ترجم دعم بوش واغتال 8 وجرح 40 معظمهم من النساء والأطفال، «إنسانية شارون» تخلف مجزرة بشعة في غزة، مسودة تسوية أميركية تحيد عرفات وتبقي المفاوضات بلا سقف زمني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 12 شعبان 1423 هـ الموافق 18 أكتوبر 2002 سارع أرييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال لترجمة الدعم اللامحدود الذي تلقاه من جورج بوش الرئيس الاميركي الذي امتدح «انسانية شارون» بافراجه عن بعض أموال الفلسطينيين بمجزرة وحشية جديدة ارتكبها جيشه في قطاع غزة استشهد خلالها ثمانية فلسطينيين بينهم ثلاثة اطفال وامرأتان وأصيب 40 آخرون بقذائف الدبابات التي دمرت منازلهم لتقطع الطريق امام استئناف اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية ومسودة سلام أميركية تحذيرية تقوم على دولة فلسطينية مؤقتة خلال ثلاث سنوات ومفاوضات حل نهائي بلا سقف زمني. وكانت المصادر الاسرائيلية اكدت امس ان بوش امتنع عن ممارسة اية ضغوط على شارون خلال لقائهما الليلة قبل الماضية في البيت الأبيض بل ان الرئيس الأميركي ذهب الى حد اعطاء اسرائيل الضوء الاخضر للرد على اي هجوم عراقي كما تولى تهديد حزب الله اللبناني بالملاحقة حال اقدامه على مهاجمة «صديقته» اسرائيل. ورغم مسارعة شون مكورماك المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي لتصحيح «زلة لسان» بوش مرة اخرى بالقول انه قصد ان من حق اسرائيل الرد ان باغتها العراق حالياً بهجوم غير مرتبط بالحرب الاميركية المزمعة ضد بغداد الا ان مسئولي الدولة العبرية تمسكوا بما اعتبروه ضوءاً أخضر واطلاقاً ليد حكومة الارهاب الاسرائيلية. وقال مسئول اسرائيلي كبير ان «التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة بلغ مستوى لا سابق له في تاريخ اسرائيل». وعبر رعنان غيسين الناطق باسم شارون ايضا عن ارتياحه «لعدم ممارسة الاميركيين اي ضغوط حول المسألة الفلسطينية»، مشيرا الى ان ادارة بوش «اكثر تأييدا لاسرائيل من جميع الادارات الاميركية السابقة». وفي ترجمة فورية للانحياز الاميركي غير المسبوق لارهاب شارون و«انسانيته» اجتاحت دبابات الاحتلال مساء أمس منطقة «بلوك أو» وبوابة صلاح الدين واطراف مخيم رفح جنوب قطاع غزة ودكت بقذائفها منازل المدنيين هناك مخلفة مجزرة بشعة جديدة. وقال مصدر امني فلسطيني ان «قوات الاحتلال مستعينة بدبابات توغلت في اراضي المواطنين لمسافة محدودة واطلقت عدة قذائف مدفعية وفتحت النار بكثافة من الرشاشات الثقيلة تجاه منازل المواطنين». واوضح ان قذيفة مدفعية سقطت في منزلين متجاورين في المنطقة مما ادى الى وقوع «عدد كبير من الشهداء والجرحى وهم بداخل منازلهم» في هذه «المجزرة الجديدة». وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الحصيلة الأولية للمجزرة هي سقوط ثمانية شهداء بينهم امرأتان وطفلان وطفلة في الرابعة من العمر واصابة نحو 40 آخرين بينهم حالات بالغة الخطورة ونحو عشرة أطفال على الأقل. واستنكرت حركتا حماس والجهاد الاسلامى الجريمة النكراء فى مخيم رفح وقال عبد الله الشامى احد قادة الجهاد الاسلامى فى غزة ان العدو الصهيونى الحاقد يثبت يوما بعد يوم انه الاوقح والاشرس فى مواجهة المدنيين العزل حيث تحول ارتكاب المذابح ضد المدنيين الفلسطينيين الى فعل يومى وسياسة ثابتة ودارجة. واضاف الشامى ان دماء شهداء رفح لن تذهب هدرا مشيرا الى ان الرد الاسلامى والوطنى على المجازر