زعمت وجود 20 خلية لجمع الأموال وشراء المعدات العسكرية المتطورة، واشنطن: حزب الله يعد لهجمات ضخمة حال استهداف إيران، خاتمي: أميركا تفرض نظاماً دولياً يولِّد التطرف الديني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 في اطار الحملة التحريضية ضد ايران وسوريا سربت مصادر أمنية أميركية تقارير عن نجاح حزب الله اللبناني في انشاء عشرات الخلايا المدربة داخل الولايات المتحدة لجمع الأموال عبر عمليات تهريب سجائر وشراء معدات عسكرية متطورة استخدمها الحزب ضد اسرائيل، في حين حذر محمد خاتمي الرئيس الايراني من أن النظام العالمي الذي تحاول أميركا تكريسه سيفتح الطريق أمام التطرف الاسلامي والمسيحي واليهودي ويعرض العلاقات الكونية والأمن العالمي للخطر. لكن الأخطر في هذه التسريبات التي روجتها أمس صحيفة «يو.اس.ايه توداي» الاميركية يتعلق باستعداد خلايا حزب الله لتنفيذ عمليات ضخمة داخل الولايات المتحدة حال تعرض ايران لضربة عسكرية أميركية أو تهديد مخططاتها في العراق. وتحدث تقرير الصحيفة الأميركية بداية عن محمد حمود ومجموعة من أصدقائه قدموا من لبنان الى الولايات المتحدة في العام 1992 وعملوا في تجارة السجائر والبيتزا، لكن محكمة فيدرالية أميركية اتهمتهم لاحقاً بتأسيس أخطر خلايا حزب اللّه وأكثرها تعقيداً لجمع الأموال لصالح الحزب. وقال التقرير ان هذه الخلية جنت نحو مليوني دولار من شراء السجائر في كارولينا الشمالية وبيعها في ديترويت بعد تهريبها لجني الفارق في نسبة الضرائب بين الولايتين الاميركيتين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين في مكتب المباحث الفيدرالية «اف.بي.آي» قولهم انهم رصدوا نحو مئة عنصر من حزب اللّه منتشرين في أنحاء الولايات المتحدة وانهم يتعقبون نحو 20 خلية أخرى. وقالت مصادر قضائية أميركية للصحيفة ان سعيد محمد حرب الذي يعيش في مدينة شارلوت يعتبر حلقة الوصل بين خلية حمود التي فتحت نحو 500 حساب بنكي وبين خلية لحزب الله في كندا، موضحة ان حرب هو صديق لمحمد حسان دبوك المسئول في الحزب والذي نجح في شراء معدات عسكرية متطورة من الولايات الأميركية الشمالية كالمناظير الليلية ومعدات رصد وتمكن من تهريبها الى حزب الله في جنوب لبنان حيث لوحظ تحسن مقدرة مقاتلي الحزب في اصطياد الجنود الاسرائيليين. وفيما تم الحكم على حمود بالسجن 155 عاماً فإن التقرير يتحدث عن العثور على اشرطة فيديو لفرق انتحارية تتبع حزب الله تدعو لزلزلة الأرض تحت أقدام الأميركيين والاسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أميركيين قولهم ان خلايا حزب الله في الولايات المتحدة أكثر خطورة من خلايا تنظيم القاعدة، لأنها أكثر تنظيماً واحترافاً وتدريباً. ونقلت عنهم تحذيرهم من التنسيق بين المنظمتين وبين حزب الله وكل من سوريا وايران وذلك استمراراً لحملة التحريض التي يشنها معسكر الصقور في الولايات المتحدة ضد البلدين. وقالت مصادر أمنية أميركية للصحيفة ان خلايا حزب الله في الولايات المتحدة جاهزة فور اصدار الأوامر لها لتنفيذ عمليات ضخمة قد تصل الي الانتحارية وذلك في حال تعرض ايران لتهديدات عسكرية أميركية مباشرة أو استشعار ايران خطراً محدقاً من المخططات الأميركية في العراق. لكن الصحيفة ذاتها أشارت الى ما يعتقده محللون أميركيون آخرون بأن حزب الله لن يقدم على مثل هذه العمليات، حيث يستعد للتحول الى حزب سياسي مؤثر في لبنان وان الولايات المتحدة تمثل بالنسبة له ساحة مهمة لجمع الأموال. وفي سياق آخر، حذَّر محمد خاتمي الرئيس الايراني من ان النظام العالمى الجديد الذى تحاول الولايات المتحدة تكريسه سيفتح الطريق امام التطرف فى العالم الاسلامى والمسيحى واليهودى ويعرض العلاقات الحضارية الكونية والامن العالمى للخطر. وقال خاتمي فى كلمة ألقاها أمس امام مجلس النواب اللبنانى قبل توجهه الى دمشق ان اضعاف الدور المباشر والتنفيذي للحكومات قد ادى الى فوضى فى العلاقات السياسية وان امكانات الولايات المتحدة الأميركية قد يكون مؤشرا على ظهور حالة تحاول فيها قوة عالمية تكريس نموذج من النظام العالمى وسيؤدي ذلك الى توزيع الساحة الدولية بين محور وهامش وسيولد شروخا جديدة وعميقة على الصعيد العالمى وهذا ماسيفتح الطريق للتطرف. واوضح ان الخلاص فى هذه الحالة لايكون الا باختيار المعايير الديمقراطية المنسجمة مع المعايير والقيم الدينية السامية للشعوب. واشار الى ان سقوط نظام صدام حسين لم يحزن اى انسان متحرر او مفكر، مؤكدا على حق الشعب العراقى فى اختيار حكومته الوطنية والمحافظة على وحدة اراضيه. وخلص الرئيس خاتمى الى القول ان الشعب اللبنانى بلور حقه الوطنى من خلال مقاومته وان الشعب الفلسطينى اصبح ضحية سياسات العنف والقمع مؤكدا على استعادة حقوقه المهضومة. ـ الوكالات

Email