خبراء: القوانين لن تكون عالمية.. ومرونة التشريعات ضرورية

الميتافيرس.. الحوكمة قبل التشريع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء مشاركون في ملتقى دبي للميتافيرس أهمية تطوير أنظمة لحوكمة الدخول لمنصات الميتافيرس واستخدام التطبيقات الخاصة بهذه العوالم الافتراضية، لافتين إلى أن الحديث عن إصدار تشريعات خاصة بالميتافيرس لا يزال مبكراً، ويحتاج لثلاث سنوات على الأقل، مشيرين إلى أن ضوابط الميتافيرس ستكون مرتبطة بالاحتياجات الخاصة لكل عالم، نظراً لطبيعة الميتافيرس اللامركزية.

استقطاب الشركات
وقال معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن تطوير أنظمة حوكمة لعالم الميتافيرس يتطلب في البداية إعادة النظر في القوانين والتشريعات الموجودة في عالمنا الواقعي وفهم مدى إمكانية تطبيق تلك القوانين في عالم الميتافيرس، وذلك بهدف بتطوير بيئة تشريعية تتوافق مع تطلعات الصناعة.

وأضاف: «الميتافيرس قادم، وإن كانت صورته لم تتضح بعد، وهنالك بعض التطبيقات المبدئية اليوم، ولكن نتوقع بروز عدد من التطبيقات والخدمات المختلفة على نطاق أوسع، وهذا يتطلب النظر إلى تشريعاتنا بمرونة، خصوصاً فيما يتعلق بعالم الميتافيرس. وبلا شك فإن القوانين والتشريعات في دولة الإمارات سباقة وهي لا تزال العامل الرئيسي في استقطاب الشركات العالمية، ونعلم أن هنالك عدداً من الأمور في الميتافيرس التي لا تنطبق على أرض الواقع مثل النطاق أو الحدود الجغرافية على سبيل المثال، وهذا يدعونا لإعادة النظر في التشريعات والقوانين وتحديد ما إذا كان هنالك أي شيء يتعارض مع تلك التطبيقات ومن ثم القيام برسم ملامح التشريعات والقوانين».

ولفت معالي العلماء إلى أهمية استقطاب الشركات الإماراتية والمهارات المحلية إلى عالم الميتافيرس، مؤكداً أن ملتقى دبي للميتافيرس يهدف في المقام الأول إلى تثقيف شرائح المجتمع، سواء من مسؤولين حكوميين أو شركات القطاع الخاص والناس بشكل عام حول الفرص والتحديات المرتبطة بالميتافيرس، وخلق نوع من الشغف والعمل مع جميع الأطراف للاستفادة من خبراتهم وفهم تصوراتهم، ومن ثم القيام بتطوير بيئة تشريعية تتوافق مع تطلعات الصناعة.

حماية
من جانبه أكّد غاي بارسونيح الشريك في شركة «بي دبليو سي» أهمية حوكمة التعاملات في الميتافيرس، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مسألة القوانين لن تطبق بشكل عالمي أو موحد نظراً لطبيعة الميتافيرس اللامركزية، مرجحاً أن يقوم كل عالم من عوالم الميتافيرس بتطوير حوكمته أو تشريعاته الخاصة.

وأضاف: «هنالك عوالم ميتافيرس عامة تهتم بالتدريب أو الموارد البشرية على سبيل المثال، ويمكن وضع حوكمة لهذه العوالم، وهنالك عوالم ميتافيرس خاصة سيكون لها الحوكمة الخاصة بها لحماية أصول أو بيانات المستخدمين».

وتابع: «ننصح بإنشاء برنامج تجريبي في بادئ الأمر لفهم طبيعة عمل البيانات والحوكمة والضوابط في بيئة الميتافيرس ثلاثية الأبعاد مع مراقبة عمل العوالم اللامركزية العامة لتحديد أي منها سيكون الأصلح، أي أننا اليوم لا نزال في مرحلة الاختبار والتعلم ومن ثم النمو».

