إجبار نائب مهاتير على خلع حذائه، اجراءات أميركية تعامل العرب والمسلمين باعتبارهم مجرمين حتى يثبت العكس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 بدأت الولايات المتحدة تطبيق مجموعة من الاجراءات البوليسية بحق غالبية رعايا الدول العربية والاسلامية تتعامل معهم باعتبارهم جميعا مجموعة من اللصوص والمجرمين والارهابيين حتى يثبت العكس، لا تفرق في ذلك بين مجرم حقيقي ومسئول كبير كما حدث مع عبدالله احمد بدوي نائب رئيس وزراء ماليزيا والمرشح لخلافة رئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد والذي وصف الولايات المتحدة بـ «العداء الهستيري للمسلمين». وفي التفاصيل فسوف تبدأ الولايات المتحدة في تسجيل الرجال من دول عربية وإسلامية معينة بمجرد وصولهم إلى الولايات المتحدة. وسوف تؤخذ بصمات هؤلاء وتلتقط صور لهم، لمضاهاتها بسجلات المجرمين والارهابيين، كما قد يحقق معهم إذا رأى موظفو الهجرة ذلك ضروريا. واصدرت وزارة العدل الاميركية توجيهات بأنه يمكن ايضا التحقيق مع المترددين على الشرق الاوسط او شمال افريقيا أو كوبا او كوريا الشمالية اذا لم يكن لديهم تبرير مقنع لرحلتهم. وقد تنطبق الاجراءات التي اعلنت امس على أي من زوار الولايات المتحدة الذين يبلغ عددهم 35 مليون سنويا. وسوف تحتفظ وزارة العدل بمعلومات عن دخول وخروج الاشخاص الذين تشعر انها تريد متابعتهم، وذلك لمنع حدوث ثغرات أمنية كالتي سبقت احداث 11 سبتمبر. وسوف يصير أخذ بصمات وصور الأشخاص القادمين من مصر واليمن والسعودية والاردن والصومال وسوريا وليبيا والسودان والعراق وايران واندونيسيا وافغانستان وماليزيا وباكستان عملا روتينيا. وقبل الاجراءات الجديدة التي اقرها الكونغرس كانت سلطات منافذ الدخول الأميركية تحقق مع القادمين من إيران والعراق والسودان وليبيا وسوريا لفترة وجيزة بمجرد وصولهم، وذلك منذ هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن. وسوف يسجل لدى السلطات الرجال من مواطني تلك الدول الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و45 سنة. ثم يتعين عليهم أن يبلغوا في خلال 30 يوما عن مكان إقامتهم وعملهم أو دراستهم. وكان مسئول في وزارة العدل الأميركية أكد ان هذه الاجراءات الجديدة سوف تطبق على رعايا جميع دول العالم الذين سيزورون الولايات المتحدة مع حلول عام 2005. وتطبيقا للعداء الشامل ضد العرب والمسلمين فقد اتهم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد «بالعداء الهستيري للمسلمين»، بعد أن تكشف أن نائبه أجبر على خلع حذائه أثناء تفتيشه في مطار لوس أنجلوس. وكان نائب رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي قد وصل الشهر الماضي إلى الولايات المتحدة في زيارة، وعلى الرغم من أنه كان يحمل جواز سفر دبلوماسي، فإن سلطات الأمن بالمطار أمرته بخلع حذائه وحزام سرواله. وكان بدوي الذي يعتقد أنه سيخلف مهاتير محمد عند تقاعده الشهر المقبل، في طريقه إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال مهاتير محمد في تصريحات صحفية أدلى بها امس: «بالطبع أنا مستاء، فأنا لست لصاً ولست إرهابياً». وأضاف رئيس الوزراء الماليزي كما نقل موقع «بي بي سي اونلاين»: «بسبب أفعال قامت بها قلة، أصبح العالم الإسلامي كله موضع شبهاتهم، وينبغي التأكد من أن أي زائر للولايات المتحدة ليس إرهابياً». وعندما سئل عما يمكن أن تتخذه ماليزيا من إجراءات ضد الولايات المتحدة قال مهاتير محمد: «هذه الإجراءات تطبق في بلادهم، ولذا فأنا لا أدري ما يمكننا أن نفعله إزاءها». أما عبد الله أحمد بدوي فقد قلل من أهمية الإجراءات الأمنية المشددة التي تعرض لها. وقال في تصريح صحفي: «جميع ركاب الطائرة تعرضوا لنفس الإجراءات، حتى قائد الطائرة». وكشف نائب رئيس الوزراء الماليزي عقب زيارته للولايات المتحدة عن أن واشنطن وضعت بلاده ضمن قائمة تضم خمس عشرة دولة تعتبر «شديدة الخطورة». وذكر أنه أثار هذه القضية مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني. وقال: «أوضحت لتشيني اننا مستاؤون من تصنيفنا على هذا النحو».

Email