البيت الابيض يدعو لقبولها وبلير يطالب بتطبيقها بلا تأخير، إطلاق خريطة الطريق بلا جدول زمني، المقاومة تختبر حكومة أبومازن بعملية استشهادية توقع 4 قتلى بتل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 29 صفر 1424 هـ الموافق 1 مايو 2003 أفرجت واشنطن امس عن خريطة الطريق بعد انتظار طويل وسط تعتيم اعلامي بعد التوصل لتفاهم سري مع اسرائيل يستبعد جدولها الزمني وهو ما يؤسس لفشلها مسبقا ودعا جورج بوش الرئيس الاميركي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى الموافقة عليها والعودة لطريق السلام، بينما طالب توني بلير رئيس الوزراء البريطاني بتطبيق الخطة بلا تأخير وهي الخريطة التي تتكون من 3 مراحل ينبغي ان تنتهي عام 2005 باقامة دولة فلسطينية. وجاء اطلاق خريطة الطريق بعد اداء حكومة محمود عباس (أبومازن) اليمين القانونية والتي واجهت اول احراج واختبار صباح امس بعملية استشهادية قرب السفارة الاميركية في تل أبيب اوقعت اربعة قتلى و 63 جريحا نفت المقاومة ان تكون موجهة للحكومة الفلسطينية الجديدة مع التشديد على الرفض القاطع لالقاء السلاح وخريطة الطريق معاً . وفيما كانت حكومة ابو مازن تؤدي اليمين القانونية امام ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني في مقره برام الله سلم دان كيرتزر السفير الاميركي لدى تل أبيب ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال في منزله بالقدس نسخة من خريطة الطريق وسط تعتيم اعلامي. كما تولى تيري لارسن مبعوث الامم المتحدة تسليم نسخة اخرى من الخريطة لأبومازن في رام الله. ونقلت وكالة فرانس برس امس عن دبلوماسي لم تحدد هويته القول ان على الفلسطينيين والاسرائيليين الآن ان «يجتمعوا لاطلاق عملية التطبيق «لهذه الخريطة» مطالبا السلطة الفلسطينية بتوجيه دعوة «لا لبس فيها ضد الارهاب بكافة اشكاله والتحرك ضد منفذي العمليات الارهابية» وبعد ذلك يفترض ان يتخذ الاسرائيليون اجراءات لتخفيف الحصار على الفلسطينيين. وفي هذه الاثناء كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية امس عن تفاهم اميركي اسرائيلي سري سبق اعلان الخريطة مفاده ان «الاميركيين قبلوا موقف اسرائيل القاضي بأن الاختبار المقرر للتقدم في خريطة الطريق سيكون عنصر التنفيذ وليس الجدول الزمني ما يفتح المجال لشارون للتسويف وافشال الخطة. ودعا الرئيس الاميركي الفلسطينيين والاسرائيليين الى الموافقة على «خريطة الطريق» لانهاء النزاع في الشرق الاوسط والى «العودة الى مسار السلام». وقال بوش في بيان قرأه المتحدث الرئاسي آري فلايشر ان على الطرفين العمل مع الولايات المتحدة، وقوى اخرى، «وبصورة مباشرة فيما بينهما لوضع حد فوري للعنف والعودة الى مسار السلام». وقال ديوان محمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني ان اللجنة الرباعية اكدت خلال لقاء ممثليها مع ابو مازن امس ان «وفدا اميركيا برئاسة السفير وليام بيرنز سيزور المنطقة الاسبوع المقبل». واضاف البيان ان الوفد الاميركي «سيلتقي مع الجانب الفلسطيني لبحث تطبيق الخطة وخاصة آليات الرقابة الدولية على التنفيذ من خلال اللجنة الرباعية الدولية». واشار البيان الى ان اللجنة الرباعية اكدت ان تنفيذ خارطة