مقتل اسرائيلية واصابة 16 آخرين بعملية استشهادية شرق تل أبيب، شارون يعرض على بوش احتلال غزة والقضاء على السلطة نهائياً، 3 شهداء والمقاومة ترد على اجتياح رفح بتدمير دبابتين وجرافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 نفذ جيش الاحتلال اجتياحاً جديداً لمنطقة رفح تصدت له المقاومة الفلسطينية ببسالة وتمكنت من اعطاب دبابتين وجرافة عسكرية فيما سقط فتى وطفل شهيدين خلال المعركة التي تزامنت مع احتلال 23 قرية في الضفة الغربية وقتل فلسطيني واعتقال 85 آخرين كما تمكن احد المقاومين من تنفيذ عملية استشهادية شرق تل ابيب ادت لمقتل اسرائيلية واصابة 16 آخرين، وجاء تصاعد العدوان تمهيداً لزيارة السفاح ارييل شارون المرتقبة لواشنطن حيث يحمل معه مخطط العدوان الشامل المتمثل في القضاء على السلطة الفلسطينية نهائياً واحتلال قطاع غزة فور بدء الهجوم الأميركي على العراق. ومع اقتراب فجر الأمس توغلت نحو 40 دبابة وآلية عسكرية وجرافة في «بلوك ج» لمدينة رفح ومخيم يبنا المتاخم لها مدعومة بقصف المروحيات حيث هدمت عشرة منازل وقتلت طفلاً في الثانية عشرة من العمر وفتى في السابعة عشرة واصابت اربعة اطفال آخرين كانوا داخل منازلهم التي تعرضت لقصف وحشي. وهرع مقاومو الفصائل الفلسطينية للتصدي لهذا العدوان وخاضوا معركة بطولية لنحو أربع ساعات تمكنوا خلالها من اعطاب دبابتين وتدمير جرافة عسكرية ضخمة واصابة سائقها. وفي هذه الاثناء نجح فدائي تمنطق بحزام ناسف في التسلل الى ضاحية بني براك شرق تل أبيب واتجه ليستقل حافلة مزدحمة بجنود الاحتلال لكنه انزلق عن درجات الحافلة بعد اغلاق الباب على رأسه فسقط على الرصيف ونزل سائق الحافلة وطبيب لاسعافه ظناً انه اسرائيلي لكنهم اكتشفوا الحزام الناسف فسارعوا الى تثبيته ارضاً حتى اخلاء الحافلة قبل ان يهربوا فقام الفدائي وركض مترنحاً الى تجمع اسرائيلي صغير يضم جنديين وفجر نفسه قبل ضبطه فقتل اسرائيلية واصاب 16 آخرين. وعلى الفور شن جيش الاحتلال حملة انتقامية في الضفة الغربية تركزت في منطقة رام الله حيث احتل 23 قرية واعتقل نحو 85 فلسطينياً فيما اعلن عن استشهاد شاب برصاص الاحتلال في الخليل. وفي ظل هذه الاجواء كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية امس ان ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال اعد مخططاً لعرضه على الادارة الأميركية خلال زيارته المقبلة لواشنطن يتضمن «القضاء النهائي على اتفاق اوسلو». وقالت الصحيفة ان المخطط هذا يتضمن ايضاً اعادة احتلال كامل قطاع غزة بالتزامن مع انهاء السلطة الفلسطينية بشكل تام وذلك بالتزامن مع بدء الضربات الاميركية المرتقبة للعراق ومن ثم بدء مفاوضات جديدة مع قيادات فلسطينية بديلة وفق الشروط الاسرائيلية. واضافت «هآرتس» ان شارون كان اوفد مبعوثاً سرياً الاسبوع الماضي الى واشنطن هو آفي ريختر رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» حيث التقى كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأميركي وقادة وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي ايه» لاقناعهم بوجهة نظر شارون. ويسعى شارون لاقناع ادارة جورج بوش بمخططه هذا استناداً الى مزاعم ان الفلسطينيين سيلجأون الى التصعيد حال بدء الحرب الأميركية ضد بغداد وينبغي استباق ذلك بخطوة عسكرية شاملة. ويتضح ذلك من حرص شارون ووزير حربيته بنيامين بن اليعازر على التواطؤ لضمان بقاء ائتلافهما الحكومي في وجه خصومهما الداخليين وتحديداً لمحاولة قطع الطريق على تزايد فرص حاييم رامون في هزيمة بن اليعازر وفوزه بزعامة حزب العمل. ولمواجهة ضغوط رامون الذي كان تعهد بتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة بعد انسحاب «العمل» من حكومة شارون لاخلاء المستوطنات لجأ الارهابيان شارون وبن اليعازر الى «مسرحية» تدور حول قرار اخلاء 24 مستوطنة عشوائية بعضها مأهول. وكشف وزراء اسرائيليون لـ «يديعوت احرونوت» ان اقطاب هذه المسرحية هم بن اليعازر الذي يسعى لتحسين صورته داخل حزبه وشارون الذي بقي بعيداً عن هذه اللعبة ومجلس المستوطنات الذي حصل على ضمانات بعدم اخلاء سوى 24 بؤرة عشوائية من بين 109 أقامها في الضفة الغربية. غزة ـ ماهر ابراهيم: رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي:

Email