محامية كويتية تسعى إلى مساعدة الجميع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت فجر أحمد حياتها المهنية في مجال القانون التجاري، فقط لتجد نفسها تسلك مسارًا جديدًا بالكلية، ولكنه مسارٌ نبيل.

للوهلة الأولى، عندما تستمع إلى حديث فجر أحمد حول شركتها، وحوكمة الشركات، والتكنولوجيا المالية، والمشكلات التي تواجه الموظفين؛ تلك القضايا التي تساعد العملاء بشأنها، سوف ترى بالفعل حقيقة محامية الأعمال التجارية، ولكن الأمر الذي جعلها اكتسبت تلك الشهرة الكبيرة هي أنها اليوم تعمل في حقوق الإنسان، ذلك المجال الذي سلكته بمحض الصدفة.

توضح فجر، «في أحد الأيام، بينما كنت أتناول الإفطار مع أحد أصدقائي، صاحب مدونة 248.am، وجدته يطلب مشورتي حول إحدى المشكلات القانونية البسيطة التي كانت تواجه واحدًا من متابعيه. كنت أدرس القانون في ذلك الوقت، وتذكرت تلك المشكلة التي شُرحَّت لي في الجامعة، لذلك أجبته عنها».

كانت هذه البداية، بينما تخرَّجت فجر من الجامعة في العام التالي، سرعان ما وجدت نفسها مضطرة إلى الإجابة عن 20 إلى 30 من الأسئلة عبر البريد الإلكتروني يوميًا، تلك المسائل القانونية التي تتراوح بين انتهاكات حقوق الموظفين إلى غيرها من القضايا التي تواجه الكثيرين في الكويت. تواصلت الصحيفة الكويتية المحلية، كويت تايمز، مع فجر تطلب منها كتابة عمود صحفي أسبوعي بالجريدة، وسرعان ما أصبحت فجر تلك «المحامية الكويتية التي تتحدث الإنجليزية» بالنسبة إلى المقيمين الأجانب ممن يعملون بالكويت.

تلقت فجر تسجيلًا صوتيًا على واتس آب ذات يوم، بعد وقت قصير من بدء كتابة ذلك العمود بالصحيفة؛ ذلك التسجيل الصوتي كان بداية التغيير الحقيقي في حياتها.

تقول فجر، «لم أتمكن من الاستماع إلى ذلك التسجيل في ذلك الوقت لأنني كنت في أحد الاجتماعات، ولم تكن سماعات الرأس بحوزتي، لذلك طلبت منه إرسال السؤال بشكل كتابي، ولكن ذلك الشخص أرسل مرة ثانية تسجيلًا صوتيًا آخر. أدركت على الفور أن ذلك الشخص ربما لا يمكنه القراءة أو الكتابة، وعندما استمعت إلى التسجيل في وقت لاحق، وجدت أنه كان من إحدى العاملات بدولة الكويت ممن لا يعرفن القراءة والكتابة، وكانت تتعرض لإساءات بالعمل، وتطلب منها المساعدة، وعلى الفور أبلغت السلطات المعنية لمساعدتها على ذلك».

«في بعض الأحيان، ربما تستمع إلى إحدى القصص، وتعتقد أنه من الصعب أن تكون حدثت بالفعل، ولكنها تحدث كل يوم، فأنت لا تعرف ماذا يحدث وراء تلك الأبواب المغلقة».

بينما ساعدت مجهودات فجر على إنقاذ الناس، أصبحت مهمتها جليَّة أمامها: تتحدث فجر عن الشركة التي أنشأتها، المكونة في الوقت الحالي من فريق من 4 من المحامين الآخرين الذين يعملون معها، «كنت أرغب بشدة في مساعدة الكثيرين، ولكن في وقت ما، شعرت بأن الأمر يفوق قدراتي؛ ربما السبب الرئيسي كان الشركة التي أديرها».

أعرف الكثيرين ممن يرغبون في المساعدة، ولكن لا يقدرون على ذلك. لذلك، لا أرغب في أن أكون ملهمة كشخص يساعد الآخرين، ولكني أرغب في أن أكون ملهمة كشخص يواصل مساعدة الآخرين. «في البداية، كان لدي الكثير من العملاء، عبر الإنترنت، وغيره من الوسائل الأخرى، والعديد منهم لم يتمكن من تحمل الأتعاب والتكاليف، وكان الأمر شاقًا لجذب العملاء ممن يقدرون على ذلك، ولكن في الوقت الحالي، أصبح الأمر بسيطًا، وفهم الكثيرون كيف أعمل. كان من الضروري أن يفهموا ذلك، فبقدر ما أرغب في القيام بالعمل التطوعي، أحتاج إلى التركيز على نجاح شركتي كذلك».

عندما احتجزت إحدى الشركات متعددة الجنسيات جوازات السفر الخاصة بالعديد من موظفيها، ومنعتهم من السفر، وامتنعت عن سداد التعويضات إليهم، أخبرتهم فجر أنها لا يمكن أن تدافع عنهم مجانًا، وبما أنهم كانوا يحصلون على رواتبهم، أخبرتهم أنها سوف تحصل على نسبة من تلك التعويضات إن نجحت في مساعدتهم، الأمر الذي شعرت فجر بأنها بذلك «تساعدهم بشكل عادل».

تذكر فجر كذلك أنها واجهت الكثير من المواقف حيث كان الكثيرون يدعون أنه تتم الإساءة إليهم، بينما كانوا يرغبون في إيجاد مخرج سهل لترك عملهم.

«دومًا أقول ذلك. أشعر بالسعادة كوني أعيش في بلد متنوع للغاية، من حيث الجوانب الاجتماعية والنظرية، فالقانون يدعم بشكل كبير حقوق الإنسان، ولكن تلك القوانين تحتاج إلى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، كي يتسنى لغير متحدثي العربية الاطلاع عليها، بالأخذ بعين الاعتبار أن غالبية المغتربين هنا يحتاجون إلى أن يفهموا المشكلات التي ربما تواجههم في هذا البلد».

تشير فجر إلى أن الأمور تغيرت كثيرًا، مستشهدة بتلك اللافتات المعلقة في المتاجر الكبيرة بالأحياء التي تنصح أصحاب الأعمال بمعاملة موظفيهم بشكل جيد، وإلا سوف توقع الغرامات عليهم، وكذلك تتضمن تلك اللافتات أرقام الخطوط الساخنة للاستشارات القانونية «التي تقدم الخدمات القانونية والمحاماة مجانًا لمن رواتبهم أقل من 150 دينارًا كويتيًا».

تأمل فجر أن تتمكن، يومًا ما، من التعاون مع الحكومة لتوفير خدمات البريد الإلكترونية التي ربما تساعد على حل القضايا الكبرى. تواصل فجر تقديم خدمات المشورة القانونية المجانية مرة في الأسبوع، وبينما تحاول قصر خدماتها في ذلك اليوم على خمسة أو ستة من العملاء، تضحك قائلة، «دومًا أقدم المشورة إلى عدد أكبر مما يمكنني مساعدته».

«أعتقد أنني تعلمت ألا تغلبني العاطفة، لأنني لا أعرف كيف أفرق بين الصادق والكاذب، فالأمر لا يتعلق البتَّة بالعاطفة، ولكن بالنسبة إلي، الأمر يتعلق بشكل أكبر بالقدرة على تقديم المزيد إلى المجتمع، فهذا ما أحب القيام به بالتأكيد. لم أخطط لذلك قط، فالأمر كان محض صدفة، ولكني أواصل القيام به».

Ⅶباحثة اجتماعية

Email