معركة بغداد الكبرى تقلع من المطار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 3 صفر 1424 هـ الموافق 5 ابريل 2003 ارتسمت امس ملامح معركة بغداد التي توصف بأنها ستكون معركة الحسم الكبرى وأقلعت من مطار صدام الدولي بعد اعلان القوات الاميركية ، سيطرتها على اجزاء منه والواقع على بعد 20 كيلومتراً الى الجنوب الغربي من العاصمة بعد معارك طاحنة كانت مستمرة حتى وقت متأخر الليلة الماضية مع قوات الحرس الجمهوري التي شنت هجمات مضادة لاستعادة المطار الذي استولت عليه القوات الاميركية الليلة قبل الماضية في عملية احدثت اثراً نفسياً واستعراضياً اكثر من كونها عملية استراتيجية لوقوع المطار خارج دائرة الدفاع الرئيسية عن العاصمة التي تعرضت امس لقصف مكثف بالطائرات والصواريخ. وجاء التطور الثاني في الحرب على العراق في الجهة الشرقية الجنوبية بوصول قوات اميركية الى المنطقة واشتباكها في معارك ضارية مع وحدات من الحرس الجمهوري المدافعة عن العاصمة، وقالت القوات الاميركية في اعقاب التطورين انها دمرت فرقة المدينة واستسلام 2500 من فرقة بغداد التابعتين للحرس الجمهوري وانها قتلت 320 جندياً من الجنود العراقيين في معركة المطار. وغلفت القوات الأميركية هذه الاعلانات ببريق تلفزيوني ونفسي مثل تغيير اسمه من مطار صدام الى مطار بغداد، سرعان ما تحول الى احباط لعجزها عن السيطرة الكاملة على المطار باعلانها انها تسيطر فقط على المدارج وأنها تحتاج لوقت لتأمين بقية منشآت المطار ومبانيه وأنها ستدفع بتعزيزات إلى الجنود المنتشرين في المطار وعددهم 1500، وزاد من التخوف الاميركي بعد هذه العملية استمرار المقاومة الشرسة في محيط المطار وتعهد العراق باغلاق ثغرة المطار، مخيراً القوات الاميركية التي اكد انها محاصرة بين الاستسلام او الموت بتحرك استشهادي غير تقليدي خلال ساعات مستلهماً النموذج الفيتنامي، معلناً تدمير 11 دبابة و 8 ناقلات جند ومقتل عدد من الجنود الاميركيين في هجوم شنته قوات الحرس الجمهوري في محيط المطار. وقد شهد يوم امس تنفيذ عملية استشهادية نفذتها امرأتان واعترف الجيش الاميركي بمقتل ثلاثة من جنوده فيها. التطور الثالث ما اعلنته مصادر اميركية وكردية عن محاصرة قواتهما لمدينة الموصل الشمالية على محورين بعد استيلاء الميليشيات الكردية على مدينة خازر التي اخلتها القوات العراقية، فيما لاتزال مدينة البصرة الجنوبية تقاوم حصار القوات البريطانية لها. وقال الجنرال فينسنت بروكس المتحدث باسم القيادة الوسطى الاميركية في قطر ان القوات الاميركية سيطرت على 80% من مطار صدام الدولي وان القوات انتشرت في مدارج المطار الليلة قبل الماضية بعد معارك ضارية ، مشيراً الى العثور على انفاق في المنطقة. وقال الجنرال الاميركي ان اسم المطار قد تغير من مطار صدام الى مطار بغداد. واشار فينسنت الى ان الجيش الاميركي يحتاج وقتاً للسيطرة على بغداد رغم التقدم السريع لقواته على مشارف العاصمة خلال الايام الماضية وقال «نعلم انه توجد قوات بالداخل لديها النية للقتال» واضاف «سيستغرق الامر وقتاً لتحقيق درجة من السيطرة والامن على المدينة». وقال مسئولون في وزارة الدفاع الاميركية ان الجيش الاميركي سيكثف من غاراته الجوية لاسكات باقي الدفاعات العراقية المضادة للطائرات بالقرب من العاصمة بغداد بعد ان سيطر على مطارها الدولي. ووصف مسئول طلب عدم نشر اسمه السيطرة