متخصصون: 5 متطلبات تقنية لتوفير تجربة ثرية للطلبة

الميتافيرس.. تعليم بلا حدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل عالم الميتافيرس وسيلة مساعدة في العملية التعليمية لتحسين فرص الوصول لتعليم متطور بلا حدود، خصوصاً أن المؤسسات التعليمية بدأت استكشاف إمكانات الاستفادة من التقنيات والأدوات الرقمية لإعادة تشكيل ملامح مستقبل التعليم، وعلى غرار ذلك أكد متخصصون أن التعليم في عالم الميتافيرس يحتاج إلى 5 متطلبات تقنية، وهى: توفير تقنيات الواقع الافتراضي VR، وتقنيات الواقع المعزز AR، وتقنيات الواقع المختلط XR، بالإضافة إلى نظارات الواقع الافتراضي والمعزز معاً، وخلق منصات تعليمية تحاكي الواقع المختلط، حتى يسهل على الطالب عملية الولوج إلى بيئة التعلم في عالم الميتافيرس من خلال النظارات وأدوات التحكم.

وتوقع خبراء ومتخصصون اعتزام مؤسسات تعليمية استثمار تقنية الميتافيرس لغايات تقديم خدمات تعليمية متطورة تجعل منه تجربة ثرية مستندة إلى التعليم التفاعلي ثلاثي الأبعاد تتجاوز حاجزي الزمان والمكان، لافتين إلى أن ميزاته المستندة إلى الذكاء الاصطناعي ستجعله منصة تطويرية مهمة قادرة على إحداث ثورة في عالم التعليم.

وتصور الخبراء مستقبلاً مختلفاً لقطاع التعليم نتيجة للتأثيرات المحتملة لتقنية الميتافيرس على هذا القطاع الحيوي، لافتين إلى أن التعليم سيتسم بالمرونة والقدرة على التفاعل مع المحتوى التعليمي.

وقالوا إن أبرز التحديات التي قد تواجه مواكبة المؤسسات التعليمية لعالم الميتافيرس هي عدم قدرة بعض المؤسسات التعليمية على تأمين البنى التحتية اللازمة لدخولها، وتباين إمكانيات المؤسسات فيما بينها إلى جانب مدى قدرة المدارس والجامعات على إنتاج محتوى تعليمي عالي الجودة بصرياً وسمعياً، مبدين تخوفهم مما يعرف بإدمان العالم الافتراضي.

مهارات تخصصية
ورأى الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أن التعليم المستقبلي يحتاج إلى تعليم معرفة ومهارات تخصصية. وقال إن معظم الجامعات في محيطنا العربي تخرج أجيالاً تمتلك المعرفة وليس المهارات والتعليم هو نقل المعرفة والمهارات، معتبراً التعليم منقوصاً إذا لم يمتلك الطالب المهارات التخصصية، مشيراً إلى أن الجامعات اليوم مطالبة بتمكين طلبتها من المهارات ليتمكنوا من ولوج سوق العمل بثقة واقتدار، مشيراً إلى أن التعليم الذكي الذي كان بالأمس حلماً سيصبح الخيار الأمثل للغد وعلينا الاستعداد لذلك.

الذكاء الاصطناعي
ورأى ياسر شوقي، المدير الإقليمي للمبيعات في الشرق الأوسط في شركة إنفورماتيكا، أن التعليم في عالم الميتافيرس سيوفر الفرصة لإعادة تصور تجربة التعليم بشكل متطور كلياً، كما سيتيح إجراء تجارب غامرة وشخصية للغاية في عالم الميتافيرس، عند التركيز على ربط الفصل الدراسي بمثل هذه التجربة الافتراضية.

