غزو اسرائيلي بري وشيك لمناطق السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثارت أمس علامات استفهام حول «صواريخ القسام» مع اعلان اسرائيل انطلاقها للمرة الأولى من الضفة الغربية بعد قطاع غزة لتبرر بهذا الاعلان المضي بتنفيذ تهديداتها بغزو بري واحتلال مناطق شمال القطاع وقلقيلية وطولكرم لانشاء الحزام الأمني، مهدت له باجتياح حلحول وجباليا، ما أسفر عن سقوط شهيد، فيما بدأت مصادر اسرائيلية الترويج لخديعة فلسطينية تتمثل في تظاهر السلطة قبولها مذكرة «بيريز ـ قريع» على اشتراط ملحق ضمانات بقيام الدولة في حدود 1967 بهدف شق حكومة شارون واسقاطها. ولم تكتف الحكومة الاسرائيلية بزعامة ارييل شارون بتحدي الانتقاد المباشر الذي أطلقه المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر الليلة قبل الماضية لعدوانها الاخير بل عمدت الى التقليل من حجم التحفظات الامريكية على نهجها العدواني. وقال آفي بازنر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية «خلافاً لبعض الدول الاوروبية، يدرك الامريكيون تماماً ان اسرائيل تدافع عن نفسها ضد الارهاب حتى وان صدرت في كل مرة نتدخل فيها في قطاعات فلسطينية مشمولة بالحكم الذاتي، ردود فعل مماثلة من وزارة الخارجية الامريكية». ولم يأبه جيش الاحتلال لهذه التحفظات وأرسل دباباته لاجتياح بلدة حلحول قرب الخليل في الضفة حيث استشهد شرطي فلسطيني تم ربطه بوحشية على دبابة والطواف به في الشوارع نازفاً حتى استشهاده فيما جرى هدم ثلاثة منازل واختطاف نشيطين من حركتي فتح وحماس. كما توغلت دبابات الاحتلال في منطقة جباليا بقطاع غزة مجدداً ودمرت بقذائفها مقراً للشرطة الفلسطينية. واستشهد امس في مستشفى الاردن احد جرحى الانتفاضة المباركة على اثر رصاصة سببت له شللاً رباعياً. ونقلت السفارة الفلسطينية جثمان الشهيد طه أبو سنينة الى مسقط رأسه في مدينة الخليل بعد معاناة دامت خمسة اشهر قضاها على الاجهزة ليدفن هناك. لكن الأخطر لم يأت بعد، حيث هدد وزير الحربية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر علناً بقصف المدنيين وارسال جيشه لاجتياح المناطق الفلسطينية بشكل غير مسبوق حال تكرار اطلاق صواريخ «القسام 2» ضد الأهداف الاسرائيلية. وسربت الصحف العبرية امس ان جيش اليعازر هذا يستعد عبر الحشود والغاء الاجازات لغزو بري لمناطق السلطة وتحديداً شمال القطاع ومدينتي قلقيلية وطولكرم في الضفة بهدف اقامة الشريط الأمني الذي تحدثت عنه الصحف أمس الأول. ولتبرير هذا المخطط العدواني زعمت مصادر الاحتلال ان «قسام 2» اطلقت أمس ولأول مرة من منطقة نابلس في الضفة على قاعدة عسكرية اسرائيلية لكنها أخطأت هدفها. واكتفى متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بالقول لوكالة فرانس برس ان هذه المعلومات ما زالت قيد التحقيق وأوضحت الاذاعة انه في حال ثبت هذا الامر فيكون اول اطلاق لصواريخ قسام 2 من الضفة الغربية. وأضاف ان الصواريخ اطلقت قبل الفجر من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من نابلس باتجاه قاعدة عسكرية اسرائيلية في المنطقة ولكنها انفجرت في منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني. وترتكز هذه المعلومات على انفجارات قوية سمعها عسكريون في منطقة نابلس. وفي موازاة ذلك تتواصل جهود احتواء التصعيد واطلاق عملية التسوية السياسية عبر عنوان أبرز يدعى مذكرة «بيريز ـ قريع»، لكن الصحف العبرية كشفت أمس ان وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز كان شطب من المذكرة لسبب غير مفهوم جملة تؤكد ان الدولة الفلسطينية ستقام على حدود العام 1967. وقال وزير النقل الاسرائيلي افرايم سنيه امس ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع اشترط اضافة ملحق للمذكرة يؤكد على هذه الجملة وهو ما رفضه بيريز «خوفاً من عرقلة الخطة» وصعوبة تسويقها للاسرائيليين. واوضح سنيه ان عريقات ينتظر رسالة ضمانات من الاتحاد الاوروبي تؤكد على مطلبه بخصوص حدود الدولة. وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني اكد امس امام لجنة الشئون الخارجية لمجلسي النواب والشيوخ عزمه تجديد دعوته لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام في الشرق الاوسط رغم الرفض الامريكي. وقال مصدر في حزب العمل الاسرائيلي يقيم علاقات مع السلطة الفلسطينية لصحيفة «هآرتس» انه التقى مؤخرا مع ابو العلاء وسمع منه انه لا يقف وراء التفاهمات. وحسب المصدر فان «ابو العلاء ورفاقه في القيادة الفلسطينية يتسلون مع بيريز ويتركونه يلعب مع هذه الوثيقة وهدفهم واحد: تقويض اسس حكومة الوحدة الوطنية وتفكيكها». واضاف المصدر ان الفلسطينيين يرون بهذا الامر وسيلة لاثارة النزاع بين العمل والليكود، بين بيريز وشارون من اجل اسقاط الحكومة واجراء انتخابات جديدة. كل ما يريدونه هو تجاوز حكومة شارون بسلام. انهم يفضلون أي حكومة اخرى ليست حكومة وحدة حتى لو كانت برئاسة بنيامين نتانياهو.

Email