واشنطن تطالب بتصويت مجلس الأمن «الان»، احتدام المواجهة الأميركية الفرنسية حول العراق، بليكس والبرادعي يرجحان اليوم كفة الحرب أو السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 احتدمت المواجهة الفرنسية الاميركية بشأن اصدار مجلس الامن الدولي قراراً جديداً بشأن العراق طالبت واشنطن امس بالتصويت عليه «الان»، فيما رفضت باريس منح الولايات المتحدة الاميركية «شيكاً على بياض» معارضة بذلك منح واشنطن حق اللجوء التلقائي للقوة ضد العراق ودعت لعقد اجتماع لمجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية لتسوية الخلافات. وبالتوازي مع التحضيرات الاميركية للحرب باستدعاء 265 الف جندي من الاحتياط وتهديد جورج بوش الرئيس الاميركي بتجاوز الامم المتحدة للمرة الثانية خلال يومين اتجهت الامال امس الى دور رئيسي في اتجاه الحرب والسلام يمكن أن يلعبه اليوم كبير مفتشي نزع الأسلحة هانز بليكس ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقليص الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي المثير للجدل الذي وصفه العراق أمس بأنه محاولة أميركية لاستعماره. فقد رفض وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان امس فكرة قرار اميركي يعطي واشنطن «شيكا على بياض» في اطار الامم المتحدة لمهاجمة العراق. وقال دو فيلبان خلال مؤتمر صحافي في اعقاب محادثاته مع نظيره الفنلندي اركي تويوميوجا «لا يمكن ان يكون هناك عمل جماعي وعمل احادي (من قبل الولايات المتحدة) في وقت واحد. يجب الاختيار». واضاف «طالما نحن في اطار مجلس الامن، ينبغي ان تمارس المسئولية الجماعية بشكل كامل. وهذه المسئولية الجماعية لا يمكن ان نفوضها لانفسنا. لا يمكننا ان نقطع قسما من الطريق مع الامم المتحدة ونتصور في الوقت نفسه امكانية منح شيك على بياض». لكن وزير الخارجية الفرنسي امتنع عن ابداء اي رأي محدد عندما سئل عما اذا كانت بلاده ستستخدم حق النقض «فيتو» لافشال المشروع الاميركي اذا طرح على التصويت بصياغته الحالية. واقترح دو فيلبان في تصريح متصل عقد اجتماع لمجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية لتجاوز الخلافات التى لاتزال تحول دون توصل الدول الخمس عشرة الاعضاء فى مجلس الامن الى اتفاق بشأن العراق. وقال دوفيلبان فى حديث لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية ان تناول هذا الاقتراح مع عدد من نظرائه من بينهم وزير الخارجية الأميركى كولين باول.. مؤكدا ان فكرته حظيت بقبول جميع وزراء الخارجية. وكشف دوفيلبان عن أن نص مشروع القرار الأميركى لايزال يتضمن عناصر متناقضة مما يستوجب بذل مزيد من الجهد مؤكدا مع ذلك على ضرورة التوصل الى اتفاق سريع يحظى بأكبر قدر ممكن من اتفاق الاراء داخل مجلس الامن قبل طرحه للتصويت عليه. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض امس ان الوقت قد حان للتصويت على قرار بشأن العراق في الامم المتحدة وان المنظمة الدولية ناقشت اصدار قرار جديد يطالب بنزع سلاح العراق لفترة كافية. واضاف للصحافيين على متن طائرة الرئيس الذي توجه الى نيومكسيكو «حان الوقت كي يرفع الناس ايديهم ويدلوا بأصواتهم». واضاف «وصل الامر الى الادلاء بالاصوات.. وهذا مهم، لقد ناقشت الامم المتحدة هذا الامر بما فيه الكفاية الآن». وتهيأ اعضاء مجلس الامن الخمس عشر امس مع رئيس فريق مفتشي نزع الاسلحة العراقية في مطلع اسبوع تعتبره الولايات المتحدة، المصممة على تمرير مشروع قرارها في مجلس الامن، حاسما. ويمكن ان يكون تدخل بليكس حاسما حسبما يرى دبلوماسيون بالنسبة للعديد من الدول التي لا تزال مترددة، في وقت يتطلب تبني اي قرار في مجلس الامن موافقة تسعة اعضاء في المجلس مع عدم اعتراض اي من الدول الخمس الدائمة العضوية (فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) التي تملك حق النقض. ويعتقد عدد قليل من الدبلوماسيين ان فرنسا وروسيا والصين يمكن ان تستخدم حق النقض في حال قررت واشنطن عرض مشروع القرار على التصويت في مجلس الامن. ويبدو ان نتيجة التصويت ستكون مرتبطة اكثر بموقف الاعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الامن، الذين ينظر معظمهم بفتور الى المشروع الاميركي. ويمكن ان يؤدي حديث بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى ترجيح كفة الميزان لهذه الجهة او تلك تبعا لتأكيدهما او عدم تأكيدهما ان اجراءات التفتيش التي تطالب بها واشنطن تدعم مهمة المفتشين او تضايقها. واعتبر دبلوماسي من احدى الدول الدائمة العضوية «ان الاتجاه داخل المجلس يشير الى ان بليكس والبرادعي سيكونان حكمان في كل هذا». واضاف ان «الدول غير الدائمة العضوية في المجلس تريد معرفة ما اذا كان مشروع القرار يساعد المفتشين او يضايقهم»، بينما اكد دبلوماسي آخر في الامم المتحدة في نيويورك «سنتفق ايا كان ما سيقوله بليكس والبرادعي». من جهة اخرى، يعهد المشروع الاميركي الى بليكس والبرادعي عند استئناف مهام المفتشين، «ابلاغ المجلس فورا بأي اخلال من قبل العراق بواجباته». وبذلك فان تدخل بليكس والبرادعي يمكن ان يساهم بشكل كبير في ترجيح الكفة في اتجاه السلم او الحرب، حسبما رجح مراقبون أمس. في هذه الأثناء، قال ناجي صبري وزير الخارجية العراقي في مقابلة اذيعت امس ان مشروع القرار الذي عرض على الامم المتحدة لنزع اسلحة العراق هو محاولة من جانب الولايات المتحدة «لاستعمار العراق». وصرح صبري لمحطة «كيه.تي.في» الجزائرية في بغداد الليلة قبل الماضية بأن مشروع القرار الأميركي هو اعلان لاستعمار العراق باسم الامم المتحدة. واضاف ان القرار المقترح هو محاولة للتعامل مع شعب العراق على انه أمة تحت انتداب قوة استعمارية. وقال صبري ان مشروع القرار يدعو للتعامل مع العراق على انه اراض محتلة وبلد بلا حكومة او سيادة. واضاف صبري انه في واقع الامر يمثل اهانة للامم المتحدة وللمجتمع الدولي ويمكن ان يوصف بأنه اعلان حرب لا على العراق فقط ولكن على الامم المتحدة ايضا. الوكالات

Email