على مطار صدام الدولي بأنه «شيء كبير» يمهد الطريق امام نقل القوات والعتاد وامدادات الاغاثة الانسانية. كما انه سيمنع القوات العراقية من استخدامه. وصرح مسئولون اميركيون بأن تعطيل مواقع الدفاع الصاروخية العراقية ارض جو حول بغداد هو امر ملح الان. وقالت التقارير الواردة من مسرح العمليات ان القوات الاميركية التي تواصل زحفها على بغداد تواجه مقاومة شرسة من قبل قوات الحرس الجمهوري. وقالت انه لاتزال تدور اشتباكات بالقرب من مطار بغداد والى الجنوب الشرقي من المدينة. ويقول المراسل العسكري لـ «بي. بي. سي» انه قد يقع مزيد من المعارك الضارية، ولكن الاستراتيجية الحالية للأميركيين واضحة وهي قطع الشرايين الرئيسية عن بغداد وعزلها عن بقية انحاء العراق. وفي واحد من تلك الاشتباكات وقع رتل من مشاة البحرية الاميركية كان يقترب من المدينة في كمين نصب على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة العراقية. وقال صحفيون غربيون يرافقون القوات الاميركية التي اجتاحت المطار الدولي ان القوات العراقية شنت هجوماً مضاداً وان قذائف عراقية سقطت داخل محيط المطار. وذكرت تقارير اميركية ان ما لا يقل عن 320 جندياً عراقياً قتلوا في الاشتباكات التي وقعت اثناء عملية اقتحام المطار التي شارك فيها الف جندي اميركي. وان عدداً من الدبابات العراقية دمرت في هجوم مضاد. واعترف المتحدثون الاميركيون بمقتل ثلاثة فقط من جنودهم في العملية. وفي تتابع لقصف قوات التحالف للعاصمة العراقية، سمع فجر امس دوي عشرات الانفجارات وسط بغداد وضواحيها. ووقعت عدة انفجارات في قصور رئاسية. ورغم الجهود الاميركية لتصوير عملية المطار بأنها انتصار استراتيجي إلا أنها فشلت في بسط سيطرتها على كافة منشات المطار ومحيطه. وما يوحي بضعف القوة التي وصلت المطار قال قادة اميركيون ان تعزيزات تضم مئات الجنود الأميركيين ستصل الى مطار بغداد الدولي خلال ساعات. وأبلغ القادة مراسل رويترز لوك بيكر ان الجنود من الفرقة 101 المحمولة جواً والكتيبة 94 ووحدة هندسية سيعززون الفرقة الثالثة مشاة في المطار. ويوجد بالمطار حالياً ما يصل الى 1500 جندي أميركي. وأعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة الوسطى للجيش الاميركي، فرانك ثورب ان القوات الاميركية استولت على المطار في عملية برية عبر خطوط الحرس الجمهوري، وليس من خلال انزال جوي وراء خطوط الدفاع العراقية، رداً على ما قاله وزير الاعلام العراقي ان العملية تمت بقوات محمولة جواً، وان تلك القوات محاصرة الآن. وتوعد الصحاف القوات الاميركية التي رابطت «على حواشي مطار صدام» بمصير «غير تقليدي» سيكون درساً لا ينسى في تاريخ الحروب. وقال في مؤتمر صحفي عقده الجمعة، ان «تكتيكنا نجح الى حدّ بعيد في جعل ارتال القوّات الغازية، جزراً منفصلة عن بعضها البعض». دون ان يوضح حقيقة ما حدث. وقال الصحاف لقد انزلت القوات خمسة ارتال بالطائرات، و«من الصعب ان تخرج القوات الاميركية المطوقة في مطار صدام حية». ومضى يقول ان المطار الآن هو جزيرة معزولة اذا لم تستسلم القوّات الموجودة بداخله، فإنهم لن ينجوا. وقال الصحّاف «سيتم تنفيذ عمليات غير تقليدية، بالمفهوم العسكري، اي اعمال ليس من الضرورة ان تنفذها الجيوش، وستذكر القوّات الغازية بمعركة ديان بيان فو الفيتنامية». وتوعّد بالقيام بعمليات استشهادية غير تقليدية، مذكّراً بوجود «آلاف