وأعتقد أن ملتقى دبي للميتافيرس هو منصة رائعة لإشراك جميع المنخرطين في صناعة الميتافيرس من مقدمي خدمات وشركات وهيئات حكومية للتواصل وتسريع المعرفة بطبيعة عمل منصات الميتافيرس المختلفة، وهو ما يعتبر أحد أكبر التحديات في هذه المرحلة للانتقال إلى مرحلة التطبيقات العملية.

300 خبير
من جانبه قال الدكتور مروان الزرعوني مستشار استراتيجي في «هيئة دبي الرقمية»: إن «استراتيجية دبي للميتافيرس» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في يوليو الماضي، مهدّت اليوم لإطلاق ملتقى دبي للميتافيرس الذي جمع أكثر من 300 خبير محلي وعالمي لاستكشاف سبل تطوير هذا العالم.

وأضاف الزرعوني أن عالم الميتافيرس لا يزال حالياً في بداياته ولا يوجد فيه حالياً قواعد تشريعية باستثناء بعض أنظمة الحوكمة للنطاقات التي تتواجد فيها بعض عوالم الميتافيرس مثل تحديد عمر المستخدم القادر على الدخول إلى الميتافيرس، مؤكداً أهمية تحديد المحتوى المناسب لعادات وتقاليد الدولة.

 وأضاف: «نتوقع ظهور حوكمة تضمن توفير تجربة سلسة في عوالم الميتافيرس تساعد في منع وجود عمليات ابتزاز، أي كل ما ينطبق في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن ينطبق في عوالم الميتافيرس، ولكن البعد الجديد والكبير في هذه العوالم هو البعد التفاعلي بين الأطراف، ونعتقد أن وجود أي ضوابط أو تشريعات يجب أن يتم بالتعاون والتنسيق مع الجهات والشركات التي تقدم هذه العوالم الافتراضية، ونعتقد أن ملتقى دبي للميتافيرس هو منصة مثالية لتقريب أفكار العاملين في جميع المجالات المتعلقة بالميتافيرس مثل شركات إنترنت الجيل الثالث Web 3.0 وغيرها، ولكن نعتقد كذلك أن الحديث عن إطلاق قوانين في هذا المجال لا يزال مبكراً، لأن الميتافيرس لم يصل بعد لمرحلة النضج التي تتطلب وجود تشريعات، وإنما نحن في مرحلة استكشاف لهذه العوالم، فنحن لا نزال في البدايات وأن الطريق طويلة في هذا العالم، ولا أتوقع البدء في إطلاق تشريعات قبل ثلاثة أعوام على الأقل».

العملات المشفرة
وحول ما إذا كانت العملات المشفرة ستكون وسيلة التداول الرئيسية في عوالم الميافيرس، قال الزرعوني: «ليس بالضرورة، قد تمثل العملات المشفرة جزءاً من الميتافيرس، ولكن قد لا تكون هي وسيلة التعامل المالي السائدة خاصة في البداية. ونتوقع أن يكون التركيز بداية على الجانب التفاعلي، وهنالك تحديات قد تكون أهم في هذه المرحلة.

اقتصاد رديف
وصف مروان الزرعوني اقتصاد الميتافيرس بأنه»اقتصاد رديف"، مؤكداً أن عدد الشركات التي تعمل في مجال الميتافيرس في دبي تتجاوز اليوم 40 شركة تعمل في مجالات مختلفة، موضحاً أن الدخول في منظومة الميتافيرس لا يشترط امتلاك عالم افتراضي، إذ يمكن تقديم خدمة أو اتصال أو صناعة محتوى والعوالم هي جزء فقط من المنظومة.

وأفاد الزرعوني بأن متطلبات الميتافيرس عديدة، وكل متطلب أو جزئية تحتاج ممكنات، فسرعة الاتصال مهمة جداً، وكذلك الدفع وغير ذلك الكثير.

 

Email