ولفت إلى أن تسخير قوة البيانات في الميتافيرس ستوفر للطلاب تجربة أكثر تخصيصة من دون شك، فيما ستساعد القدرة على توفير بيانات عالية الجودة في الوقت المناسب والرؤى المستندة إلى البيانات التي ستنتج عن ذلك على تحويل أنظمة التعليم عالمياً في مختلف مراحل الصفوف التعليمية، سواء كانت التأسيسية منها أم العالية ويظهر هذا الأمر جلياً بالفعل عندما يتعلق ببناء ملف تعريف موحد للطالب يتم من خلاله إدارة البيانات الرئيسية، التي تساعد في الحفاظ على ملف شخصي هجين له، سواء كان مادياً أو افتراضياً، ليمتد طوال رحلته الدراسية حتى بعد تخرجه وخلال مراحل الدراسات العليا، كما يتضح ذلك أيضاً في الطريقة الإيجابية التي يتم فيها تقديم نتائج التعلم من خلال إدارة البيانات المعززة بالذكاء الاصطناعي، راهناً نجاح المؤسسات التعليمية في تسخير إمكانات الميتافيرس بمدى قدرته على الاستفادة من البيانات المحكومة جيداً والدقيقة للغاية والجديرة بالثقة، والتي يتمكن من خلالها من تقديم تجارب استثنائية وشخصية للغاية تدعم الرؤى المستقبلية.

وبين أن الاستثمار المتواصل في بناء بنى تحتية رقمية عالمية المستوى سيمنح الشرق الأوسط المرونة لتسريع تبني تكنولوجيا الميتافيرس وإعدادها لتكوين تقنيات رائدة في هذا المجال، مشيداً بتجربة دبي التي أعلنت استراتيجية الميتافيرس وحددت هدفها لتكون واحدة من أكبر 10 اقتصادات للميتافيرس على المستوى العالمي.

وذكر أنه من دون نظام أساسي مبسط وشامل لإدارة البيانات مع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الذي يوفر الأتمتة، سيكافح قطاع التعليم لتسخير قوة بياناته، وستفشل استثمارات الميتافيرس من تحقيق إمكاناتها.

تجربة تفاعلية
وتوقع توم كرومبي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «My online schooling» التعليمية، أن الميتافيرس سيقفز بنموذج التعليم حالياً إلى شكل تجريبي جديد، يقدم تجربة تعليمية تفاعلية وذات جودة أعلى للطلاب، تجعل التعلم أكثر تخصيصاً وإبداعاً وتجربة ممتعة للطلاب في المستقبل.

واعتبر تسخير الميتافيرس أمام الطلبة من شأنه تحويل تجربة المتعلم بشكل غير مسبوق، كما أنه سيسهل تبادل الثقافات والمعلومات، حيث سيتمكن الطلاب والمعلمون من مختلف أنحاء العالم، من التعاون والتعلم معاً، فمثلاً سيتمكن الطالب في دبي من التعاون والتعلم مع نظيره في المملكة المتحدة أو في الصين مثلاً، وسيتم إزالة الحدود كلياً في عالم الميتافيرس، كما ستخدم التقنية الطلبة المحرومين في مناطق نائية.

 وجزم على أن الميتافيرس سيسهم بشكل مباشر في خلق عالم تعليمي جديد، متيحاً فرصاً مذهلة لجعل التعلم أكثر تخصيصاً وإبداعاً للطلبة في المستقبل، داعياً في هذا الإطار إلى مواكبة التطورات المتلاحقة من خلال تسريع كيفية تعليم الطلاب وإعداد المعلمين لتلبية احتياجات هذه الفرص الجديدة.

وقال: رأينا استخدام الميتافيرس في قطاع التعليم، من خلال تقنية الواقع الافتراضي والمعزز في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في الإمارات، حيث تقود دبي تبني العديد من التقنيات المبتكرة، مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، لتصبح مركزاً ريادياً للابتكار، ومن خلال انعقاد ملتقى دبي للميتافيرس، فإن دبي تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز للميتافيرس في المنطقة، معتبراً الخطوات التي تقوم بها الدولة مثالاً ملهماً على كيفية قيام الحكومة الإماراتية بتمهيد الطريق لتنفيذ مثل هذه التقنيات والاقتراحات في القطاعين العام والخاص.

