«معاريف»: أبو مازن وافق على تسوية شارون المرحلية، خطة أميركية اسرائيلية للتهدئة في فلسطين تحضيراً لضرب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 6 شعبان 1423 هـ الموافق 12 أكتوبر 2002 أكد مسئول اسرائيلي صحة تقارير عبرية عن وجود خطة أميركية اسرائيلية لتهدئة المواجهات في فلسطين لتمكين واشنطن من شن حربها المزمعة ضد بغداد وتمكن الارهابي ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال من التملص من خطة اللجنة الرباعية الدولية الوشيكة عبر ترويج تسوية مرحلية يواصل شارون بحسب المصادر الاسرائيلية بحثها مع مسئولين فلسطينيين على رأسهم محمود عباس (ابو مازن) الذي كشفت المصادر نفسها انه وجه انتقادات غير مسبوقة لياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وقبل الاستجابة لمطلب وقف كافة اشكال المواجهات تمهيدا لترميم العملية السلمية استناداً للتسوية المرحلية. ففي معرض تعليقه حول سؤال لاذاعة جيش الاحتلال ان كانت اسرائيل سترد على عملية تل ابيب الاستشهادية قال روني ميلو وزير التعاون الاقليمي في حكومة شارون ان «اسرائيل تساهم بضبط النفس في جهود شل المخاطر الآتية من العراق» مضيفا انه «في الوقت الحالي يشكل ضبط النفس من جانب اسرائيل تعبيرا عن القوة استعدادا لهجوم أميركي على العراق واسلحته الكيماوية والجرثومية وامكانياته النووية». ودعا الوزير بدون حقيبة داني نافيه وهو من «الصقور» في الليكود الذي يتزعمه شارون، الى التزام الحذر ايضا. وقال نافيه للاذاعة «يجب عدم الرد بشكل آلي على كل الاعتداءات حتى اذا كان يجب مواصلة الحرب ضد الارهاب حتى لا يعتقد الفلسطينيون انهم يتمتعون بسبب التطورات في الملف العراقي بنوع من الحصانة». واضاف «علينا ان نفكر ونتصرف بذكاء لتجنب الاضرار بالجهود الاميركية لتشكيل تحالف مناهض للعراق». وتأتي هذه التصريحات تأكيداً لتقرير نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية امس كشفت فيه عن ان طاقما أميركيا اسرائيليا يعكف حاليا على اعداد خطة «لتخدير المواجهات» في فلسطين واستئناف المسيرة السلمية. لكن التقرير نفسه أكد ان اسئتناف هذه المسيرة لن يكون على حساب رؤية شارون للحل المرحلي طويل المدى ونقلت عن مصادر أميركية قولها ان ادارة جورج بوش لن تضغط على شارون لقبول الجداول الزمنية الواردة في الخطة الوشيكة للجنة الرباعية الدولية الخاصة باقامة الدولة الفلسطينية بحلول العام 2005. وكان شارون جدد التأكيد في تصريحات للصحف العبرية امس انه يواصل اتصالات هاتفية وعبر وسطاء مع مسئولين فلسطينيين على رأسهم محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لبحث «التسوية المرحلية» التي يقترحها رئيس الوزراء الاسرائيلي والتي أكد تقرير «هآرتس» انها ذر للرماد في العيون وتأتي في اطار «خطة التخدير» الأميركية الاسرائيلية المشار اليها. وفي هذا الاطار كشفت «معاريف» بدورها ان وزارة الخارجية الروسية بعثت بتقرير مفصل للادارة الأميركية حول زيارة أبو مازن الاخيرة لموسكو ووصل جزء من التقرير الى مكتب شارون. ونقلت الصحيفة العبرية عن التقرير الذي وصفته بالسري ان أبو مازن هاجم خلال لقاءاته المسئولين الروس عرفات بشكل غير مسبوق محملاً إياه مسئولية اندلاع الانتفاضة وانه لم يستمع له ولمسئولين اخرين حذروه من نتائجها. واشار ابو مازن بحسب التقرير انه وكبار فلسطينيون آخرون توصلوا الى قناعة بوجوب الاستجابة لمطلب اسرائيل: وقف مطلق للعنف بكل اشكاله في المرحلة الاولى. وبعد ذلك، وبعد احلال الهدوء المطلق يمكن اعادة ترميم المسيرة السياسية. وحسب التقرير الروسي فانه، في المفاوضات السرية التي يجريها ارييل شارون مع الفلسطينيين احرزت موافقة كاملة على الخطة التي يقترحها وهي: وقف العنف في البداية، ثم استئناف المفاوضات السياسية عشية اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. وحسب التقرير، طرح في النقاشات التي جرت بين اسرائيل ومسئولين فلسطينيين اقتراحا بتنفيذ هذه الخطة في غزة اولا، وقال ابو مازن في موسكو، نستطيع ان ننفذ ذلك بواسطة البنية التي تم الحفاظ عليها». واضاف ان بنية مكافحة المتطرفين بقيت على حالها ولكنها ضعفت جدا وليس ثمة ما يضمن قدرتها في الوضع الحالي، على تنفيذ ما هو ملقى عليها. لذلك فان الخطة المفصلة لابو مازن ورفاقه هي التوصل في المرحلة الاولى الى اتفاق مع حماس والجهاد الاسلامي حول صيغة لوقف العمليات. وبعد ذلك ـ وبعد مرور عدة اشهر (بين 5 ـ 9 اشهر) على ترميم السلطة وبعد اجراء اصلاحات شاملة في اجهزتها وبعد تهدئة الارض، يمكن فرض نظام حقيقي على الارض بما في ذلك استخدام القوة وقت الضرورة. في موازاة ذلك استشهد مقاومان امس في قطاع غزة خلال محاولة زرع عبوة ناسفة برصاص الاحتلال فيما أعلن عن استشهاد فتى متأثراً بجراح مجزرة خانيونس لترتفع حصيلتها الى 18 شهيداً. وهاجمت مجموعة من المقاومة قافلة للمستوطنين في القطاع فيما اعترف الاحتلال باصابة جندي اسرائيلي بالرصاص قرب نابلس في الضفة الغربية. القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email