الاحتلال يقتل امرأة وطفلين ويصيب 18، شارون يتجه لحظر الصلوات الرمضانية في «الأقصى»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 أرفق ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني مطالبته اللجنة الرباعية امس بارسال قوات فصل دولية بتأكيد اصراره على مواصلة الاصلاحات الداخلية حيث يعقد اليوم اجتماعا لحكومته المستقيلة ويبدأ مشاورات وشيكة لتشكيل الحكومة الجديدة في وقت واصلت الاوساط الاسرائيلية التنديد بمغامرة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي غير المحسوبة التي اعادت لعرفات جماهيريته الواسعة وهو ما ينذر باقدام رئيس الوزراء الاسرائيلي على تصعيد عدوانه للتغطية على «نكسته» بحسب الصحف العبرية، حيث قتل جيشه امرأة بقذيفة داخل منزلها وطفلين في نابلس وأصابوا 18 اخرين فيما تدرس حكومته اتخاذ قرار باقتحام الاقصى او منع المصلين من دخوله خلال شهر رمضان بحجة خطر انهيار حائط البراق الغربي. ولليوم الثاني على التوالي توافد الفلسطينيون على المقر الرئاسي المدمر في رام الله لتحية رئيسهم ياسر عرفات الذي اجتمع الى عدد من المبعوثين والمسئولين الاجانب. وطالب عرفات الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1435، والعودة إلى طاولة المفاوضات فوراً بما يمهد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. وقال عرفات للصحفيين عقب استقباله فيدر هلكنسن، نائب وزير الخارجية النرويجي «إن الدبابات الاسرائيلية تحركت فقط على بعد عدة أمتار مني، وهي ما زالت تحيط بمقر المقاطعة»، لافتا إلى أن أكثر من 24 دبابة دخلت إلى المدينة الليلة قبل الماضية. ورداً على سؤال حول رسالته إلى الشعب الفلسطيني، قال الرئيس عرفات «الشعب الفلسطيني، شعب الجبارين لا يحتاج مني رسائل، ولكن أنا الذي أحتاج منه إلى رسائل». وأعلن عرفات أن اتصالات تجري حاليا على صعيد اللجنة الرباعية، والجامعة العربية، وكافة الاصعدة للضغط باتجاه تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي، رقم 1435. وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات «نطلب من اللجنة الرباعية ارسال مراقبين دوليين». واضاف ابو ردينة خلال مؤتمر صحافي ان المراقبين الذين يطالب الفلسطينيون بارسالهم منذ عامين «يمكن ان يضبطوا الوضع» وان يفصلوا بين الطرفين. وفيما كان عرفات يؤكد على التزامه باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يناير المقبل كما كان اعلن قال ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني ملتزم باستئناف الاصلاحات الداخلية، وان الحكومة المستقيلة ستجتمع اليوم فيما سيبدأ عرفات في «اتصالات ومشاورات خلال الايام المقبلة لتشكيل الحكومة المقبلة في أسرع وقت ممكن». وعلى الجانب الآخر اعترف عدد من وزراء شارون بتسرعهم في المصادقة على قرار حصار عرفات وانهم لم يقدروا حجم الضغوط الأميركية عليهم والتي فاقت توقعاتهم لكنهم شددوا على ان حكومة شارون اثرت الاستجابة لمخططات واشنطن تجاه العراق ملمحين الى امكانية معاودة عزل الرئيس الفلسطيني بعد الضربات الاميركية، ضدغد بعداد. لكن ذلك لم يفلح في اقناع الرأي العام الاسرائيلي ولا معلقي الصحف العبرية واحزاب اليمين الذين وصفوا ما جرى بـ «النكسة» لرئيس وزراء دولة الاحتلال الذي سارع لزيارة موسكو بهدف حشد تأييد اليهود الروس المهاجرين الى فلسطين. وفيما كان الوزير الاسرائيلي المتطرف افي ايتام يراهن على نسيان الاسرائيليين لهذه «النكسة» فان المخاوف تزايدت من اقدام شارون على تصعيد جديد لمحوها من ذاكرتهم واشغالهم لهواجس الامن. فقد كشفت الصحف العبرية امس ان قوات الاحتلال بصدد طرد نحو مئة صحافي اجنبي بزعم تغطيتهم للاحداث المحازة للفلسطينيين. وصادر جيش الاحتلال افلام مصور لوكالة رويترز بعد ان اقدم جنوده على قتل طفل فلسطيني في العاشرة من العمر امس في مخيم بلاطة قرب نابلس بالضفة الغربية واصابة 18 اخرين خلال مظاهرة لكسر حظر التجول. كما استشهد الطفل محمود زغلول (10 اعوام) في نابلس ايضا برصاص اطلقته دبابة اسرائيلية. واحكم جيش الاحتلال حصاره لبنايتين في نابلس تحكم مكاتب للفصائل الفلسطينية حيث تجري اشتباكات مسلحة. وفي قطاع غزة دخلت امرأة فلسطينية في الاربعينيات من العمر في موت سريري حين اصابتها قذيفة دبابة مباشرة داخل منزلها في حي السلطان برفح ما ادى لخروج انسجة من دماغها. وفي خطوة تفجيرية هي الاخطر من نوعها كشفت الصحف العبرية امس ان حكومة شارون تدرس اقتحام الحرم القدسي الشريف بالقوة بذريعة القيام بترميم حائط البراق الذي تروج لقرب انهياره او منع المصلين المسلمين من دخول الاقصى في شهر رمضان بزعم الخوف من انهيار الحائط والحرم ومعه مئات المصلين وسط تحذير اوساط اجهزة الامن الصهيونية بحسب هذه الصحف من ان هذا الامر لو حدث لكان اشبه بحرب عالمية ثالثة. غزة ـ رام الله ـ «البيان» والوكالات:

Email