«الجزيرة» تتوعد «سي.إن.إن» لبثها حواراً قديماً مع ابن لادن

ت + ت - الحجم الطبيعي

توعدت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية ملاحقة نظيرتها الأمريكية «سي.ان.ان» أمام القضاء، لقيامها ببث مقابلة أجراها مراسلها في كابول مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عقب بدء الهجمات الأمريكية على أفغانستان، ولم تبثها «الجزيرة» لانعدام قيمتها الإخبارية، متهمة «سي.ان.ان» بالحصول على المقابلة بطريقة غير مشروعة، في حين أكدت القناة الأمريكية حصولها على المقابلة من مصدر غير حكومي. وفي المقابلة المثيرة للجدل والتي أذاعت «سي.ان.ان» مقتطفات منها أمس توعد ابن لادن بقتال الأمريكيين حتى الموت، وان معركته انتقلت الى الداخل الأمريكي، وان الحرب على الارهاب تدفع بالأمريكيين إلى جحيم لا يطاق. وقال مدير قناة «الجزيرة» محمد جاسم العلي لوكالة فرانس برس «ان مجلس ادارة «الجزيرة» استاء (لهذه المسألة) وسنلاحق شبكة (سي.ان.ان) امام القضاء». الا انه اشار الى ان «الجزيرة» لا تنوي «قطع علاقاتها» مع «سي.ان.ان» واضاف «ان شريط الفيديو (عن ابن لادن) ملك الجزيرة ولم يكن لـ (سي.ان.ان) الحق في بثه» مؤكدا ان القناة الامريكية حصلت على نسخة من هذا الشريط «بطريقة غير مشروعة». وكانت شبكة «سي.إن.إن» الاخبارية الامريكية قد نقلت الليلة قبل الماضية أجزاء من الحديث، الذي أجراه في 21 أكتوبر صحفي من قناة الجزيرة الفضائية. وكانت قناة الجزيرة قد قالت أنها قررت عدم بث الحديث لعدم جدارته من الناحية الاخبارية، غير أن شبكة سي.إن.إن حصلت على نسخة منه، وبثت مقتطفات منها برغم اعتراضات الجزيرة. وفي الحديث قال ابن لادن ان «المعركة قد انتقلت إلى داخل أمريكا». ووعد بمواصلة «تلك المعركة إن شاء الله حتى النصر أو لقاء الله». وقال ابن لادن في الحديث الذي أجرى بعد أسبوعين من بدء الحملة العسكرية الامريكية في أفغانستان التي زعم اختباؤه بها، ان الحرية وحقوق الانسان في الولايات المتحدة «مقضي عليها». وأضاف قائلا ان الحكومة الامريكية ستقود الشعب الامريكي، والغرب عامة، «إلى جحيم لا يطاق وحياة خانقة». وسأل المحاور ابن لادن أثناء الحديث الرد على اتهامات الولايات المتحدة بتدبيره هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فقال «أمريكا وجهت الكثير من الاتهامات لنا وللكثير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم»، وأضاف قائلا «ما تتهمنا به من تنفيذ أعمال إرهابية غير مبرر». ولكنه أضاف بعد وقت قصير من ذلك قائلا «إذا كان تحريض الناس على فعل هذا هو إرهاب، وإذا كان قتل من يقتلون أبناءنا إرهابا، فليشهد التاريخ أننا إرهابيون». كما حاول ابن لادن تبرير الافعال الارهابية في حديثه، الذي قالت قناة «سي.إن.إن» أنه استمر لمدة ساعة. وقال ابن لادن «نحن نقتل ملوك الكفار وملوك الصليبيين والكفار من المدنيين مقابل من يقتلون من أبنائنا .. والشريعة الاسلامية تبيح ذلك كما يبيحه المنطق». ثم سأله مراسل الجزيرة «ما تقوله اذن هو أن هذا نوع من المعاملة بالمثل، هم يقتلون أبرياءنا ونحن نقتل أبرياءهم؟». فرد ابن لادن «ونحن نقتل أبرياءهم، وأقول ان الشريعة تبيح ذلك والمنطق يبيح ذلك». ولم تكشف «الجزيرة» عن المكان الذي جرى فيه الحديث، غير أنه وقع بينما كانت حركة طالبان، التي آوت ابن لادن، لا تزال تحكم قسما كبيرا من أفغانستان. ولكن بعد أسبوعين من الحديث سقطت كابول وبعد ذلك بشهر سقط معقل طالبان في قندهار. ويبدو أن مسئولي الحكومات والاستخبارات حول العالم كانوا يعلمون من قبل بأمر شريط الفيديو. فقد استشهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بجزء مما جاء في الحديث في خطاب له أمام البرلمان البريطاني في نوفمبر، قائلا «في 20 أكتوبر، قال ابن لادن في شريط فيديو لم يتم بثه (إذا كان الثأر لقتل شعوبنا إرهابا، فليشهد التاريخ أننا إرهابيون)». ودافعت «سي.إن.إن» عن اذاعة المقابلة رغم احتجاجات من الجزيرة التي قالت انها مقابلة لا تفي بمعاييرها وليس لها اهمية من الناحية الاخبارية. وقال مسئول في «سي.إن.إن». «عندما اصبح شريط الفيديو في حوزتنا شعرنا اننا يجب علينا ان نقدم تقريرا عنه وان نعرضه لانه له قيمة اخبارية بالغة». الوكالات

Email