10 آلاف متظاهر حاولوا فك حصار عرفات، اسرائيل تحاصر لجنة التقصي بالتأجيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاصر رئيس الوزراء الارهابي ارييل شارون لجنة تقصي الحقائق الى مخيم جنين بطلبه من الامم المتحدة تأجيل ايفاد البعثة، وتحدى مجدداً دعوة الرئيس الامريكي جورج بوش ، بأنه حان وقت الانسحاب من أراضي السلطة وحل سلمي لحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكنيسة المهد، حيث ارسل قواته لقمع آلاف المتظاهرين في رام الله الذين حاولوا فك حصار عرفات في وقت كان وزير حربيته بنيامين بن اليعازر يقود عملية اعادة احتلال قلقيلية وقراها مرة اخرى اسفرت عن عشرات الأسرى وشهداء بينهم رائد موسى نزال احد مسئولي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فيما يوشك جنوده على ارتكاب مجزرة جديدة حيث يحاصرون مقاومين في مبنى بالمدينة ويلوحون باقتحام كنيسة المهد رغم التقارير عن قرب التوصل لاتفاق بشأن المحاصرين فيها. وفي خطوة تصعيدية جديدة ذكر بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس ان اسرائيل طلبت من الامم المتحدة ارجاء ارسال بعثة لتقصي الحقائق الى مخيم جنين للاجئين لحين النظر في اعتراضات اسرائيل. وقال البيان ان «المؤشرات التي تلقتها اسرائيل قبل وصول اللجنة لا تتفق والتفويض الصادر بقرار مجلس الامن». واضاف «وبالنظر الى الحاجة لاستيضاح ذلك فقد طلبت اسرائيل ابقاء فريق الامم المتحدة لحين مناقشة نقاط الخلاف وتسويتها». ومضى البيان قائلا ان «تعليمات صدرت للوفد الاسرائيلي بالامم المتحدة في نيويورك باتخاذ موقف حازم في هذا الصدد قبل ارسال البعثة» مشيرا الى فريق من مسئولي وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين الذين بدأوا محادثات في نيويورك امس الاول. وقال متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان أمس ان عنان يريد ان تصل بعثة تقصي الحقائق الى المنطقة بحلول السبت حسب المقرر رافضا فيما يبدو طلب التأجيل الاسرائيلي، الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية محاولة لاخفاء المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال حيث طالب نبيل ابو ردينة مستشار عرفات مجلس الامن بفرض عقوبات على اسرائيل لرفضها تنفيذ قراراته. وفي نداء جديد وجهه الرئيس الامريكي جورج بوش امس عقب لقائه ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في مزرعته بتكساس قال بوش «لابد ان تكمل اسرائيل انسحابها مضيفاً.. حان الوقت كي تكمل اسرائيل انسحابها من المناطق التي احتلتها بما في ذلك حل الأزمتين في رام الله وبيت لحم بطريقة تخلو من العنف» مضيفاً ايضاً ان على الفلسطينيين بدورهم «بذل مزيد من الجهود لوقف الارهاب» حيث اعتبر وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه دعوة بوش تكراراً للنغمة السابقة نفسها. وعلى الفور رد رئيس وزراء دولة الارهاب الصهيوني ارييل شارون على هذا النداء بارسال جيشه لاعادة احتلال مدينة قلقيلية للمرة الثالثة خلال العدوان الاخير. وفرض جيش الاحتلال حظر التجول على المدينة واعتقل نحو 20 فلسطينياً بينهم مسئولون من حركة حماس وسط مواجهات مع المقاومين المدافعين عن المدينة. واشارت الاذاعة العبرية الى سقوط شهيدين خلال المواجهات مع الجيش الاسرائيلي المعزز بعشرات الدبابات مؤكدة ان وزير الحربية الصهيوني بنيامين بن اليعازر يقود العدوان الجديد على قلقيلية. واوضحت الاذاعة ان قوات اسرائيلية كبيرة تدعمها الدبابات والمروحيات تحاصر مبنى تحصن فيه مقاومون حيث تدور اشتباكات يخشى ان تنتهي بمجزرة على غرار ما حدث في مخيم جنين. وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي قتل أمس في قلقيلية مسئولا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. واوضح مصدر استشفائي فلسطيني ان رائد موسى نزال (35 عاماً) استشهد بالرصاص اثر توغل الجيش الاسرائيلي في مدينة