5 مرتكزات تضمن ريادة دبي عالمياً في «الميتافيرس»

أكد متخصصون في تقنيات العالم الافتراضي والرقمي أن رؤية حكومة دبي الاستشرافية وخبرة الإمارة في تجربة الابتكارات غير المسبوقة سيكون أحد أكبر مقومات ريادتها في العالم الموازي الذي لا يزال في خطواته الأولى، والمتوقع أن يتراوح سوقه بحسب مجموعة غولدمان ساكس المالية والاستثمارية من 8 إلى 13 تريليون دولار بحلول 2030.

وأفاد مشاركون في ملتقى دبي للميتافيرس أن تطبيق دبي لخمسة مرتكزات رئيسية خلال المرحلة المقبلة، يضمن ريادتها عالمياً في هذا القطاع ويعزز تنافسيتها عالمياً واستفادتها من الشوط الكبير الذي قطعته الإمارة على طريق الاقتصاد الرقمي وهي تطوير تشريعات مرنة، واستقطاب أكبر عدد من الشركات المتخصصة في هذا المجال، وفتح تخصصات جامعية خاصة بعالم الميتافيرس، ووضع خطط شاملة لتخطي أي تحديات تواجه القطاعين الحكومي والخاص في الميتافيرس، ورفع مستوى الوعي في الفرص التي يقدمها هذا العالم، بالإضافة إلى التركيز على خلق المزيد من المحتويات المتعلقة بالميتافيرس المدعومة بالتجارب التفاعلية والألعاب وإنترنت الأشياء.

فهم الميتافيرس
وقال خلفان جمعة بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إن عالم الميتافيرس يحتاج إلى فهم ودراسة قبل تطبيقه على أرض الواقع، وهو ما يحصل الآن في دبي من خلال ملتقى دبي للميتافيرس الذي يجمع القطاعين الخاص والحكومي والذي سيتمخض عنه خطة ورؤية شاملة وآمنة لمستخدمي الميتافيرس.

وأوضح بالهول أن دبي تحتاج إلى جمع كل القطاعات لوضح أفكار بدورها حول كل التحديات التي يمكن أن تواجه مستخدمي هذه التقنية، وبناءً عليه نحتاج إلى مواءمة التشريعات المرنة لإنجاح تطبيق واستخدام الميتافيرس.

بنية تحتية
من جانبه أكد دامي وستين مدير حلول الويب الناشئة «ميتافيرس» في أمازون أن دولة الإمارات تقوم بعمل كبير على مستوى استخدام التكنولوجيا بأفضل طريقة ممكنة، لافتاً إلى أن دبي تمتلك بنية تحتية رائعة تساعدها على استخدام الميتافيرس وأفضل التقنيات الحديثة والبنية الرقمية القوية.

وتحدث وستين عن أهمية وجود وتوفير البنية التحتية المناسبة لدعم نمو التكنولوجيا وما وصلت إليه من تقدم كبير، وفي الوقت نفسه الاهتمام ودعم المواهب القادرة على بناء تجارب جديدة.

وأضاف: «أبرز ما يميز دولة الإمارات أنها تعمل على إنشاء البيئة المناسبة وتوفر متطلبات البشر من ناحية رغبتهم في الازدهار ومواكبة التطور، ولا شك أنه من أكبر التحديات أن يتم ذلك بطريقة صحيحة من دون وجود فجوة في التطبيق أو الاعتماد على التكنولوجيا والطرق الحديثة خصوصاً على مستوى البيئة الافتراضية التي باتت من الأشياء التي فرضت نفسها في السنوات الماضية».

قوة الحوسبة
وأكد أحمد إبراهيم مدير تطوير الأعمال العالمية لمزودي الأعمال في شركة «إنتل» أن دبي تمتلك البنية التحتية الرقمية اللازمة لريادة قطاع الميتافيرس، لافتاً إلى أن المرونة والانفتاح والابتكار ترسم طريق التطور في الميتافيرس. وأضاف: «تتوفر اليوم قوة الحوسبة اللازمة لتطوير تطبيقات الميتافيرس التي تحتاج لقوة حوسبة ومعالجة بيانات كبيرة مثل الهولوغرام والتوائم الرقمية والنمذجة ثلاثية الأبعاد. ونعتقد أن دبي قد تكون إحدى الدول القليلة في العالم التي تجمع بين مقومات ريادة الميتافيرس في مستوى العالم ومن ضمنها الرؤية الحكومية القادرة على استشراف المستقبل وتحويل المبادرات التقنية إلى واقع، واستقطابها بالفعل للشركات العاملة في تقنيات الميتافيرس مثل البلوك تشين وتوفر إمكانات العمل والتواصل عن بُعد، وبنية الاتصال المتطورة القادرة على توصيل سرعات عالية تحتاجها تطبيقات الميتافيرس، ووجود وزارة للذكاء الاصطناعي، ومشاريعها الخاصة بالمدن الذكية، بالإضافة إلى توافر التقنيات اللازمة في السوق لتطوير الميتافيرس مثل الحوسبة السحابية وحوسبة الحواف، بالإضافة إلى تقنية الاستشعار، وهي جميعاً إمكانيات حوسبة فائقة توفرها «إنتل» لجسر العالم الواقعي بالافتراضي».

