تحليل اخباري

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 1 شعبان 1423 هـ الموافق 7 أكتوبر 2002 يثير حادث انفجار ناقلة النفط الفرنسية داخل المياه الاقليمية لليمن علامات استفهام كبيرة حول الجهة التي تقف وراءه مع تأكيد مصدر فرنسي بأنه عمل مدبر رغم ان وزارة الخارجية الفرنسية امتنعت عن التعليق بانتظار نتائج التحقيق. والاسئلة التي تثار في هذا الشأن تدور حول المنطقة التي وقع فيها الحادث وطريقة التفجير والهدف ثم المستفيد من هذا العمل. اما بالنسبة للمنطقة فهي منطقة أصبحت اليوم تحت رقابة البحرية الأميركية اضافة الى التعاون الأمني الوثيق بين السلطات الأمنية اليمنية والأميركية لتأمين الممرات البحرية وملاحقة أعضاء تنظيم «القاعدة» منذ أن هاجم هذا التنظيم المدمرة الأميركية «كول» في ميناء عدن العام 2000 كما أنه تعزز بعد أحداث 11 سبتمبر. اما بالنسبة لطريقة التفجير حسب ما صرح به المصدر الفرنسي فهي مشابهة لحادث تفجير «كول». وعلى هذا فان المكان والهدف وطريقة التفجير يبدو المقصود منها الخروج باستنتاج أن منفذ هجوم كول هو منفذ هجوم الناقلة الفرنسية، والمنفذ دائماً بالمنطق الأميركي هم العرب والمسلمون. لكن المدقق بالحادث يرصد ملامح العمل الاستخباري وراءه لاعادة رسم سياسات الاخرين بالارهاب العسكري والسياسي. وهذا الارهاب الذي يتستر خلفه من يصف العرب والمسلمين بالارهاب يحمل رسالة واضحة لمعارضي ضرب العراق وعلى رأسهم فرنسا وألمانيا والصين وروسيا. وهي الدول التي ارتأت اتخاذ موقف مغاير للموقف الأميركي البريطاني الاسرائيلي من ضرب العراق والأمة العربية لحملها على تغيير مواقفها وخصوصا فرنسا، بعد كيّها بنار «الارهاب». وتوقيت الحادث لا ينفصل عما يجري حاليا في كواليس مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يلبي الرغبة الأميركية البريطانية الاسرائيلية الجامحة والمجنونة نحو الحرب، وكأن الحادث جاء ليقول لفرنسا (الضحية هذه المرة) بأن تدير وجهها الى الجهة التي تصب في مصلحة تلك الأيدي الخفية التي نفذت الحادث. والواضح أن فرنسا فهمت الرسالة اللعبة، ورغم اعلان مصدر في السفارة الفرنسية بصنعاء بأن الحادث مدبر إلا انه لم يطلق أية اتهامات لأي جهة، كما ان وزارة الخارجية الفرنسية امتنعت عن التعليق على الحادث قبل ظهور نتائج التحقيق، وهو ما يبقي فرنسا في موقف قوي في مجلس الأمن في معارضتها للتوجه الأميركي، وان تقف في وجه جنون الحرب مدعومة بموقف المانيا وروسيا والصين. كتب المحرر السياسي:

Email