السلطة تطالب بأموالها في اسرائيل لمواصلة الاصلاحات، حكومة فلسطينية جديدة خلال 10 أيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية سيعلن خلال عشرة أيام تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون مهمتها الاساسية العمل على انهاء الاحتلال ومتابعة عملية الاصلاح، فيما اكد سلام فياض وزير المالية الفلسطيني انه أبلغ واشنطن ضرورة التحويل الدوري لاموال السلطة لدى اسرائيل من أجل مواصلة الاصلاحات. ميدانيا استشهد شابان فلسطينيان في خانيونس وطولكرم برصاص قوات الاحتلال بينما أصيب العديد من المواطنين الذين حاولوا تحدي نظام منع التجول في القدس. فقد بدأ عرفات مشاورات جديدة أمس لاعداد الحكومة الجديدة مع منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس التشريعي والفصائل الفلسطينية على رأسها حركة التحرير الوطني «فتح» التي يترأسها. وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات من المتوقع ان تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن وبالتحديد خلال عشرة ايام ... ومن المتوقع ايضا دخول وجوه جديدة». وقال مسئول فلسطيني بارز رفض نشر اسمه ان الرئيس الفلسطيني «سيدخل شخصية بارزة من حركة فتح الى الحكومة الجديدة لتولي منصب حساس» مضيفا ان هناك ضغوطا خارجية على عرفات لتشكيل الحكومة في مدة زمنية قصيرة جدا. واستقالت الحكومة الفلسطينية في السابع من سبتمبر الماضي عندما اقترب المجلس التشريعي الفلسطيني من اتخاذ قرار بحجب الثقة عن الحكومة التي شكلها الرئيس الفلسطيني في يونيو الماضي بعد ضغوط دولية طالبت بالاصلاح الداخلي. وقال ابو ردينة ان برنامج الحكومة الجديدة سيتمثل في العمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعداد للانتخابات والاستمرار في الاصلاح على ان يتم ذلك بمساندة اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا من خلال تهيئة المناخ المناسب لعملية الاصلاح والانتخابات بالضغط على الحكومة الاسرائيلية للانسحاب. من جانبه حذر وزير المالية الفلسطيني الادارة الاميركية من مخاطر استمرار الاجراءات الاسرائيلية من حصار ومنع تجول وما يترتب على السياسات الاستيطانية من تقويض لفرص اقامة دولة فلسطينية حسب رؤية جورج بوش الرئيس الاميركي. وقال فياض الذي عاد من واشنطن يوم أمس الأول في تصريح له أمس انه ناشد الادارة الاميركية المساعدة فى تأمين التحويل المنتظم للمستحقات المالية الفلسطينية المحتجزة لدى الحكومة الاسرائيلية. واضاف انه ركز على ضرورة التحويل الدورى والمنتظم لأموال الضرائب التى تجبيها اسرائيل وضرورة الافراج عن جميع المستحقات التى تحتجزها، مشيرا الى أن الجانب الاسرائيلى حول الدفعة الثالثة من المستحقات المالية الفلسطينية بقيمة 70 مليون شيكل مؤخرا. وأوضح فياض انه شرح للمسئولين الاميركيين بشكل مفصل الوضع الراهن فى الاراضى الفلسطينية وطبيعة المعاناة والصعوبات التى يواجهها المواطنون من حصار ومنع للتجول والاجتياحات والاغتيالات والانعاكسات الاقتصادية الناجمة عنها على الحياة اليومية للمواطن الفلسطينى. ووصف فياض الاجتماعات التى عقدها مع المسئولين الاميركيين بأنها جرت فى اجواء ايجابية، معربا عن أمله فى ان تتم ترجمة ما نوقش خلالها على الارض فى ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها السلطة الفلسطينية. واضاف انه وضع المسئولين الاميركيين فى صورة التقدم الذى تم انجازه فى مجال الاصلاح المالى اضافة الى خطط السلطة المستقبلية، مركزا على الدور الحيوى الذى يلعبه استئناف التحويل المنتظم لأموالنا لدعم عملية الاصلاح المطلوبة. وأكد أن الاصلاحات لن تحقق نتائج ملموسة الا بزوال جميع القيود والعقبات والاجراءات المفروضة على الشعب الفلسطينى. ميدانيا واصلت قوات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني حيث اطلقت النار على الشاب عرفات سليم أبورجيلة (20عاما) في شرق خانيونس بجنوب قطاع غزة ما أسفر عن استشهاده. وقال شهود عيان ان ابو رجيلة كان يعمل في أرض عائلته شرق بلدة عبسان قرب الخط الأخضر عندما فتحت دبابة اسرائيلية موجودة على الخط الفاصل النار على المزارعين في المنطقة. من ناحية أخرى اعتقلت قوات الاحتلال خمسة نشطاء لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في الضفة الغربية. في هذه الاثناء اصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين الذين شاركوا في التظاهرة السلمية الاحتجاجية قرب الحاجز العسكرى الاسرائيلى المقام على مفرق طريق العيزرية ابوديس شرق مدينة القدس المحتلة اثر محاولات قمعهم من قبل اعداد كبيرة من جنود الاحتلال الاسرائيلى الذين استخدموا الاعيرة النارية والقنابل الصوتية والغازية السامة والمسيلة للدموع، وتم نقل عدد منهم الى المستشفى للعلاج. وكان مواطنو العيزرية وابوديس والسواحرة الشرقية قد كسروا نظام منع التجول الذى فرضته قوات الاحتلال فجر أمس فى محاولة لاجهاض التظاهرة التى شارك فيها نشطاء سلام من حركات سلام اسرائيلية وعربية استجابة لدعوة اللجنة السياسية العليا والقوى والهيئات والمؤسسات الوطنية فى القدس واللجان الشعبية فى ضواحى القدس الشرقية احتجاجا على قيام قوات الاحتلال بناء الجدار الفاصل الذى يعزل القدس عن ضواحيها الشرقية وعن محافظتى بيت لحم والخليل. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالاحتلال وتطالب بزواله ووزعوا بيانات مفادها ان الاحتلال ليس عدوا للشعب الفلسطينى وطموحاته الوطنية فحسب بل هو عدو للانسانية. وشارك فى التظاهرة اعضاء قوى سياسية وجمعيات ومؤسسات عربية ويهودية من داخل الخط الاخضر بالاضافة الى نشطاء سلام اجانب فضلا عن قيادات وشخصيات وطنية ودينية مقدسية. القدس المحتلة ـ غزة ـ «البيان»:

Email