بغداد تحذر واشنطن من «الحماقات» وتهددها بـ «درس لن تنساه»، أميركا ترفض عرضاً عراقياً بتفتيش «المواقع المشبوهة»، «النواب» يصوت لصالح الحرب والطائرات تغير على مطار البصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 رفضت الولايات المتحدة عرضاً عراقياً بارسال خبراء تفتيش فوراً للتحقيق من مواقع تقول واشنطن انها تشتبه في انتاجها اسلحة محرمة في حين حذرت بغداد من انها ستلقن الادارة الأميركية درساً لن تنساه حيال اقدامها على اي حماقة جديدة، وتزامنت التحذيرات العراقية مع غارة جوية شنتها طائرات اميركية ضد مطار البصرة ادت الى تدمير نظام للرادار به في عملية هي الثالثة من نوعها خلال 40 يوماً. ومع تصديق مجلس النواب الاميركي ليلة أمس على قرار يخول جورج بوش الرئيس الاميركي استخدام القوة ضد العراق، ابدى توني بلير رئيس وزراء بريطانيا تفهمه للموقف الروسي ومصالحه الاقتصادية في العراق خلال زيارته لموسكو امس قائلاً «اننا نتفهم هذه المصالح». ورفض البيت الابيض امس عرض العراق السماح لمفتشين اميركيين بتفتيش مواقعه للاسلحة وطالب الرئيس العراقي صدام حسين بالاذعان لقرارات الامم المتحدة الخاصة باغلاق ملفات وبرامج الاسلحة العراقية. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ان «الامر ليس بيد العراق.. الامر بيد الامم المتحدة». وأضاف «السؤال الوحيد الذي ما زال مطروحا هو ما هي الشروط التي سيعود مفتشو الاسلحة بموجبها حتى يتمكنوا من اداء مهمة فعالة». وقال فلايشر ايضا ان الرئيس الاميركي جورج بوش يتوقع تأييدا كبيرا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الاميركي على مشروع قرار يخوله استخدام القوة العسكرية ضد بغداد مشيرا الى ان الامل يحدوه في ان يظهر هذا الامر للعراق جدية التهديدات الاميركية باستخدام القوة العسكرية اذا لم يذعن لقرارات الامم المتحدة ويتخلى عن برامجه للاسلحة. وتابع «يأمل الرئيس ان يبعث هذا رسالة قوية الى العالم والى العراق مفادها انه اذا لم يلتزم العراق بقرارات الامم المتحدة فان الولايات المتحدة مستعدة لفرض السلام بالقوة». واضاف «يحدو الرئيس الامل في ان يدرك العراق جدية الولايات المتحدة وحلفائنا والعالم.. ويذعن لقرارات الامم المتحدة». على صعيد آخر يصدّق مجلس النواب الاميركي للموافقة على قرار حرب تقول ادارة بوش انه ضروري لتدمير اسلحة الدمار الشامل التي تعتقد واشنطن ان العراق يخفيها. وفي ختام ثلاثة ايام من المناقشات بشأن القرار الذي قد يمهد الطريق الى شن حرب على العراق يقترع المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون على مشروع القرار في وقت لاحق. وقال كولن باول وزير الخارجية الاميركي في حديث مع لاري كينغ في شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية امس «اعتقد ان من المهم ان نتحرك الان بحزم ودون ابطاء». لذلك امل ان يتحرك الكونجرس دون ابطاء فيما يتعلق بقراره... لان هذا سيظهر ان اميركا تقف صفا واحدا وراء هذا الجهد مضيفا ان اظهار مثل هذا الحسم سيساعد واشنطن على استصدار قرار جديد صارم من مجلس الامن بشأن نزع سلاح العراق». واضاف باول «كل هذا سيحدث في مستقبل غير ببعيد في غضون ايام او ربما اسبوع او اثنين». وكانت قد جرت عملية تصويت تمهيدية صباح امس في الكونغرس تفسح المجال لتصويت سريع على قرار يخول بوش اللجوء الى القوة ضد العراق. وصوت اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي ب75 صوتا