القتل العشوائي يطارد المدنيين العراقيين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 شهد اليوم الثالث عشر للحرب الأميركية البريطانية على العراق تصعيداً غير مسبوق في عمليات القتل العشوائي الأميركي البريطاني ضد المدنيين العزل، الذين ارتفعت حصيلتهم منذ بدء الغزو إلى 1156 شخصاً في حين بلغت حصيلة مذابح الأمس فقط 90 قتيلاً و400 جريح، كان أكثرها دموية مقتل 33 مدنياً بينهم أطفال و15 من عائلة واحدة في مدينة الحلة وجرح 310 آخرين في قصف أعقب قتل المدنيين الذي وقع ضد سيارة على حاجز عسكري قرب النجف قتل خلالها 7 نساء وأطفال ثم قتل سائق عراقي أعزل قرب النجف أيضاً. وزادت المقاتلات الأميركية باستهداف حافلتين للدروع البشرية على الطريق ما بين عمان وبغداد، وتكثيف قصف بغداد، ما أدى لمقتل 19 وجرح 100، بالتزامن مع قصف البصرة والنجف لتمهيد السيطرة على الطريق الواصل لبغداد وسط مقاومة عراقية، فيما أعلنت بغداد انها أفشلت عملية انزال في الموصل. سياسياً اتسع الخرق ما بين لندن وواشنطن عبر اعراب جورج بوش الرئيس الأميركي عن ثقته المطلقة في الخطة العسكرية وفي دونالد رامسفيلد وزير دفاعه ضد منتقديه من جهة، وتحذير جاك سترو وزير الخارجية البريطاني من وقوع المزيد من النكسات لقوات التحالف من جهة أخرى. ففي مذبحة أميركية جديدة للمدنيين قتل 33 مدنياً بينهم أطفال و15 من عائلة واحدة وجرح 310 آخرون في قصف أميركي على مدينة الحلة في محافظة بابل (جنوب بغداد) وفقاً لما ذكره مدير مستشفى المدينة لوكالة فرانس برس، وقالت الوكالة ان القصف أصاب حي نادر السكني على بعد ثمانين كيلومتراً جنوب بغداد. ونقلت وكالة الاسوشيتدبرس الاميركية عن مصادر قولها ان 90 عراقياً قتلوا حول مدينة الديوانية وتم أسر 20 آخرين. وأعلن محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي ان 56 مدنيا قتلوا في الغارات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة على العراق في اليوم المنصرم. وقال في مؤتمر صحفي ان 24 من القتلى سقطوا في بغداد بينهم 19 ليلة امس الأول وخمسة صباح أمس مضيفا ان عدد الجرحى يزيد على 250 اكثر من نصفهم في العاصمة العراقية التي تعاني من قصف جوي على مدار الساعة. وقال انه من بين الضحايا تسعة اطفال قتلوا في هجوم على حي سكني في الحلة بوسط العراق. وقال الصحاف «صباح اليوم قصف الاوغاد.. منطقة نادر في الجزء الجنوبي من المدينة. تسعة اطفال عراقيين استشهدوا بينهم طفل رضيع». لكنه استطرد في لغته المتحدية المعتادة ان القوات الغازية تعاني من خسائر متزايدة وسوف تندحر. وقال انهم «يوما بعد يوم يصبحون اكثر هستيرية.. يقتلون المدنيين لانهم عنصريون ولضيقهم ولانهم لم يحققوا شيئا...كلما شعروا بالضيق وبالهستيريا يقتلون المدنيين بلا تمييز». وقال الصحاف ان القوات العراقية اسقطت طائرة هليكوبتر من طراز اباتشي في طلحة قرب مدينة البصرة ثانية كبرى المدن العراقية. مضيفا ان العراق مازال يحكم قبضته على البصرة رغم الحصار الطويل من القوات البريطانية. وقال ايضا ان قتالا عنيفا يدور في مدينتي الناصرية والنجف على نهر الفرات. وقال « في النجف.. دمرنا سبع دبابات لهؤلاء الاوغاد ودمر فدائيو صدام سبع حاملات جنود مدرعة» مضيفا ان القوات الاميركية اضطرت الى التقهقر نحو الصحراء. واتهم الصحاف المقاتلات الاميركية بأنها هاجمت حافلتين تقلان نشطاء سلام أميركيين وبريطانيين كانوا قادمين الى بغداد من الأردن. وقال انهم دروع بشرية كانوا يقصدون العاصمة العراقية للانتشار فيها. وقال ان بعض الركاب جرحوا ونقلوا الى مستشفى الرطبة، لكن الجيش الأميركي نفى علمه بوجود تقارير عن دروع بشرية. وكشف الصحاف عن محاولة انزال بريطانية قرب الموصل. وفي اشارة الى معلومات بثتها محطة «الجزيرة» القطرية الفضائية في وقت سابق، قال الصحاف ان القوات البريطانية التي حطت في شمال العراق «تم القضاء عليها باستثناء بعض العناصر التي لاذت بالفرار بالمروحيات». واضاف ان افرادا من ميليشيا «فدائيي صدام» شاركوا في هذه العملية. واوضح الصحاف ان العراقيين «استولوا على غالبية عرباتهم واسلحتهم». كما قال مصدر عراقي ان