تركيا: واشنطن تستهدف نفط المنطقة، خطط حربية أميركية جديدة لضرب العراق ونقل مجموعتي قتال للكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 بدأت الولايات المتحدة الأميركية باعداد خطط حربية جديدة لضرب العراق تكون فيها عمليات التدخل اسرع وبكمية اكبر من الاسلحة الذكية. كما صدرت الاوامر لمجموعتي قتال رئيسيتين بالتحرك إلى الكويت وذلك بعد يومين من نقل مقار قيادات من كاليفورنيا والمانيا إلى الكويت. وفيما هددت بغداد امس برفض استقبال المفتشين اذا هيمنت واشنطن على فرقهم كشف بولنت اجاويد رئيس الوزراء التركي ولاول مرة عن مخطط اميركي يستهدف نفط المنطقة. فقد أصدر وزير الدفاع الاميركى دونالد رامسفيلد أوامره الى مجموعتى قتال اميركيتين مكلفتين بخوض المعارك بالتحرك الى الكويت. وذكرت شبكة «سى ان ان» الاخبارية الاميركية نقلا عن مصادر حكومية اميركية ان المجموعتين هما من مجموعات المعارك الرئيسية. كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» امس عن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قوله ان القيادات الاميركية الاقليمية تلقت اوامر باعداد خطط حربية تكون فيها عمليات التدخل اسرع وبكمية اكبر من الاسلحة الدقيقة وعدد اقل من الجنود. واعتبر رامسفيلد ان الجيوش الاميركية سيكون بامكانها في هذه الحالة الانطلاق في عمليات قتالية في وقت اسرع وبعدد اقل من الجنود مما كان يعتقد انه ممكن قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقالت الصحيفة ان تعبئة اسرع واللجوء الى قوات خفيفة واكثر «مرونة» قد يعطيان الرئيس الاميركي جورج بوش المزيد من حرية التصرف في الازمة العراقية. وبالتالي فانه يمكن للبيت الابيض ان يأخذ الوقت اللازم للعمل مع الامم المتحدة لارسال مفتشي نزع الاسلحة العراقية وفي الوقت ذاته الانطلاق في هجوم محتمل بعدد ادنى من الجنود لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين خلال فصل الشتاء المقبل الذي يعتبر اقصى موعد لشن حرب في الخليج. واعتبر رامسفيلد ان القوات التي كانت تقاس بعددها الكبير حسب النظريات العسكرية العائدة الى ما بين عشر الى عشرين سنة، لم تبق اليوم صالحة لان الاسلحة الحالية اكثر خطورة ودقة. واشار مسئول البنتاغون الى ان «الذخيرة الدقيقة والمسيرة عن بعد يمكن ان تعطيك فعالية افضل من القنابل» التقليدية بعشر مرات. من جهة أخرى أكد العراق احتفاظه بحق وقف التعاون مع المفتشين الدوليين إذا ما تبين هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على الفريق. وجاء التحذير على لسان رئيس المفتشين العراقيين حسن محمد أمين ليتزامن مع ارتفاع وتيرة التهديدات الأميركية بشن ضربة للإطاحة بالنظام الحاكم في بغداد، وفقاً لوكالة الاسوشيتدبرس. وتثير رسالة أمين إلى الامم المتحدة العقبات القديمة نفسها التي تهدد مهام بعثة فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة للتأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. وكان العراق قد تعهد بإزالة كافة العقبات أمام عودة الفريق بعد غياب دام أربعة أعوام والسماح لهم بدخول القصور الرئاسية وكل المواقع المشتبه بها، في رسالة من مستشار الرئيس العراقي صدام حسين، عامر السعدي، إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. والرسالة هي الثانية خلال أسبوع، حيث وُجهت الأولى لفريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة وتجاهل فيها العراق الرد المباشر على الرسالة التي بعثها كل من هانس بليكس رئيس فريق التفتيش، ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من الشهر الجاري. لكن الولايات المتحدة رفضت الرسالة الثانية التي بعث بها العراق إلى الأمم المتحدة، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية باول فاوتشر ان العراق يواصل التلاعب بالالفاظ وعدم الانصياع لمطالب الأمم المتحدة. على صعيد آخر كشف بولنت أجاويد رئيس الوزراء التركى فى تصريحات غير مسبوقة لشبكة «سى ان ان» التركية أمس الأحد النقاب عن ان هناك مخططا اميركيا بخصوص نفط الشرق الاوسط، وأضاف انه «بالنسبة لموضوع كركوك الغنية بالبترول والتي أكد الاكراد فى مسودة دستورهم انها عاصمتهم فنحن سننتظر ونراقب، والرئيس صدام حسين حاليا تحت الاشراف، والحصار الاقتصادى والعقوبات مستمرين على العراق، مكتفيا بالقول انه لا يوجد داع لاكثر من ذلك». وحذر رئيس الوزراء التركى من ان الاعمال الجارية فى شمال العراق تجاوزت حدودها وتثير قلق بلاده البالغ حيث انه من الممكن ان نفقد اعدادا كبيرة من شبابنا. وقال متسائلا هناك «موضوع غريب بيننا وبين الولايات المتحدة. والوضع يدفعنا الى طرق لا نرغب السير فيها، ويجب ان نضع حدا لذلك». محذرا من ان تركيا فى مخاطر جدية وجها لوجه وفى موضوع لا يهمها. واكد فى الوقت نفسه رفض الحكومة التركية لشن حرب على العراق. وقال لا أفهم معنى للحرب الجديدة، مؤكدا ان تركيا لا تحبذ الاشتراك فيها ولكنها ستنجرف لدخولها الامر الذى سيؤدى للقتل والدمار، مشيرا الى ان الشباب الاميركي والبريطانى لن يتضرروا بقدر تضرر شبابنا فتركيا ستتكبد خسائر ضخمة. وحذر من ان تركيا تنجرف للحرب وخارج نطاق ارادتها، موضحا انه بوسعنا القول الان ان دولة كردية قد قامت بالفعل فى شمال العراق. واشار رئيس الوزراء التركى فى تصريحات لصحيفة «ميلليت» التركية الى ان بلاده بدأت بالعمل السياسى بخصوص التطورات الجارية فى شمال العراق، وقال انه بالرغم من ان تركيا لا ترغب فى الحرب، الا انها بدأت الانجراف اليها. واعرب عن اعتقاده بأن احتمالات عملية عسكرية اميركية ضد العراق كبيرة جدا ولذلك فإن تركيا مضطرة لان تحمى مصالحها الوطنية لانه لا يمكنها الموافقة على قيام دولة كردية شمال العراق، مؤكدا ان حكومته انهت استعداداتها العسكرية والدبلوماسية فى مواجهة كافة الاحتمالات. ودعا اجاويد الولايات المتحدة الى ان تضع مكانة تركيا بعين الاعتبار وضمن الشراكة الاستراتيجية، وان تنظر للموقف التركى الحالى وفى المستقبل بمنتهى الدقة والحذر، موضحا ان مكانة تركيا وقوتها يجب ألا تؤخذ فى الاعتبار فى شمال العراق فحسب وانما فى البلقان والقوقاز والشرق الاوسط ايضا. ـ الوكالات

Email