باول يوجه التهديد الأميركي الثاني لسوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 29 محرم 1424 هـ الموافق 1 ابريل 2003 صعدت اسرائيل حملة التحريض ضد سوريا عبر احياء مزاعم تهريب أسلحة دمار شامل عراقية الى أراضيها في وقت رفضت سوريا ، ثاني تهديد أميركي خلال أيام بأنها تدعم العراق عسكرياً وقالت انها اختارت الوقوف الى جانب الشعب العراقي الذي يتعرض لجرائم ضد الانسانية، وأشادت بمقاومة العراقيين بعد أن كان باول خيّرها بين مواصلة دعم ما أسماه بالجماعات الارهابية والنظام العراقي أو السير في طريق مختلفة، مجدداً دعمه لاسرائيل باعلانه ان الحرب على العراق تستهدف إزالة أي خطر يهدد أمنها. وروجت الاذاعة العبرية أمس تصريحات للجنرال يوسي كوبرفاسر أحد مسئولي الاستخبارات الاسرائيلية أمام لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست قال فيها «إن العراق ربما يكون نقل كمية من أسلحة الدمار الشامل إلى سوريا» حيث وصلت القوات الأنجلو-أميركية إلى جميع المواقع المشبوهة في غرب العراق ولم تعثر على شيء. وفي مقابل ذلك صدت دمشق تحذيرات باول بإعلان حمل اسم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية ورد فيه «ان سوريا اختارت أن تكون الى جانب شعب العراق الشقيق الذي يواجه غزواً غير مشروع وغير مبرر، حيث ترتكب بحق هذا الشعب الصامد كل أنواع الجرائم ضد الانسانية». مشيراً إلى ان باول يعرف، كما يعرف العالم، ان سوريا اختارت أن تكون مع الشرعية الدولية. واتهم الناطق باول أنه «كان واضحاً من حديثه أنه يقدم كشفاً عن آخر إنجازاته للتأكيد على أن ما تفعله الادارة الاميركية في منطقتنا يخدم إسرائيل وصالحها ومخططاتها ويرضي أرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي». وكانت صحيفة «البعث» نشرت أمس تصريحات لفاروق الشرع وزير الخارجية السوري أمام البرلمان الأحد قال فيها: «الأمة العربية تمر بانعطاف تاريخي.. ان الوضع يختلف الآن عما كان عليه في عام 1990 حيث كان هناك غزو لبلد عربي من قبل بلد عربي بينما الآن هناك احتلال اجنبي لبلد عربي انهكه الحصار». وقال الشرع «قوات الغزو الأميركية والبريطانية شعرت بالصدمة عندما لم يستقبلها العراقيون في أي مدينة عراقية بالورود والزهور كما كانت تتوقع بل استقبلوها بالاحتجاج على الشعارات الأميركية المزيفة وبالمقاومة العنيدة». وأضاف: «الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع ان تدعي أو تزعم بأنها تحارب أو تقاتل أو تدمر العراق باسم الشرعية الدولية وقد وضعت نفسها في موقع المعتدي الذي لا يمكن للرأي العام العربي والعالمي إلا أن يرى ذلك». وأثنى الشرع على مقاومة العراقيين مشبها اياها بالمقاومة اللبنانية التي دفعت الجيش الاسرائيلي الى الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال. وقال «الصمود العراقي مهم جداً ولم يأت من فراغ فقد سبقه صمود طويل في لبنان تكلل بانتصار عظيم حققه رجال المقاومة الوطنية في مايو عام 2000 عندما دحروا قوات الاحتلال الاسرائيلي وأجبروها على الانسحاب.. كما سبقه صمود فلسطيني رائع لشعب أعزل أمام أكبر آلة عسكرية في المنطقة». وكان باول حث سوريا على التخلي عن دعمها «للجماعات الارهابية» ولنظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال باول ايضا في كلمة امام اجتماع لجماعة يهودية اميركية ذات نفوذ في واشنطن في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية ان الولايات المتحدة ستطالب «بسلوك يتسم بقدر اكبر من المسئولية» من جانب ما تعتبره واشنطن دولا اخرى يحتمل ان تثير مشكلات ومن بينها ايران. واضاف باول ان «سوريا..تواجه الان خيارا حاسما.. بامكان سوريا ان تواصل الدعم المباشر للجماعات الارهابية وللنظام المحتضر لصدام حسين او بامكانها السير في طريق مختلف وأكثر أملاً.. أي الطريقين فسوريا تتحمل مسئولية خيارها وتبعات ذلك». وجدد باول التزام الولايات المتحدة بأمن وتفوق اسرائيل وهيمنتها الاقليمية، معتبراً ان الحرب الأميركية البريطانية على العراق تهدف أساساً لازالة أسلحة الدمار الشامل التي تمثل خطراً وتهديداً لأمن اسرائيل. وقال باول في خطابه الذي استهله بمغازلة قادة اللوبي الصهيوني في أميركا ان استقرار اسرائيل وضمان تفوقها التام ركيزة أساسية لمعادلة الشرق الأوسط. ـ الوكالات

Email