الطريق «سيتم بالتوازي وليس بالتتابع او الاشتراطية بما يعني ان على كل طرف ان ينفذ كافة ما يترتب عليه من التزامات بالتوازي مع الطرف الاخر واسقاط الشروط الاحادية الجانب التي يتذرع بها لتعطيل التنفيذ». واكد ابو مازن ان السلطة الفلسطينية «تلتزم بكل المواقف التي اعلنتها والتي تتضمن الترحيب بخارطة الطريق واحترام التزاماتها في هذا الاطار «موضحا ان السلطة تعطي اهمية اساسية » لآلية الرقابة الدولية على التنفيذ حتى يتم ضمان تطبيق الخطة وعدم تكرار ما حدث في الماضي بشأن خطط مماثلة ، في اشارة الى خطة جورج ميتشيل السيناتور الاميركي السابق وتفاهم جورج تينيت. وردا على سؤال حول وجود تعديلات على خارطة الطريق قال نبيل شعث ان هناك تغييرا واحدا حيث تم حذف كلمة مسودة من نسخة 20 ديسمبر. واضاف شعث أن خارطة الطريق توضح تماما ما المطلوب من الجانب الفلسطينى وما المطلوب من الجانب الاسرائيلى وما المطلوب من الجانب الدولى يجب أن تتم هذه الحسابات من الأطراف ولايمكن الحديث عن شروط أو سياق بل هناك التزامات متوازية لذلك اذا قام الاسرائيليون بما عليهم فى هذه الخارطة بدون شك سنقوم بما علينا يساعدنا قيام الأسرة الدولية بما علينا من نظام الرقابة والتفتيش حتى تصبح هى الحكم فيما تقوم به الأطراف. ورحب توني بلير رئيس الوزراء البريطاني امس بنشر «خريطة الطريق» ودعا اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى البدء «بدون تأخير» بتطبيق خطة السلام التي تتضمنها وتفضي على مراحل الى اقامة دولة فلسطينية. وقال بلير، وهو من اشد المتحمسين للخطة، «امل ان يكون رد الطرفين ايجابيا وان يبدآ بتطبيق خريطة الطريق بلا تأخير». وقال بلير «حكومتي تبقى مستعدة لبذل كل ما يمكنها للمساعدة على التوصل الى اتفاق». واضاف انه «لا يقلل من حجم الالتزام والجهود التي يتطلبها ذلك، لكن المكافأة ستكون مجزية». كما وجهت الرئاسة اليونانية للاتحاد الاوروبي نداء امس الى الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل «تحجيم عناصر التطرف والارهاب في مجتمعيهما». من جانب آخر كشفت «يديعوت احرونوت» عن قرار اميركي اسرائيلي مشترك بتأجيل لقاء كل من شارون وكولن باول مع ابو مازن لعدة اسابيع بغية اعطائه الفرصة لترسيخ سلطاته وعدم تصويره كموال لهما. غير ان حكومة ابو مازن واجهت امس اول تحدياتها حين اعلنت كتائب الاقصى التابعة لفتح وكتائب القسام التابعة لحماس المسئولية المشتركة عن عملية استشهادية نفذها فدائي امام حانة على شاطيء تل أبيب قرب السفارة الاميركية، اسفرت عن اربعة قتلى و 63 جريحا. ونقلت «يديعوت» عن قائد كتائب الاقصى نفيه ان تكون العملية رسالة لحكومة ابو مازن بل لحكومة شارون اثر اغتيال اربعة مقاومين امس الاول. لكنه قال بحسب الصحيفة «اذا لم ينته الاحتلال فلن نرفض نزع اسلحتنا فحسب بل سيقوم جميعنا كتائب شهداء الاقصى، كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس بالتعاون معا من اجل مقاومة كل من يحاول تجريدنا من اسلحتنا. وكانت حركتا حماس والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية اعلنت رفضها القاء السلاح فيما اعلن احمد ياسين مؤسس حركة حماس رفضه القاطع لخريطة الطريق. القدس ، غزة ـ «البيان»:

Email