمات الطبية وتسجيل المرضى وحجز المواعيد، كل ذلك عبر هذه المنصة الإلكترونية.

وتضيف زينب قائلة: «لقد كان تعريف الطبيب والمريض بهذه التقنية هو الجزء الأصعب في الأمر. لم تكن السوق المغربية جاهزة بعد؛ لم تكن ناضجة بما يكفي، ولا يزال التعريف بهذه التقنية مستمرًا».

ويبدو أن إصرارها وإيمانها بالفكرة قد آتى ثماره؛ فقد فازت شركة دابادوك بجائزة الابتكار العالمي في مجال العلوم والتكنولوجيا بعد بضعة أشهر من إطلاقها، كما تم اختيارها كواحدة من أفضل 10 شركات ناشئة من الشرق الأوسط للمشاركة في برنامج آسبن بلاكستون Aspen-Blackstone في وادي السيليكون في الولايات المتحدة.

تقول زينب أيضًا: «لم يكن هناك أي سبب يمكن أن يؤدي إلى فشل مثل هذا المفهوم أو الشركة. إنها تلك العقلية المطلوبة؛ فالتفكير الإيجابي يمكن أن يساعد رائد الأعمال على المدى الطويل».

تشمل المنصة الآن أكثر من 80 اختصاصًا، بما يتضمن الأطباء العامين وأطباء الأسنان وأخصائيي العلاج الطبيعي، كما سجَّل حوالي 20% من مقدمي خدمات الرعاية الصحية الخاصين في المغرب أسماءهم ومعلوماتهم على منصة دابادوك.

وبينما تُقدَّم الخدمة مجانًا للمرضى يدفع الأطباء رسومًا سنوية قدرها 350 دولارًا أميركيًا لإدراجهم في منصة دابادوك، حيث يصبح بإمكانهم إدارة أعمالهم، والوصول الآمن إلى سجلات المرضى الصحية وتخزينها، والدردشة مع المرضى مباشرة، وتلقي الملاحظات والإحصاءات حول نشاط المستخدمين وعدد مرات دخولهم على الملفات الشخصية بالإضافة إلى التقييمات.

واليوم يتم حجز أكثر من 40,000 موعد على منصة دابادوك شهريًا، بزيادة كبيرة عن عامها الأول حيث لم يتجاوز عدد المواعيد التي يتم حجزها شهريًا 350 موعدًا.

في مايو 2015، أطلقت الشركة خدماتها في كل من الجزائر وتونس، وهي حاليًا في مرحلة الاختبار التجريبي في كل من نيجيريا وجنوب إفريقيا. كما تدرس الشركة الدخول إلى السوق الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية.

تقول زينب: «إننا نبحث عن الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة، ومعدلات الانتشار العالية للإنترنت، مع توفر أطباء القطاع الخاص».

تقول زينب: «إن هدف منصة دابادوك هو أن تصبح المنصة المركزية التي تجتمع عليها عناصر المنظومة الصحية من المرضى والأطباء والصيادلة».

وتتطلع الشركة إلى عقد شراكة مع شركات التأمين ومراكز الأشعة والمستشفيات والعيادات والمراكز الطبية الصغيرة في إطار مشروعها للتطبيب عن بعد.

تقول زينب: «إن توفر المعلومات أمر مهم للغاية. بالنسبة لي، يعمل هذا المشروع على توفير إمكانية الاختيار الحر لخدمات الرعاية الصحية من خلال توفير المعلومات الضرورية للمرضى».

وفي الإطار ذاته، تم إطلاق ميزة جديدة في شهر فبراير من هذا العام بحيث يتسنّى للمستخدمين إمكانية طرح الأسئلة ليُجيب عنها الأطباء وأخصائيو الرعاية الصحية على منصة دابادوك.

تقول زينب: «نتلقى 100 سؤال يوميًا، ويتلقى المريض في المتوسط ما بين إجابتين إلى ثلاث إجابات خلال بضع ساعات، ويكون هذا بمثابة استشارة مسبقة».

كما تعمل منصة دابادوك على عقد المؤتمرات المرئية وتمكين المرضى من إرسال المستندات والصور إلى الأطباء من خلال تطبيقها الخاص.

وعن هذا التطبيق، تقول زينب: «من المتوقع أن تلعب التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية دورًا هائلاً في حياة الناس مستقبلاً، لأنها فعالة حقًا من الناحية العملية. وبعد خمس سنوات من الآن، أو ربما أقل، ستتمكن من الجلوس على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتوضيح الأعراض التي تعاني منها لطبيبك، والذي بدوره يصف لك الدواء، ومن ثم يمكنك طلب توصيل الدواء من الصيدلي الذي تتعامل معه».

ومع زيادة حجم الاستثمار في التكنولوجيا وانطلاق المنظومة التي تديرها الشركة الناشئة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط الأوسع نطاقًا، من المرجح أن تنبثق رؤية منصة دابادوك عاجلاً وليس آجلاً، وربما يكون الجدل الوحيد في هذا الإطار هو ما إذا كان سيتم توصيل الدواء باستخدام طائرات بدون طيار أم سيارات ذاتية القيادة.

Ⅶإعلامية بريطانية

Ⅶتريسكا حامد *

Email