وزاد بالقول إن جهود الإمارات ودبي جديرة بالثناء وستكون بمثابة نموذج تحتذي به الدول الأخرى عند تطويرها وتنفيذها للاستراتيجيات المبتكرة في قطاع التعليم، معتبراً انعقاد ملتقى الميتافيرس دليلاً كبيراً على ذلك.

حلول إبداعية
ويؤمن جاستن كيربي، مدير المناهج الدراسية والتعليم في مدرسة أكاديمية جيمس الأمريكية - أبوظبي، بأن تقنية الميتافيرس ستسهم في تمكين قطاع التعليم بشكل كبير، من خلال وضع العديد من الأدوات المتطورة والرائدة في متناول المؤسسات التعليمية لدعم المحتوى التعليمي والمناهج كافة وتطويرها، وتتضمن هذه التقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وغيرها من أساليب التكنولوجيا الحديثة التي ستؤدي حتماً إلى الارتقاء بتجربة الطلاب الأكاديمية.

وأكد أن التحول الحقيقي أو الثورة في التدريس والتعلم لن تقودها التقنيات الجديدة، بل ستقودها المجتمعات المدرسية التي تؤمن بالغرض الأساسي للتعليم الذي يمكّن الطلاب من تولي الأدوار القيادية، وتحديد المشكلات، وتطوير الأفكار، واقتراح الحلول الإبداعية، أثناء العمل بشكل تعاوني وجهاً لوجه، لإضافة قيمة إلى مجتمعاتهم والعالم.

مشاريع تجريبية
واعتبر سريجيت تشاكرابارتي، مدير مركز التميز للذكاء الاصطناعي والروبوتات ومدير قسم الروبوتات والذكاء الاصطناعي في أكاديمية جيمس دبي الأمريكية، تقنية الميتافيرس المستحدثة فعالة جداً لناحية إثراء النظام التعليمي الحالي، دون استبداله، فيمكننا مثلاً محاكاة الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد الذي توفره تقنية الميتافيرس لمساعدة الطلبة على استكشاف سطح القمر من خلال القيام برحلة ميدانية في غضون بضع ثوانٍ.

وقال إن هذه التقنية تتطلب إنشاء مساحات رقمية مشتركة للتعلم واختبار المشروعات في العالم الافتراضي قبل تنفيذها في الواقع أو ما يعرف بالتوائم الرقمية، إضافة إلى تصميم أنشطة المحاكاة وإنشاء بنية تشمل الخدمات السحابية وأجهزة الواقع الافتراضي، مشيراً إلى أنه يمكن للمؤسسات التعليمية أن تبدأ بتنفيذ مشاريع تجريبية من خلال إنشاء توائم رقمية للفصل الدراسي أو المختبر، الأمر الذي قد يؤدي إلى وضع استراتيجية مخصصة لمواءمة المناهج مع الميتافيرس وأخرى لتحليل البيانات وتتبعها، وذلك بهدف دعم أنظمتها التقليدية كنظام تعريف الطلاب، مؤكداً أن دولة الإمارات هي المكان المثالي لاعتماد الميتافيرس من خلال رؤيتها التي تركز على المستقبل، ونتطلع إلى أن تصبح مركزاً محورياً لتحقيق اندماج الميتافيرس مع قطاع التعليم.

ويرى الدكتور عبيد صالح المختن باحث في تقنية المعلومات والجريمة الإلكترونية، الحاجة ماسة إلى جامعات متخصصة على غرار جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تمنح مختلف الدرجات العلمية، إلى جانب استقطاب الشراكات وتوفير البنية التحتية والتسهيلات لإيجاد سوق تنافسي في هذا الجانب وروافد هذا الإنتاج سيمتد تأثيرها على الاقتصاد.

 

Email