استشراف المستقبل
بدوره، أكد إلياس أهونس مستشار قانوني في الميتافيرس وباحث في العملات الرقمية، أن حكومة دبي تستثمر بنشاط وفاعلية كبيرة في مجالات التقنيات الحديثة خصوصاً التعاملات الرقمية «بلوك تشين»، مشيراً إلى أن أبرز ما يميز دبي هو استشرافها للمستقبل وتوجهها دائماً إلى مواكبة التطور مقارنة بالعديد من الحكومات في الدول الأخرى.

وقال في تصريح لـ «البيان»: «أعمل كباحث في مستقبل تقنية التعاملات الرقمية «بلوك تشين» وما أشاهده من عمل كبير تقوم به دبي في مسألة دخول مجال العالم الافتراضي «ميتافيرس» والتعاملات الرقمية «بلوك تشين» يوضح لماذا دائماً دبي متطورة مقارنة بالعديد من الأماكن الأخرى التي تتأخر في معرفة ما يجب فعله في التوقيت الصحيح».

الحاجة إلى مستهلكين
في السياق، شدد مدير الأبحاث والتطوير في شركة «ميتا» أرتورو غونزاليس على أن دبي مهيأة تماماً لأن تتماشى مع مجال العالم الافتراضي ودخول الميتافيرس.

وأوضح لـ «البيان» أنه يزور دبي للمرة الأولى، ولكن رغم ذلك لم يجد أي صعوبة في المضي قدماً على مدار اليوم من ناحية تحركاته سواء إذا كان انتقاله عن طريق ركوب السيارات أم عن طريق المشي.

وزاد: «هذا الأمر ينطبق على دخول عالم الميتافيرس بالنسبة إلى دبي، ولكن النقطة المهمة هي أننا في التوقيت الحالي نحن بحاجة إلى مستهلكين مثلما كان لدينا تقنية الهاتف المحمول في بدايتها والتي كانت متسقة مع أشياء مختلفة قبل أن تتحد التقنيات مع بعض ويصبح استخدام الهاتف الخلوي أكثر سهولة وانسيابية، وهو ما يجب أن نصل إليه في مجال العالم الافتراضي بأن يكون هناك معايير تحق نتائج مماثلة تتوافق من كل الجوانب».

تعزيز التنافسية
وقال خلدون محمود، رئيس العلاقات الحكومية في «بيجو» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن دبي مدينة متنوعة ومتقدمة وغنية بالفرص، مما يجعلها الحاضنة المثالية التي ستساعد في إرساء الأساس لعالم الميتافيرس المزدهر. ولفت إلى وجود أوجه تشابه بين طبيعة دولة الإمارات والميتافيرس، حيث يحظى كل شخص بفرصة اكتشاف سماته الشخصية الفريدة والقدرة على تحقيق الدخل من خلال إبداعاته.

وأفاد محمود أن التجارب التفاعلية تشكل ضرورة ملحة لنجاح الميتافيرس، وقد كانت منصات البث المباشر مثل «بيجو لايف» السباقة في ذلك، حيث تمكنت مسبقاً من سد تلك الفجوة بين العالمين الرقمي والواقعي. وبالتالي، فإنه ومن خلال توفير تجربة تواصل اجتماعي للمستخدمين، أطلقت «بيجو لايف» أخيراً «فيرتشوال لايف» «Virtual Live»- وهي ميزة جديدة تتيح للمستخدمين العالميين إنشاء شخصيات رمزية ثلاثية الأبعاد مخصصة لتمثيل أنفسهم والتواصل مع بعضهم البعض داخل التطبيق.

مستقبل الصناعات
قالت زهى زويا المدير الإبداعي لمجموعة R/GA لندن، إن الميتافيرس سيفتح فرصاً غير محدودة لعالم جديد في مختلف الصناعات، مثل صناعة الأزياء الفاخرة، حيث يدمج وجمع العالم بين ما هو رقمي ومادي، ليقدم بذلك تجارب فريدة ومميزة وذات صلة بالصناعة التي يُعنى بها. ومع انتشار أموال الأجيال الشابة في المنطقة عبر العملات الرقمية والبنوك، فإن عالم الميتافيرس سيمكنهم من الدفع بالعملات المشفرة أو العملات الأخرى التي توفر لهم المزيد من الراحة والملاءمة في تعاملاتهم. وأضافت: «دخل الميتافيرس حيز التنفيذ بالفعل في الشرق الأوسط، وهنا في دبي تحديداً، حيث نشهد اليوم انطلاق فعاليات ملتقى دبي للميتافيرس».