الجيش السوداني ينفي بشدة «مزاعم التمرد»، حركة قرنق تعلن تدمير محطة ضخ النفط الرئيسية في هجليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 اعلنت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تخوض منذ نحو عقدين حرباً اهلية في جنوب البلاد، ان قواتها دمرت المحطة الرئيسية للتجميع والضخ في اهم حقول النفط بالبلاد. وفيما اعتبرت الحركة التي يتزعمها العقيد جون قرنق «العملية النوعية الجريئة» تمثل «مجرد بداية لمفاجآت عاجلة وليست آجلة»، سارع الجيش الحكومي إلى نفي «مزاعم الحركة التي تهدف إلى رفع الروح المعنوية المنهارة لقواتها». وكان الناطق الرسمي باسم حركة قرنق، ياسر عرمان قد اعلن في بيان مكتوب ان قوات الحركة تمكنت من تدمير اكبر محطة لضخ النفط في حقول هجليج. وقال عرمان في البيان الذي وزع بالفاكس ان «قوة خاصة من قواتنا التابعة للواء (20) المتمركز في فارينق تمكنت من الوصول إلى داخل هجليج اهم موقع لانتاج وتجميع البترول السوداني، وقامت عند الساعة الثانية وخمس واربعين دقيقة من فجر 30 سبتمبر بتدمير محطة تجميع وضخ البترول الرئيسية في هجليج والتي تضخ البترول من الجنوب إلى الشمال. وجاء في البيان «الحركة الشعبية تهدي هذه العملية لدعاة الحسم العسكري في الخرطوم الذين يشنون هجوما شاملا على مواقعنا في الاستوائية ومناطق انتاج البترول وجنوب النيل الازرق. وليكن معلوماً لديهم ان عملية هجليج هي بداية ردنا على الهجوم الحكومي الحالي، وليترقب النظام مزيداً من المفاجآت عاجلا لا آجلا». وحذرت الحركة في البيان تحذير شركات البترول داعية إلى «التوقف عن انتاج البترول حتى الوصول لسلام عادل». ونؤكد على موقفنا في جولة ماشاكوس الثانية التي طالبنا فيها باعادة التفاوض على العقود المبرمة معها في انتاج البترول، وهذا ما سيحدث للوصول لأي اتفاق سلام». وفي تصريحات خاصة ادلى بها عبر الهاتف من اسمرا قال عرمان لـ «البيان» ان عملية هجليج بداية لرد عنيف من الحركة على معارك النظام التي فتحها على ثلاثة محاور في النيل الازرق منفذاً اعلانه الحرب الشاملة على الجيش الشعبي على كل الجهات وعزمه استرداد توريت. وكشف عرمان لـ «البيان» ان العملية نفذتها قوة خاصة تسللت إلى المدينة وبقيت فيها منذ فترة امنت اثناءها سلاحها وخططها وحضرت الضربة من على بعد الف متر فقط من المضخة. وتابع عرمان ان «القوة الخاصة التي نفذت العملية التي سميناها (بترولنا) عادت إلى مواقعها دون خسائر امس الاول، موضحاً ان النيران مازالت تشتعل في الموقع وابلغ عرمان «البيان» من ناحية اخرى ان معارك ضارية تدور في منطقة «آولو» في اعالي النيل حيث تستهدف قوات النظام الكرمك» وقال الناطق باسم حركة قرنق ان «الحل في العودة إلى ماشاكوس». واضاف: «نحن في حالة دفاع عن النفس وسنتبعها بضربات موجعة اخرى واذا ارادوا التهدئة عليهم قبول اقتراح الحركة باستئناف المفاوضات في ظل فترة طمأنينة». وفي الخرطوم قالت وكالة السودان للانباء ان الناطق الرسمي للقوات المسلحة الفريق محمد بشير سليمان «نفى بشدة ما ادعته حركة التمرد من تدمير الحقل الرئيسي لانتاج البترول بهجليج». واوردت الوكالة نص البيان التالي الصادر عن الناطق باسم الجيش الحكومي دون ان تنبه إلى ان الحركة لم تشر في بيانها إلى تدمير «الحقل الرئيسي لانتاج البترول»: «مواصلة لحربها النفسية الموجهة ضد شعبنا الكريم وقواته المسلحة اكثرت حركة التمرد هذه الايام الاشاعات الكاذبة رامية بذلك إلى رفع الروح المعنوية المنهارة لجنودها واقناع الذين يقفون خلفها من اعداء الوطن بأنها مازالت تقوم بأعمال نظير ما تتقاضاه من دعم. وظل المتمرد ياسر عرمان يروج تلك الاكاذيب وليس آخر ما ادعاه من تدمير الحقل الرئيسي لانتاج البترول بهجليج وقتل الف من قواتنا في منطقة توريت ان حركة التمرد ستظل تورد الاشاعة تلو الاشاعة والكذبة بعد الكذبة لتحقق اهدافها في الحرب النفسية منفذة لشعارها اكذب اكذب حتى تصدق. وسنظل على المبدأ نبادر باعلان الحقائق للرأي العام مبينين الواقع نصراً كان او غيره لنا او علينا وكل حدث يسهم في تحريك الحس الوطني ودفع الرجال للدفاع عن الوطن حيث لا يمكن حجبه وسنظل نصرة شعب يقف معنا بكل ما يملك نفوساً ونفيساً والله اكبر والعزة للسودان». الخرطوم ـ اسمرا ـ «البيان»:

Email