قلقيلية المشمولة بالحكم الذاتي اضافة الى الشاب تحسين العدل (29 عاماً). وبحسب الجيش، فان رائد نزال القائد المحلي للجبهة استشهد في «تبادل لاطلاق النار». وهو متهم من قبل اسرائيل بتدبير عملية استشهادية في فبراير في مستوطنة كارني شومرون (شمال الضفة الغربية) ادت الى مقتل ثلاثة اسرائيليين علاوة على عديد من الهجمات بالسلاح الالي والعبوات الناسفة على الطرق القريبة من قلقيلية. وكان الجيش الغازي اعاد احتلال ثلاث قرى متاخمة لقلقيلية ايضاً من بينها جبع التي احتل مسجدها وعمد الى اعتقال نحو 15 من المصلين كما احتل ثلاثة منازل حولها الى قاعدة عسكرية. وفي رام الله نظم نحو عشرة آلاف فلسطيني مظاهرة عقب صلاة الجمعة في محاولة جديدة لفك حصار الرئيس ياسر عرفات تصدى لها جيش الاحتلال وقمعها بقنابل الدخان والصوت والغازات المسيلة للدموع ما اسفر عن اصابة اثنين. ولوحظ ان المتظاهرين هتفوا للمرة الاولى ضد جبريل الرجوب مسئول الامن الوقائي في الضفة الغربية على خلفية اتهامه بالمسئولية عن تسليم مطلوبين للاحتلال. كذلك رد جيش شارون على دعوة بوش انهاء محنة المحاصرين بكنيسة المهد في بيت لحم سلمياً بالتلويح بالخيار العسكري واقتحام الكنيسة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي يدعى جوي ليون في مؤتمر صحفي امس «اذا اجبرنا على اتخاذ خيار عسكري فسنفعل» دون ايضاحات. وكانت حكومة شارون اقرت ضمنياً بشرعية عرفات حين سمحت لصلاح التعمري رئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات المستمرة حول هذه الأزمة بلقاء الرئيس الفلسطيني داخل مقره المحاصر لاطلاعه على تفاصيل مفاوضات فك حصار الكنيسة وتزامن هذا مع اطلاق قوات الاحتلال قنابل صوتية على مقر عرفات المحاصر. وتكهنت مصادر اسرائيلية ان يكون هذا اللقاء من اجل الحصول على موافقة عرفات على اتفاق تم التوصل اليه بين الجانبين من دون توضيحات. لكن مجريات الامور على الارض تشير الى اصرار جيش الاحتلال على الخيار العسكري عبر استمرار استهداف المحاصرين بالرصاص امس ما اسفر عن اصابة اثنين من المحاصرين بالرصاص تم اجلاؤهما لاحقاً. وكان فرع حركة فتح في بيت لحم طالب بوقف المفاوضات حول الكنيسة. وكتبت حركة فتح -اقليم بيت لحم في بيان «ان الحركة تدعو الى وقف المفاوضات الجارية حاليا بشأن المحاصرين فهذه المفاوضات تحولت الى كمين وهدفها المناورة واستنزاف المحاصرين». ورأت الحركة ان «قاعدة المفاوضات يجب ان تستند الى رحيل جيش الاحتلال من مدننا الفلسطينية وفك الحصار التام عن مقر الاخ القائد ابو عمار» في رام الله. واضاف البيان «ان اية مفاوضات لايجاد حل سلمي حول المحاصرين يجب ان تكون في الاطار السياسي وعبر القيادة السياسية الفلسطينية وليس مع الجنرالات العسكريين المجرمين الذين يحاصرون الكنيسة». وفي قطاع غزة سجل امس استشهاد فلسطيني متأثراً بجراح سابقة فيما ارتكب الجنود الغزاة جريمة جديدة قرب رفح باطلاق الرصاص على امرأة فلسطينية مدنية ومنع سيارات الاسعاف من الوصول اليها حيث بقيت دبابة بقربها الى ان لفظت انفاسها الاخيرة. وعلى صعيد التحركات الرامية لحلحلة الأزمة قالت الولايات المتحدة أمس ان واشنطن وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ستتشاور في العاصمة الامريكية الخميس المقبل بشأن الصراع في الشرق الاوسط. وسيكون هذا ثاني اجتماع للمجموعة الرباعية التي انعقدت لاول مرة في مدريد يوم العاشر من ابريل في بداية مهمة الى المنطقة لوزير الخارجية الامريكي كولن باول. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر للصحفيين ان باول ووزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان واثنين من كبار مسئولي الاتحاد الاوروبي سيحضرون الاجتماع. واضاف انه مثلما حدث في مدريد فسوف يمثل الاتحاد الاوروبي وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد وخافيير سولانا مسئول السياسة الخارجية بالكتلة الاوروبية.

Email