الصداع ليس مجرد ألم عابر. إنه رفيق يومي للكثيرين، و«ضيف ثقيل» يؤثر بشكل خاص على النساء، ليصبح في بعض الأحيان دليلاً صامتاً على أن شيئاً ما خطأ يحدث داخل جسدك. لكن السؤال الذي يجب على الجميع طرحه ليس «كيف أتخلص منه؟» بل «متى يجب أن أخاف منه؟».
صافرة إنذار
في حين أن غالبية نوبات الصداع اليومية ترتبط بالتوتر أو قلة النوم أو الجفاف، فإن هناك أنواعاً ترغمك على الجري نحو غرفة الطوارئ. إن تجاهل «العلامات الحمراء» قد يكون فرقاً بين مجرد يوم سيئ وحالة طبية طارئة تهدد الحياة.
يصنف الأطباء الصداع إلى نوعين رئيسيين: الأولي (مثل الصداع النصفي أو صداع التوتر) الذي لا ينتج عن حالة مرضية أخرى، والثانوي، وهو الأخطر لأنه عرض لمرض كامن.
وإليك متى يتحول صداعك إلى حالة طوارئ:
الصداع الرعدي (Thunderclap Headache): وهو ألم مفاجئ وشديد جداً يصل إلى ذروته في أقل من 60 ثانية. قد يشير إلى نزيف في الدماغ (نزف تحت العنكبوتية) أو تمدد الأوعية الدموية.
صداع مصحوب بالحمى وتصلب الرقبة:قد يكون علامة على الإصابة بـ التهاب السحايا (Meningitis)، وهي عدوى خطيرة تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
تغير مفاجئ في نمط الصداع صداع جديد لم يسبق لك أن شعرت به، أو صداع مزمن يزداد سوءاً وتكراراً بشكل غير مبرر، خصوصاً بعد سن الخمسين.صداع يصحبه أعراض عصبية: ازدواج أو عدم وضوح في الرؤية، خَدَر (تنميل)، ضعف في جانب واحد من الجسم، صعوبة مفاجئة في الكلام، أو ارتباك وفقدان للتركيز. قد يشير إلى سكتة دماغية أو ورم.
صداع يوقظك من النوم
الصداع الذي يزداد حدة في الصباح الباكر أو يوقظك من النوم ليلاً، وقد يكون مصحوباً بقيء غير مبرر، ما يشير إلى زيادة محتملة في الضغط داخل الجمجمة. يظهر أو يتفاقم بعد التعرض لارتطام أو إصابة في الرأس، حتى لو كانت بسيطة.
أما الصداع الذي يتفاقم بشدة عند السعال، العطس، الانحناء، أو بذل مجهود بدني، ما يستدعي تقييماً طبياً.
الصداع ليس مجرد ألم عضوي
من منظور الطب البديل، وتحديداً «الأيورفيدا»، يتجاوز الصداع كونه عرضاً عصبياً ليصبح انعكاساً لاختلال في التوازن الداخلي.
تؤكد الدكتورة مانيشا ميشرا جوسوامي، المتخصصة في طب الأيورفيدا، أن «أي نوع من الأمراض أو العلل، بما في ذلك الصداع، هو علامة على اختلال التوازن في الطاقات الحيوية الأساسية: فاتا، بيتا، وكافا». وفقاً لهذا المفهوم، فإن العلاج الفعال لا يقتصر على تسكين الألم، بل في إعادة هذه «الطاقات» إلى حالتها المتوازنة من خلال النظام الغذائي، ونمط الحياة، والعلاجات العشبية.
بينما يمكن علاج غالبية أنواع الصداع الشائعة بالمسكنات والراحة، يجب التعامل مع أي علامة من «العلامات الحمراء» المذكورة أعلاه بأقصى درجات الجدية، والبحث عن العناية الطبية الفورية، لأن رأسك قد يحاول إيصال رسالة إنقاذ لا يمكن تأجيلها.
