اجتياح وشيك لشمال قطاع غزة رغم الكوابح الأميركية والأوروبية، شارون يرفض «رؤية» بوش، اسرائيل تستعين بجيش مرتزقة وتحظر على الفلسطينيين قطف الزيتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 17 شعبان 1423 هـ الموافق 23 أكتوبر 2002 روجت اسرائيل امس لضغوط اميركية وأوروبية تمنعها من شن عدوان شامل ضد الفلسطينيين رداً على عملية الخضيرة الاستشهادية، لكنها في المقابل بدأت في فرض مزيد من العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني حيث فتحت المجال واسعاً لتصعيد اعتداءات المستوطنين وحظرت على الفلسطينيين حفر آبار مياه في ارضهم او قطف ثمار الزيتون اضافة لمخطط التدمير الواسع لمنازلهم بالتزامن مع خطة لجلب جيش من المرتزقة لحراسة جدار الفصل العنصري، فيما يستعد جيش الاحتلال لاجتياح واسع وبلا ضجيج لشمال قطاع غزة وسط الكشف عن رفض ارييل شارون رئيس وزراء الدولة العبرية لما يسمى «رؤية» جورج بوش الرئيس الاميركي حول قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب اسرائيل. واكتفى بنيامين بن اليعازر وزير الحربية الاسرائيلي بالقول أمس ان الرد على عملية الخضيرة الاستشهادية «سيأتي في المكان والزمان المناسبين» فيما لم تدع حكومة شارون لاجتماع طاريء لبحث هذا الرد كما كانت تفعل دائماً. وكان رد الفعل الاميركي على العملية الذي تضمن دعوة الاسرائيليين إلى عدم المس بمدنيين والتخفيف على السكان الفلسطينيين اشارة إلى ضغوط تحدثت عنها مصادر عبرية تكبح العدوان الشامل الانتقامي حيث الخطط الاميركية ضد العراق والخلافات المتصاعدة مع الاتحاد الاوروبي حول بضائع المستوطنات علاوة على وصول وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي اليوم إلى فلسطين والذي يصر على استكمال مهمته الخاصة ببحث «خريطة الطرق» للحل السلمي بحسب مصادر السفارة الاميركية في تل أبيب. لكن وراء الستار كانت حكومة الارهابي ارييل شارون تنفذ اخطر مخططاتها الرامية لتكريس احتلال المناطق الفلسطينية بعيداً عن الاضواء. فقد اقدم المستوطنون الذين اتموا احتلال بؤرة «حفات جيلعاد» العشوائية قرب نابلس في الضفة الغربية على تصعيد اعتداءاتهم بمهاجمة قريتين فلسطينيتين في هذه المنطقة اصابوا خلالها سبعة مزارعين واحرقوا عدداً من المنازل والسيارات. وكشفت المصادر العبرية امس بحسب صحيفة «هآرتس» ان مسرحية اخلاء البؤر العشوائية غير المأهولة تتضمن صفقة متفقاً عليها تقضي بازالتها مقابل البدء بحملة هدم واسعة لمنازل الفلسطينيين في المنطقة المصنفة (ج) والتي تخضع بشكل كامل للاحتلال بهدف قطع الطريق على الانسحاب منها طبقاً لاتفاق اوسلو. كذلك اصدرت حكومة شارون وجيشه امس قرارين: الاول يقضي بمنع الفلسطينيين من حفر آبار المياه في اراضيهم بالضفة والثاني يحظر عليهم قطف ثمار الزيتون بذريعة عدم مقدرة الجيش على حمايتهم من المستوطنين. وفيما تقرر اعادة تشديد الحصار وفرض حظر التجوال في مناطق السلطة الفلسطينية كشفت نشرة «ويكلي ديفينس ريفينو» البريطانية امس ان الحكومة الاسرائيلية اقرت سراً خطة اعدها جدعون شيفر اللواء احتياط في جيش الاحتلال تقضي بسفر حاخامات الدولة الصهيونية إلى المناطق الفقيرة في افريقيا وآسيا لتشكيل جيش من المرتزقة بعد تهويد المحتاجين واغرائهم بألف دولار شهرياً. وتقضي خطة شيفر وفقاً لما اوردته النشرة بضرورة اقامة ما يقرب من 20 وحدة تضم كل واحدة منها 100 جندي تشمل من بين مهامها حراسة جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل حاليا وللفصل بين الضفة والاراضي المحتلة عام 1948. وتشمل الخطة ايضا امكانية ضم عدد من الجنود النظاميين الذين تم تسريحهم مؤخراً والذين سبق لهم العمل في المناطق القتالية إلى وحدات المرتزقة المزمع انشاؤها. ورغم ذلك ذكرت التقارير العبرية امس ان اوساطاً عسكرية وامنية اسرائيلية لا تعتبر هذه الخطوات كافية وتطالب برد مباشر وفوري لا يرقى للعدوان الشامل لاثبات قوة الردع الاحتلالية. وفي هذا الاطار ابلغت مصادر فلسطينية «البيان» ان جيش الاحتلال طالب قوات الامن التابعة للسلطة في قطاع غزة باخلاء مواقعها تمهيداً لاجتياح واسع لكامل شمال القطاع وحتى مشارف مدينة غزة «لهدم عدة منازل والبحث عن منصات صواريخ واسلحة واعتقال نشطاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي». في موازاة ذلك كشفت حكومة شارون عن وجهها الحقيقي الرافض للحلول السياسية للنزاع وذلك قبيل مباحثاتها مع بيرنز اليوم. فقد اعلن رعنان غيسين المتحدث باسم شارون طبقاً لوكالة «اسيوشيتدبرس» ان «خريطة الطرق» التي يحملها مساعد وزير الخارجية الاميركي «لن يحالفها الحظ في ظل مستوى العنف الجاري» مضيفاً «لن ننسحب من المناطق الفلسطينية، وعقد تسويات ما لم يحدث انخفاض ملموس في مستوى العنف». وبدورها قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية امس ان شيمون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلية ابلغ وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي امس الاول في لوكسمبورغ ان «اسرائيل قبلت رسمياً رؤية جورج بوش (الرئيس الاميركي) «الخاصة بحل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية». لكن الصحيفة نفسها نقلت عن مقربي بيريز قولهم ان شارون ابدى تحفظات على رؤية بوش ولم يقبلها حيث يؤيد الشق الخاص بوقف العنف فيها لكنه يرفض الشق الخاص بالدولتين». غزة ـ ماهر ابراهيم، القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email