استفادة أولية من «استراتيجية دبي للميتافيرس» في غضون 1-3 سنوات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور مروان الزرعوني، مستشار استراتيجي في «دبي الرقمية»، أن الاستفادة الأولية من «استراتيجية دبي للميتافيرس» ستتحقق في غضون فترة 1- 3 سنوات من الآن. وأوضح الزرعوني في تصريحات خاصة لـ«البيان» على هامش فعاليات «ملتقى دبي للميتافيرس»، أن الاستفادة من «استراتيجية دبي للميتافيرس» ستكون بصفة رئيسية في 3 صورـ وهي:

- خلق فرص العمل.

- استقطاب كبرى الشركات الرقمية العالمية المتخصصة في مجال «الميتافيرس».

- إنشاء محتوى داعم لأوجه العمل الحكومي المتنوعة.

وضرب الزرعوني مثالاً لهذه الاستفادة بنجاح دبي في تصميم نموذج أولي «prototype» لسيارة في «الميتافيرس» باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، فيما يُعد تجربة سريعة لواجهة المُستخدم. 

وشدد الزرعوني على أهمية «ملتقى دبي للميتافيرس»، فقال: «تكمن أهمية الملتقى في كونه يحقق عدة فوائد ملموسة، وفي مقدمتها تقريب الأفكار بين منصات «الميتافيرس» من جانب والقيادات الحكومية في الدولة، وبصفة خاصة، دبي، من جانب آخر. ويتضمن الملتقى تنظيم ورش عمل تفاعلية لتجربة أحدث تطبيقات «الميتافيرس»، وأيضاً محاكاة التجارب العالمية ذات الصلة في هذا الشأن، وأيضاً يهدف الملتقى إلى تقريب وجهات النظر بين التصور الحكومي الذي تتبناه الإمارات بشأن ماهية «الميتافيرس»، وما هو كائن بالفعل على أرض الواقع في العالم».

وأضاف الزرعوني: «يبحث المؤتمر في كيفية تطوير المتطلبات المتعلقة بالبنية التحتية للميتافيرس، خلق فرص عمل، تطوير المهارات اللازمة لدى الأفراد العاملين بالقطاعين العام والخاص، كي يتمكنوا من المساهمة في تنفيذ المشروعات التي تهدف بدورها إلى تطبيق «استراتيجية دبي للميتافيرس» وتحقيق أهدافها».

وأكد الزرعوني أن «الميتافيرس» يكتسب زخماً متزايداً على مستوى العالم. وقال الزرعوني: «لننظر إلى ألعاب الفيديو على سبيل المثال، والتي كانت بمثابة الإرهاصة الأولى للميتافيرس، فسنجد أن 85% من هذه الألعاب تُشترى من مطوري التطبيقات الخاصة بها عن طريق التجارب التفاعلية، فيما نسبة الـ 15% المتبقية منها فقط هي التي ما زالت تُشترى من خلال الوسائل التقليدية».

إيرادات

وأضاف الزرعوني: «علاوة على ذلك، فيما يخص الإيرادات المتولدة عن هذه الألعاب، فإن نسبة 83% من هذه الإيرادات تتولد من الألعاب ذات التحميل المجاني، التي يربح مطوروها من التجارب التفاعلية مع المستخدمين عندما يطلبون تحديث خصائص الألعاب. وعليه، فإن تقنيات «ويب 3.0» و«الميتافيرس» تتمتع بربحية كبيرة تفوق ربحية الألعاب التقليدية». 

وتابع الزرعوني: «أيضاً فيما يخص الوقت الذي يقضيه مستخدمو الألعاب عبر منصات الفيديو، فهو يُقدّر بضعف الوقت الذي يمضونه في مشاهدة أي محتوى آخر عبر هذه المنصات، بما في ذلك مباريات كرة القدم، المسلسلات والأغاني، وأيضاً يقضي مستخدمو منصات المحادثة من خلال الألعاب أوقاتاً مع هذه المنصات تفوق ما يقضونه مع وسائل التواصل الاجتماعي».

وفنّد الزرعوني مخاوف البعض من «الميتافيرس»، فقال: «ففيما يخص المخاوف من تأثير «الميتافيرس» على التواصل بين أفراد الأسرة، فنحن في دبي نركز بصفة رئيسية على التجارب التفاعلية التي تُعزز التفاعل بين أفراد المجتمع وبعضهم البعض، وتكثف انخراطهم في الأنشطة الاجتماعية» 

وأضاف الزرعوني: «فيما يخص المخاوف من تأثير «الميتافيرس» على بعض الوظائف، وهي مخاوف متكررة مع أي تقنية جديدة، فأؤكد أن «الميتافيرس» سيخلق وظائف جديدة بأعداد ضخمة، ومنها مطورو المنصات وصناع المحتويات الرقمية، ومصممو المباني ثلاثية الأبعاد، ومطورو الألعاب، إلى جانب الوظائف المتعلقة بالخدمات المصاحبة للميتافيرس، ومنها مؤلفو الموسيقى للأعمال الفنية، ومصممو المؤثرات الصوتية والبصرية، وغيرها».

واستبعد الزرعوني أيضاً مخاوف أخرى لدى البعض بشأن سيطرة الممارسات الاحتكارية على «الميتافيرس»، فقال: «يتسم مجتمع «ويب 3.0» عموماً بكونه يُشجع على المنافسة ولا يدعم الاحتكار، بل هو على العكس يتيح مجالات المنافسة أمام الشركات المتوسطة والصغيرة، ويُمكنها من مقارعة الشركات الكبرى. ولا ننسى في هذا السياق أن تقنيات «ويب 3.0» بطبيعتها لا مركزية».

واختتم الزرعوني بالحديث عن كيفية استفادة الحكومات وصانعي السياسات والقرارات عموماً من «الميتافيرس» في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، فقال: «القول بأن «الميتافيرس» سيغير حياة الناس بشكل مباشر هو تفكير خاطئ، وإنما يُحدث «الميتافيرس» التغيير في حياة الناس من خلال عدة تجارب تراكمية. فعلى سبيل المثال، يتيح لك «الميتافيرس» أن تتصور الخدمات والمنتجات ويساعدك في تخيل شكلها، مثل بعض شركات السيارات في أستراليا التي بدأت تتيح للمشترين المحتملين لسيارتها مشاهدة شكل السيارة في تجارب تفاعلية عبر «الميتافيرس» قبل البدء في تصنيعها».

تحول

حول إمكانية أن تتحول الشبكة الدولية للمعلومات بالكامل إلى الميتافيرس، بمعنى أن يحل محلها، فقال الدكتور مروان الزرعوني: «تشهد البشرية بصفة عامة تغيرات هائلة في كل مجالات الحياة كل 10 سنوات، وتأتي كل موجة تغييرات لتعصف تماماً بكل ما هو كان سائداً قبلها. وعليه، فإن التخطيط السليم لمجاراة هذه التغيرات بل واستباقها، يقتضي إحداث التغيير في غضون فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات».

Email