المتطوعين العرب». موضحاً ان العملية لا تعني استخدام اسلحة غير تقليدية. واعلن العراق ان قواته دمرت 11 دبابة وثماني ناقلات جنود مدرعة اثناء القتال في المطار. وحسب بيان للجيش فإن القتال كان لايزال مستمراً حتى ساعة متأخرة الليلة الماضية. وذكر البيان ان قوات من الحرس الجمهوري والفدائيين اقسموا على الحاق الهزيمة بالعدو وتلقينه درساً يعرف فيه اي نوع من الرجال هم. واضاف ان القوات العراقية دمرت سبع دبابات اميركية وبريطانية وخمس ناقلات جنود مدرعة في اجزاء اخرى من البلاد خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية كما اسقطت طائرة هليكوبتر اميركية. وفي وقت سابق، افادت وكالة «رويترز» للانباء ان 83 عراقياً قتلوا خلال القصف الذي تعرضت له قرية قريبة من المطار، وفي المقابل، افادت مصادر عسكرية ان قائد الفرقة الثالثة في الجيش الاميركي اصدر تعليماته للجنود بعدم حمل البدلات الواقية من المواد الكيماوية والبيولوجية ابتداء من صباح امس. وفسر محللون عسكريون ذلك بأن قرب القوات المتقاتلة من بعضها يلغي استخدام اسلحة غير تقليدية. من جهة اخرى، قالت مصادر عراقية ان القوات العراقية سيطرت في منطقة المطار على خمس دبابات اميركية وعلى مروحية، وان قسماً من طواقم الدبابات اسر وان قسماً اخر قتل. وعلى الجبهة الجنوبية الشرقية قال ناطق عسكري اميركي، ان 2500 جندي عراقي من احدى فرق الحرس الجمهوري العراقي سلموا انفسهم امس للقوات الاميركية، وبموجب اقواله، فإن «القوات الاميركية تتقدم باتجاه العاصمة، بغداد، عن طريق مدينة كوت، الواقعة جنوب شرق بغداد». وقالت مشاة البحرية الاميركية امس انها هزمت فرقة للحرس الجمهوري العراقي اثناء زحفها على بغداد من الجنوب الشرقي. وقال ضابط اميركي لمراسل رويترز الذي يرافق مشاة البحرية ان الفرقة «انتهت كقوة مقاتلة فعالة». واضاف ضابط ان لواءين من الالوية الثلاثة في فرقة النداء دمرا ولم يعرف مصير اللواء الثالث ولم يرد اي عراقي على تلك الانباء. وفي البصرة قالت القوات البريطانية انها قتلت ثمانية عراقيين امس في قتال بالشوارع دار على مشارف المدينة في جنوب العراق. وقال الكابتن جيمس مولتون ان عشر دبابات ومركبات مدرعة بريطانية دخلت مشارف البصرة بحثاً عن رجال ميليشيات لتتعرض لاطلاق النار. وتقول القوات البريطانية في جنوب العراق انها تحقق تقدماً في تأمين اجزاء من المنطقة. لكن مراسل بي. بي. سي في البصرة يقول انه لا توجد مؤشرات على وقوع معركة حاسمة للسيطرة على البصرة، ثاني اكبر المدن العراقية. وفي احدث العمليات الاستشهادية ضد القوات الاميركية، اعلنت القيادة الوسطى للقوات الاميركية في قطر، عن مقتل ثلاثة جنود من جنودها الجمعة على بعد 18 كيلومتراً جنوب غرب سد الحديثة بالعراق. فقد انفجرت سيارة مدنية في جنود اميركيين بعد ان اقتربت من نقطة تفتيش، وترجلت منها امرأة حامل وبدأت بالصراخ. وفور تقدم عناصر من قوات التحالف نحو السيارة وقع الانفجار. وقد لقيت المرأة والسائق مصرعهما ايضاً في الانفجار، بالاضافة الى جرح اثنين اخرين. واعلنت وكالة الانباء العراقية الرسمية مساء امس ان الانفجار الذي استهدف حاجزاً للقوات الاميركية في شمال غرب بغداد وأدى الى مقتل ثلاثة جنود اميركيين هو عملية استشهادية قامت بها امرأتان عراقيتان. وعرض التلفزيون العراقي امس صور فيديو للمرأتين تقسمان بتنفيذ العملية. وكالات

Email