البشعة سيكون مدويا مؤكدا ان العدو الصهيونى وقادته من مصاصى الدماء لايفهمون الا لغة القوة. من ناحيته قال اسماعيل هنية احد قادة حماس ان الجريمة والمذبحة البشعة تؤكد ان خيار المقاومة هو الاساس فى مقاومة المشروع الصهيونى الاستكبارى. واكد ان المقاومة الفلسطينية تعرف جيدا كيف ترد على هذه المجازر والقتل اليومى موضحا ان دماء هؤلاء الابطال لن تزيد الشعب الفلسطينى الا اصرارا على المقاومة والمواجهة والصمود. وزعمت مصادر عسكرية اسرائيلية ان فلسطينيين قاموا باطلاق صاروخ مضاد للدبابات بالاضافة الى اطلاق قناصين فلسطينيين النار باتجاه قوات الجيش الاسرائيلي كانت تقوم بأعمال هندسية في منطقة الحدود بين اسرائيل ومصر، بالقرب من رفح، ما ادى الى وقوع اضرار في احدى المركبات العسكرية، فقامت قوات الجيش باطلاق نار خفيفة وقذائف دبابات صوب مصادر النيران. وافاد شهود عيان، بأن الحادثة بدأت في أعقاب محاولة قوات الجيش الاسرائيلي اقامة نقطة مراقبة في المنطقة، وقام شبان فلسطينيون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة صوب القوة. ويدعي الجيش الاسرائيلي انه تم اطلاق صاروخ على احدى الجرافات، حيث ردت قوات الجيش باطلاق النار، بينما ادعت المصادر الفلسطينية ان قوة تابعة للجيش الاسرائيلي هي التي فتحت النيران صوب منازل السكان. وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية ان الحادثة هي نتيجة مباشرة للقاء رئيس الحكومة، ارييل شارون، مع رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش. وقال الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة انتقد مساء امس استشهاد المواطنين الفلسطينيين في غزة، وذلك خلال لقائه مع شارون وطلب باول من شارون ايضاحات عن ظروف العملية. وقد شارك في الاجتماع الذي تناول بالأساس الموضوع الفلسطيني وقضية نهر الوزاني، كل من سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة، داني أيلون، وسكرتير الحكومة، غدعون ساعار، ومسئولون كبار في الخارجية الاميركية في حين قالت مصادر فلسطينية ان المجزرة هي نتيجة مباشرة للقاء شارون وبوش. وبذلك يكون جيش شارون قد قطع الطريق على لقاء فلسطيني اسرائيلي موسع كان اعلن عنه بعد اجتماع الليلة قبل الماضية بين وزير الخارجية في حكومة شارون شيمون بيريز وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لبحث تخفيف الحصار واستئناف المفاوضات. وفي محاولة جديدة من قبل واشنطن لذر الرماد في العيون وايهام العرب بالاهتمام بالنزاع الى جانب خطط ضرب العراق كشفت الصحف العبرية امس عن مسودة لخطة عمل حملت اسم «خارطة الطرق» سلمها بوش لشارون ويحملها وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة تتضمن ثلاث مراحل للتسوية السياسية. واوضحت الصحف ان المسودة هذه التي لم يوافق عليها بعد بوش في دلالة على عدم جديتها تتضمن ثلاث مراحل تبدأ باصلاحات فلسطينية، وانسحابات اسرائيلية وتحييد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى مكانة رمزية فقط فيما يعقد مؤتمر دولي في المرحلة الثانية بحلول منتصف العام 2004 لاعلان دولة فلسطينية مؤقتة الحدود تتولى في المرحلة الثالثة وبحلول 2006 المفاوضات النهائية مع اسرائيل على ان تكون هذه المفاوضات من دون سقف زمني وهو ما يفتح المجال مجدداً للتسويف والمماطلة اللذين انتهجتهما حكومات الاحتلال المتعاقبة. القدس المحتلة ـ غزة ـ «البيان» والوكالات:

Email