مقابل 25 على نهاية المناقشات العامة حول مشروع القرار الذي سيطرح للتصويت على المجلسين في وقت لاحق. وما زال امام اعضاء مجلس الشيوخ مهلة اقصاها 30 ساعة (18 دقيقة لكل منهم) لتأكيد موقفهم علنا اذا ما ارادوا. ومن المرجح ان يستخدم المعارضون المتشددون للقرار امثال السيناتور الديمقراطي روبرت بيرد (فرجينيا الغربية) وحدهم هذه الفرصة الاخيرة في الكلام. وقال احد المقربين من السيناتور توم داشل زعيم الغالبية الديمقراطية في الكونغرس ان بيرد يمكن ان يفيد من اربع ساعات للكلام، مستخدما بذلك الوقت الذي لن يستخدمه اعضاء اخرون من حزبه. غير ان الخبراء يؤكدون ان عملية التصويت ستمنح في نهاية المطاف الرئيس السلطات التي يطالب بها، اذ ان مجلس النواب تسيطر عليه غالبية جمهورية. من ناحية اخرى اكد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني انه يبدي «تفهما» لقلق روسيا ازاء مصالحها الاقتصادية في حال نشوب نزاع مع بغداد وذلك لدى وصوله امس الى موسكو لاجراء محادثات حول العراق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بلير «لروسيا مصالح مشروعة جدا وهي تريد ان نتفهم ذلك، ونحن نفعل» في اشارة الى آثار اي نزاع محتمل مع العراق على الاقتصاد الروسي من اسعار النفط وصولا الى الدين العراقي المستحق لروسيا (7-9 مليارات دولار). واضاف رئيس الوزراء البريطاني «لو كان النفط هو المسألة الوحيدة التي تقلقنا، فان هناك الاف الطرق اسهل مما نحاول القيام به حاليا كنا حاولنا التوصل الى اتفاق مع (الرئيس العراقي) صدام حسين بدلا من تهديده». واضاف «ان انذارا واضحا يجب ان يوجه الى صدام حسين» يتيح وصول مفتشي نزع الاسلحة بدون قيود. وقال بلير اذا حاول الرئيس العراقي عرقلة هذه الجهود «فسيكون عليه حينئذ نزع اسلحته بطريقة اخرى» في اشارة الى استخدام القوة ضد بغداد. من ناحية اخرى نقل التلفزيون العراقي عن ناطق رسمي ان طائرات اميركية شنت امس الخميس غارة على مطار البصرة الدولي جنوب العراق ودمرت نظاما للرادار. واعلن ناطق باسم وزارة النقل والمواصلات ان مطار البصرة الدولي تعرض صباح امس الى هجوم من قبل الطائرات الاميركية والبريطانية للمرة الثالثة على التوالي. وقال «تم صباح امس اعادة ضرب مطار البصرة الدولي حيث استهدفت غربان الشر الاميركية للمرة الثالثة ضرب وتدمير منظومة الرادار المدنية في المطار مما تسبب في اضرار لحقت في ابنية الخدمات والمسافرين للمطار». واضاف المتحدث «ان هذا العمل العدواني الارهابي يهدف الى حرمان ابناء شعبنا من حقهم المشروع في استخدام طائراتهم ومطاراتهم المدنية بشكل آمن كما تضمنتها انظمة وقوانين الطيران المدني». واوضح الناطق «ان المنظومة التي تم تدميرها تستخدم في عمليات هبوط واقلاع الطائرات المدنية وفق اجراءات السلامة الجوية المطلوبة». واكد الناطق العراقي « انه في الوقت الذي ندين هذا العدوان الاميركي المستمر تناشد سلطة الطيران المدني العراقي منظمة الطيران المدني الدولي والهيئة العربية للطيران لاخذ دورهما لمنع تكرار هذه الاعمال العدوانية الارهابية المتكررة على مطاراتنا المدنية وشجبها واستنكارها كونها تتنافى ومبادئ المنظمة الدولية». وكان مطار البصرة الدولي قد تعرض الى هجومين من قبل الطائرات الاميركية، الاول في 31 من اغسطس من العام الماضي والثاني في 25 و29 سبتمبر الماضي. واسفرت غارة جوية الاربعاء على شمال العراق عن مقتل اربعة عراقيين واصابة عشرة اخرين. الوكالات

Email