عدد الضحايا المدنيين منذ بدء الحرب بلغ 1156 جراء القصف الصاروخي والجوي المكثف. وقدم البنتاغون اعتذراً لعائلات الضحايا المدنيين في مذبحة الحلة عند حاجز عسكري قرب النجف على لسان ريتشارد مايرز رئيس الأركان. ونفى رامسفيلد اجراء مفاوضات لانهاء الحرب على العراق مجدداً قوله ان السبيل الوحيد لوقفها هو استسلام العراق دون شروط، فيما قال البنتاغون ان الهجمات أدت الى تقليص القدرات القتالية لفرقتين عراقيتين بمعدل 50%. وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان ان الخناق بدا يضيق حول بغداد من الشمال والجنوب والغرب، وان قوات الحرس الجمهوري تتعرض لضربات وقصف جوي مكثف. وهزت انفجارات عنيفة العاصمة العراقية، حيث تعرض مجمع القصر الرئاسي في وسط بغداد للقصف صباح أمس وأصيب المجمع بصاروخ أو «قنبلة ذكية» أطلقتها القوات الاميركية البريطانية وتصاعدت سحابة من الدخان فوق الموقع الذي سبق وقصف مرتين أمس الأول. وتعرضت الضاحية الجنوبية من بغداد بعد ظهر أمس لقصف عنيف تصاعدت على اثره اعمدة من الدخان الاسود من المواقع التي استهدفها القصف، وفق ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وبدأ دوي الانفجارات الناتجة عن القصف قرابة الساعة 30,16 بالتوقيت المحلي (30,13 ت غ). وكانت اطراف العاصمة الجنوبية تعرضت لموجة اولى من القصف قرابة الساعة 10,10 بالتوقيت المحلي (10,7 ت غ) بعد ليلة هادئة نسبيا. ثم تجدد القصف قبيل الساعة 00,14 بالتوقيت المحلي (00,11 ت غ) سمعت خلاله اصوات ثلاثة انفجارات في وسط العاصمة. كما تعرضت جامعة بغداد لقصف صاروخي ألحق أضراراً مادية بعدد من قاعات الدرس والمختبرات. وفي محاولة لامتصاص الغضب على المجازر التي طالت المدنيين وخاصة النساء والأطفال السبعة قرب النجف، أعرب قائد الوحدة العسكرية المسئولة عن اطلاق النار الجنرال بوفورد بلونت عن «الأسف العميق»، وقال «نحن قلقون جداً من هذا الحادث ونشعر بأسف عميق لوقوعه». لكن قائد الفرقة الثالثة للمشاة أضاف «ان الجنود احترموا قواعد القتال». وقال قائد عسكري اميركي أمس ان الخسائر في صفوف المدنيين امر يؤسف له لكن لا يمكن تجنبه في الحرب. وقال البريغادير جنرال فنسنت بروكس «قد تسفر جهودنا عن خسائر في الارواح المدنية ومن الواضح انها ستسفر عن خسارة في ارواح الجنود العراقيين». واضاف بروكس الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في مقر القيادة الاميركية الوسطى في قطر «نأسف لفقدان حياة المدنيين لكن ذلك يبقى امرا لا يمكن تجنبه كما هو الحال على مدى التاريخ». وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر أمس ان الرئيس الاميركي جورج بوش له كامل الثقة في الخطة العسكرية المطبقة في العراق. واوضح فلايشر خلال مؤتمر صحافي ان «الرئيس يثق بهذه الخطة ويوافق عليها والخطة تسير على ما يرام وهذه هي المقاربة التي اعتمدها الرئيس. بالطبع هناك اشخاص اخرون سيعطون رأيهم لكن هذا هو رأي الرئيس». وجاء كلام فلايشر ردا على انتقادات وجهت عبر الصحف الى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بسبب الصعوبات التي تواجهها القوات الاميركية على الارض. وكان مسئول في البيت الابيض قال طالبا عدم الكشف عن اسمه في وقت سابق ان «الرئيس له ثقة تامة بوزير الدفاع رامسفيلد ومعاونيه وبادارته وقراراته ويرى ان الحملة العسكرية ناجحة». وخلافاً لتصريحات البيت الأبيض قال جاك سترو وزير خارجية بريطانيا ان هناك احتمالات حدوث مزيد من النكسات للقوات التى تقودها الولايات المتحدة فى العراق . واضاف ان تلك القوات تواجه مقاومة عنيفة من جانب من ارتبط مصيرهم بمصير حاكمهم . وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس ان التقدم الحاسم نحو بغداد «سيبدأ عندما نصبح جاهزين وفقط عندما نصبح جاهزين». وقال المتحدث في تصريح صحافي، رأينا التحالف يؤكد سيطرة استراتيجية على العراق خلال الايام الاولى للحرب، واضاف ان ذلك كان يعني «تأمين حقول النفط وعزل مدن الجنوب مثل البصرة، والعمل بحيث لا يعود من الممكن مهاجمة دول مجاورة من الغرب والبدء بالتقدم نحو الشمال». ـ الوكالات

Email